التعليم الفني بين التطوير المحلي والاستنساخ.. التجربة الألمانية النموذج المقترح

التعليم الفني بين التطوير المحلي والاستنساخ.. التجربة الألمانية النموذج المقترح
- التعليم الفني
- السيسي
- الجامعات التكنولوجية
- حسن شحاتة
- الثانوية العامة
- التعليم الفني في ألمانيا
- المدارس الفنية
- التعليم الفني
- السيسي
- الجامعات التكنولوجية
- حسن شحاتة
- الثانوية العامة
- التعليم الفني في ألمانيا
- المدارس الفنية
حالة من الارتباك عاشها خريجو المعاهد والمدارس الفنية طيلة السنوات الماضية، خاصة مع قلة الاعتماد عليهم في سوق العمل، وهو ما يتضح خلال التذبذب في أعداد الخرجين من تلك المعاهد في الفترة بين 2008 إلى 2017، وذلك وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
النسبة الأقل جاءت في عامي 2011 و2012، أي في أعقاب ثورة الـ25 من يناير، تزامنا مع توقف عجلة الإنتاج، وارتفاع سقف المطالب، وزيادة عدد الوقفات الاحتجاجية، وارتفاع نسبة الإضرابات عن العمل.
التعبئة والإحصاء: 442 ألف خريج من المعاهد الفنية في 9 سنوات
على الموقع الرسمي للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، يشير الرسم البياني لخريجي المعاهد الفنية منذ عام 2008 وحتى 2017، إلى النسبة الضئيلة للمعاهد الفنية، مقارنة بمئات الآلاف من خريجي الثانوية العامة، وجاءت النسب كالتالي:
السيسي: الجامعات التكنولوجية تمثل تطورا في مسار التعليم الفني بمصر
بدأت مصر عهد جديد مع التعليم الفني في السنوات القليلة الماضية، وأصبحت تسير بخطوات ثابتة نحو الارتقاء بالمنظومة، وذلك عقب اهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتغيير النظرة إلى التعليم الفني.
الرئيس أكد، خلال اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، يوم 11 يوليو الجاري، أهمية الجامعات التكنولوجية، مشيرا إلى أنها تمثل تطورا نوعيا في مسار التعليم الفني في مصر، من خلال دورها المنتظر في إكساب طلاب التعليم الفني المهارات اللازمة على المستويين العملي والعلمي لمواكبة متطلبات سوق العمل محلياً ودولياً، فضلاً عن تعزيز التعاطي المجتمعي الإيجابي للتعليم الفني، وتعظيم أهمية التعليم التكنولوجي بين أفراد المجتمع.
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تشيد بجهود مصر في تحديث التعليم الفني
شيري كارلين، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، أشادت بجهود الحكومة المصرية في تحديث منظومة التعليم الفني، وإصدار وزارة التعليم، القرارات المتعلقة بإضافة نشاط اللوجستيات إلى تخصصات المدارس الفنية، وقالت: "استحداث تخصص اللوجستيات يعد بناء لشراكات بين القطاع الخاص والمدارس الفنية، ويؤدي إلى خفض نسب عدم التشغيل في مصر".
وأشارت كارلين، خلال كلمتها في الاحتفال بتخريج أول دفعه من خريجي التخصص الجديد (اللوجستيات)، الذي أضيف إلى المدارس الفنية، ومنهاالمدرسة البحرية الفنية ببورسعيد، إلى أن الوكالة اختارت دعم تخصص الطاقة الشمسية في مدارس أسوان والبحر الأحمر الذي يشهد إقبالا متزايدا من الطلاب والمستثمرين، حيث تتحول أسوان الآن لتصبح مركزا لإنتاج الطاقة الشمسية، مما يوفر 25% من الطاقة الكهربية المستهلك حاليا.
خبراء يطالبون بتطبيق التجربة الألمانية.. وشحاتة: التعليم الفني بدأ يأخذ وضعه
شدد حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، على ضرورة أن تلقى المدارس الفنية نفس اهتمام الثانوية العامة، قائلا: "يجب أن يكون لخريجي المدارس الفنية الحق في الالتحاق بالكليات المناظرة لها، أي أن المدارس الصناعية تلتحق بالهندسية على سبيل المثال لا الحصر".
وأضاف شحاتة، لـ"الوطن"، أنه يتم تدريب طلاب المدارس الفنية بجميع أنواعها لاكتساب الخبرات اللازمة لإفادة سوق العمل، مشيدا بالخطوات التي اتخذتها الدولة خلال السنوات القليلة الماضية للارتقاء بمنظومة التعليم الفني في مصر، والذي بدأ يأخذ وضعه في عهد السيسي.
وأشار إلى أن الدولة أنشأت أول 3 جامعات تكنولوجية خاصة بالتعليم الفني في "القاهرة الجديدة، وبني سويف و قويسنا بالمنوفية"، لافتا إلى أهمية المدارس التطبيقية التي يُنشئها رجال أعمال لتدريب عمال مصانعهم على المهارات المختلفة التي تواكب تطور سوق العمل.
فيما طالب عبد الفتاح إبراهيم، المشرف العام على المؤسسة الثقافية العمالية سابقا، ورئيس نقابة العاملين بالغزل والنسيج، بتطبيق نظرية ألمانيا في التعامل مع التعليم الفني وربطه بسوق العمل، إذ قال: "ألمانيا توجه جزءا كبيرا من الدخل القومي للتعليم الفني، وتقوم على استراتيجية ربط التعليم الفني بالصناعات لديها".
وأضاف إبراهيم، أن دراسة التعليم الفني في ألمانيا تنقسم إلى شقين، "عملي" يصل إلى نسبة 75% منه، والـ25% الباقية لـ"النظري"، مشيرا إلى أن التعليم الفني في مصر نظري إلى حد ما، ويحتاج إلى الاهتمام بالتخصص.
وقال إنه من المفترض أن هناك نوعين من التعليم الفني، متخصص أو عام، موضحا أن الأول يتضمن فنيين بالصناعات الكبرى مثل "البترول والصناعات الهندسية والغزل والنسيج" وغيرها، أما الثاني فيتضمن "النجارين والسباكين" وما شابه تلك المهن.
التعليم الفني.. شرارته في عهد محمد علي.. وطفرته بدأها عبد الناصر
كان عام 1829 شرارة انطلاق التعليم الفني في مصر، عندما افتتح محمد على مدرسة "الدرسخانة" بوسط القاهرة لتعليم الطلاب "أصول الزراعة" لتكون بذلك أول مدرسة مصرية للتعليم الفني.
افتتاح مدرستين زراعيتين- بعد الدرسخانة- الأولى في شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، والثانية في "نبروه" بالدقهلية، والتي تم إلحاق مزرعة ضخمة فيها للإنتاج الحيواني، وتعليم أصول التعامل مع المنتجات الحيوانية.
عهد جمال عبد الناصر شهد طفرة حقيقية في التعليم الفني، حيث أولى الزعيم الراحل أهمية كبرى لبناء المدارس الثانوية الفنية، خاصة "الصناعية" تزامنا مع المشاريع النهضوية التي اتخذها في عهده بعد الاستقلال.
وبدأ يظهر تعليم فني تابع للوزارات والهيئات، فرأينا مدارس السكة الحديد، ومدارس المصايد، ومدارس الغزل والنسيج، ومدارس البريد، ومدارس التمريض والمسعفين، وغيرها من المدارس الفنية التي اندثر بعضها وما زال الآخر موجودا حتى اليوم.