بريد الوطن| بين الحب وتغيُّر الطباع

بريد الوطن| بين الحب وتغيُّر الطباع
عند دخول الإنسان فى علاقة حب جديدة فإن ذلك حتماً سيُحدث فرقاً ملحوظاً فى مسار حياته كنتيجة طبيعية لوجود اهتمامات جديدة بشخص لم يكن له وجود أو نصيب فى حياته من قبل، ولكن هل معنى ذلك أن طباع الإنسان تتغير بالارتباط؟
كلمة «طباع» فى الأصل تعنى مجموعة التصرفات والسلوك الموروثة والمكتسبة التى تميز الإنسان عن غيره، وقد يتغير جزء من طباع الإنسان وقد يظل آخر بنفس طباعه طيلة فترة حياته لا يستطيع تعديله أبداً حتى بعد الارتباط.
هناك فهم مغلوط يخلط بين الحب وطباع الإنسان، فقد نجد شخصاً ارتبط لمدة معينة وقد تطبع مع صفات شريكه لإرضائه، أو تجمل وتظاهر بما ليس فيه لضمان استمرار العلاقة، وهنا قد نُخطئ الوصف ونُطلق على هذا «تغيُّر الطباع» وإن لم يحدث نصيب لاستكمال العلاقة قد نُخطئ الوصف مرة أخرى ونتفنن فى التحدث بالأمثال «عادت حليمة لعادتها القديمة»، فهذا لم يكن من البداية تغيُّر طباع، فالطباع ليست بتلك المرونة والسهولة للتغيير، ولكن يمكن أن أطلق على تلك المرحلة «التظاهر الذى ينتهى بتملك الآخر»، فالحب وإن كان عاملاً مساعداً على ظهور الاستعداد لتغيُّر بعض الطباع لمن لديه المرونة والقابلية لذلك، فإنه ليس دليلاً كافياً لأن نحكم عليه بأنه الأصل فى ذلك.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com