أيمن الباروت لـ"الوطن": فكرة البرلمان العربي للطفل وُلدت في الثمانينيات

كتب: إلهام زيدان

أيمن الباروت لـ"الوطن": فكرة البرلمان العربي للطفل وُلدت في الثمانينيات

أيمن الباروت لـ"الوطن": فكرة البرلمان العربي للطفل وُلدت في الثمانينيات

يتوافد الأطفال من الدول العربية، في 24 يوليو، للمشاركة في أعمال الدورة الأولى للبرلمان العربي للطفل، حالمين بتطلعات يتيحها لهم البرلمان بحقهم في المشاركة في مناقشة قضاياهم، ليكون هذا المنبر جسرا لتواصل الأطفال العرب، باعتبارهم الثروة الحقيقية للمجتمعات العربية، والاستثمار الناجح في غدٍ ومستقبلٍ تَنعم فيه الشعوب بالتقدم والرفاهية.

تحدث لـ"الوطن" أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، خلال وضعه وفريقه للمسات النهائية، والاستعدادات، من أجل استقبال أعضاء البرلمان، الذين سيمكثون نحو أسبوع من العمل المتواصل، يتوزع فور وصولهم إلى إمارة الشارقة بدولة الإمارات، حيث مقر البرلمان، بين المشاركة في الورش والاستعداد لجلسة انتخاب الرئيس ونائبيه، وتجهيز ملفات النقاش والموضوعات التي سيتم طرحها في الجلسة، وصولا إلى التوصيات التي سترفع إلى جامعة الدول العربية:

متى بدأ التفكير في إطلاق البرلمان العربي للطفل؟

الموضوع ليس وليد هذا العام، بل منذ العام 1982، والعيون العربية ترنو صوب الطفل، وحقوقه وحمايته، والبحث عن تأمين مستقبل أجمل له، ومرت الأعوام، وكان في كل محطة إنجاز يشير إلى أن الطفل هو في صلب سياسات كل الدول العربية، خصوصا أنه متصل موضوعيا وعملياً بالمستقبل، وتوجت تلك الجهود والأحلام والأعمال بميثاق حقوق الطفل العربي، وقعت عليه كل الدول العربية، في ظل اهتمام عالمي في حقوق الطفل، فقد أقرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل في العام 1989.

وبناء على ميثاق حقوق الطفل العربي جاءت برامج كثيرة ومقترحات وقوانين عديدة، وإنشاء مؤسسات وهيئات في الدول العربية، وبعضها اجتهد في تأسيس برلمان للطفل في بلده، وبعضها يعمل على ذلك، وبعد نحو ربع قرن من العمل من أجل الطفل، توج بإجماع عربي في العام 2010 في قمة سرت في ليبيا، بأن يكون هناك برلمان للطفل العربي، كل الجهود تكللت بالنجاح في التأسيس، وتوجت بمبادرة من صاحب السمو حاكم الشارقة باستضافة المقر الدائم للبرلمان العربي للطفل في الشارقة، ليكون أول مؤسسة تتبع لجامعة الدول العربية تتخذ من دولة الإمارات مقرا لها. وهو أحدث مؤسسات جامعة الدول العربية، وأول برلمان إقليمي في العالم معني بالطفل، ونريد الوصول معه وبه إلى أعلى المراتب.

ما الأهدف من وراء إطلاق البرلمان؟

العمل البرلماني مع الطفل يؤسس اليوم، ويحصد النتائج غدا في المستقبل، (10 - 15 سنة على الأقل)، فأطفال اليوم هم قادة المجتمع في المستقبل، والمرحلة الحالية هي مرحلة مهمة في مسيرة حقوق الطفل عالميا في ظل تحديات عالمية عديدة تؤثر في الطفل مباشرة، وقد ركزت الأهداف الأساسي للبرلمان على أهمية وضرورة بناء شخصية قوية قادرة على التعامل والتفاعل مع مختلف الظروف والأحوال، والمساهمة الفعالة في تأهيل الأطفال على ممارسة ثقافة الحوار وتقبل الآخر والتسامح في ظل تنوع ثقافي عربي مميز، كما أننا ننظر للناتج من الطفل العربي بعد أن تنتهي عضويته، في سن 18 سنة، وعلى أبواب التخرج من الثانوية، ويمكن أن يدخل حياته العملية كموظف أو أن يستكمل دراساته الأكاديمية، وننظر إلى ما بعد هذه المرحلة بعد 10 - 15 سنة قادمة، كيف سيكون التأثير وما هو الناتج من هذا الطفل في المستقبل عند البلوغ، نقيم النجاح في ترسيخ المهارات الأساسية التي تعينه، وتساعده على التعامل مع معترك الحياة، العملية والشخصية أو حتى على صعيد مهماته الدولية.

علي أي من الموضوعات سينصب اهتمام البرلمان العربي للطفل؟

هذا المنبر كمنظمة سيعني بتأسيس ثقافة برلمانية لدى الأطفال، من خلال برامج علمية مكثفة، وبرامج تدريبية والاستفادة من الخبرات العربية في هذه الجانب وتعريف وتعارف الأطفال العرب على بعضهم، وتبادل الخبرات غير المباشرة والتعلم غير المباشر بين الأطفال العرب والأعضاء من خلال الورش، والبرامج الترفيهية، يحرص على تنفيذ مجموعة من البرامج، كما جرى في الجلسة الأولى، ليستمر بمستوى جديد في الجلسة الثانية، حيث سيكون هناك حزمة من الورش التعليمية، والبرامج الترفيهية الخاصة بالأطفال، لكسر الحاجز أو الرهبة النفسية بين ممثل دولة وأخرى، وبما يسهم في خلق حالة من التواصل والتفاعل والتآلف بين الأعضاء، ومناقشة الأفكار بشكل حيوي، كما يمكن أن يستفيد كل بلد من تلك الورش وكيفية تطبيقها على مستوى كل دولة، من خلال البرلمان الوطني أو المؤسسات التي تعنى بالطفل، وكذلك الانطلاق للعالمية.

وما آلية العمل التي يتم طرحها في يوم الجلسة الثانية؟

تشهد الجلسة الثانية للبرلمان العربي للطفل انتخاب رئيس ونائبين، بالإضافة إلى لجان دائمة، لمدة سنتين، في عملية ديمقراطية واضحة وشفافة، وفي حال تساوي الأصوات نأخذ أصوات أعلى مرشحين، وتجري عملية إعادة الانتخابات بين صاحبي أعلى الأصوات، ولدينا أجندة جيدة، تأخذ بعين الاعتبار تنفيذ زيارات للبرلمانات العربية، والبرلمان الاتحادي الدولي، وزيارات أخرى متنوعة، وتنظيم محاضرات ومعارض وندوات وملتقيات، ومنتديات وفعاليات وأنشطة متنوعة، تسهم في الارتقاء بوعي الأطفال عموما وأعضاء البرلمان خصوصا.

ومن خلال البرلمان العربي للطفل وجلساته وفعالياته، نحمي فكر الطفل، ونساعده فيما يمكن أن يشعره بالطمأنينة، ونخرج ما في جعبته من أفكار وملاحظات ومقترحات ونقد أيضاً، من خلال الجلسات والنقاشات، وكذلك من خلال الورش، وعليه يكون لنا دور إشرافي ومتابعة وتوجيه بشكل صحيح وسليم.

كيف ستكون المشاركات من الدول العربية الشقيقة؟

خصص البرلمان الطفل وفقاً للائحته الداخلية ٤ أعضاء لكل دولة عربية، بغض النظر عن حجم الدولة وإمكانياتها وظروفها وأحوالها، فالدولة عضو في الجامعة العربية، وعليه من حقها، بل من واجبها أن تكون ممثلة وحاضرة في البرلمان، الذي يعتبر أحدث مؤسسة تابعة للجامعة العربية، حيث ترشح كل دولة عربية أربعة من أطفالها من خلال البرلمان الموجود "في حالة وجوده"، أو من خلال مؤسسات أخرى معنية بالطفل، كوزارة التربية والتعليم، (المجالس الطلابية)، وغيرها من المؤسسات والجهات الرسمية المعنية، والتواصل رسمياً مع تلك الجهات والمؤسسات يكون من خلال جامعة الدول العربية.

ما حدود صلاحيات البرلمان؟

صلاحيات البرلمان تصل إلى حد التوصيات ورفعها من خلال الأمانة العامة إلى الجامعة العربية، سنويا سنرفع تقريرا للجامعة، وسنويا هناك تقرير من كل دولة عن الطفولة.

كيف ترى اهتمام البلاد العربي بمثل هذه الأفكار؟

اليوم لدينا ٩ دول عربية فيها برلمان أطفال، هي، الإمارات، فلسطين، المغرب، تونس، اليمن، السودان، الجزائر، العراق، جيبوتي، والأحدث هما برلماني الإمارات، وبرلمان فلسطين، وفي الكويت يجري العمل من أجل إنشاء برلمان مستقبلا، كما أننا على ثقة بأن تكلل جهود كل الدول العربية بميلاد برلمان للطفل في كل بلد عربي.

ما أبرز مظاهر اهتمام الشارقة بعالم الطفولة؟

الشارقة قطعت شوطا كبيرا من أجل الطفل، استند إلى توجه الإمارة وسياستها التي ركزت على الطفل وحقوقه وحمايته، فجاء شورى أطفال الشارقة، والعديد من المؤسسات والهيئات والجهات التي تعنى بالطفل من مختلف النواحي، مثل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، كلها تركز على أهمية وضرورة أن ينشأ الطفل في بيئة سليمة ومفيدة. كما أن أقدم برلمان عربي للطفل هو برلمان الشارقة، "شورى أطفال الشارقة"، وهو قديم وفاعل منذ سنوات، فتجربة الشارقة مع الأطفال في الشورى وفي كل المؤسسات الأخرى التي تعنى بالطفل مميزة وعريقة ومهمة، ونحرص على الاستفادة منها خصوصاً مع مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين الذين سيكون لهم دور كبير في الورش التدريبية التي تسبق انعقاد جلسة انتخاب الرئيس ونوابه.


مواضيع متعلقة