"تاسكا".. عصا أمريكا لتأديب تركيا بعد شراءها "إس 400"

كتب: فادية إيهاب

"تاسكا".. عصا أمريكا لتأديب تركيا بعد شراءها "إس 400"

"تاسكا".. عصا أمريكا لتأديب تركيا بعد شراءها "إس 400"

حرمان تركيا من مقاتلات "إف 35" والمشاركة في تصنيعها هو أول رد فعل حاسم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الإدارة التركية، وذلك بعدما وصلت أولى الشحنات من المنظومة الروسية "إس 400" إلى قاعدة قرب أنقرة، على الرغم من التحذيرات الأمريكية المستمرة.

هل تنجح تركيا في الإفلات من عقوبات واشنطن بعد استلامها "إس 400"؟

وبموجب القرار الأمريكي الذي أعلنه البيت الأبيض، لن تحصل أنقرة على المقاتلات التي طلبت شراءها، كما أنها لن تستمر في صناعة المئات من القطع التي تدخل في إنتاج الطائرة، أما الطيارون الأتراك الذين كانوا يتدربون في الولايات المتحدة، فباتوا مضطرين ليعودوا إلى بلادهم قبل نهاية يوليو الجاري، وفقا لـ"سكاي نيوز".

منع تركيا من مقاتلات إف 35 في إطار قانون "كاتسا" 

وكانت واشنطن معارضة شديدة للصفقة التي جرت بين تركيا وروسيا، مؤكدة أنه لا يمكن الجمع بين مقاتلات "إف 35" الأمريكية المتطورة ومنظومة الدفاع الروسية، لأن هذا "الخلط" قد يؤدي إلى تجسس وكشف أسرار عسكرية.

واشنطن وطهران إلى أين؟.. خبير: الأمر بحاجة إلى وساطة دولية

ويأتي العقاب الأول من جانب الولايات المتحدة في إطار قانون "كاتسا" الخاص مكافحة خصوم الولايات المتحدة الأجانب، والذي صدر عام 2017 بغرض التصدي لعدد من الخصوم الأجانب؛ وهم روسيا وإيران وكوريا الشمالية، وكانت تركيا تراهن على إعفائها من ذلك القانون نظرا لتوقيع الصفقة الروسية عام 2016 قبل إصداره بعام.

خبير شؤون دولية: "كاتسا" هو قانون أمريكي للتصدي للخصوم الأجانب وليس دوليا 

وعن أحقية الولايات المتحدة في تطبيق قانونها على تركيا، أوضح سيد مجاهد، الباحث في الشؤون الدولية، أن "كاتسا" هو قانون أمريكي خاص بالدولة داخليا وليس دوليا  أو أمميا معترف به مثل قوانين الأمم المتحدة، لافتا إلى أنه يحدد طبيعة التعامل مع الدول الأخرى خاصة التي تعارض مصالح أمريكا.

وأضاف مجاهد، لـ"الوطن" أن القانون جرى إصداره في بداية الأمر من أجل الدول المشتبه مشاركتها بأحداث سبتمبر فضلا عن الدول التي تعادي الولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه بموجبه سيجري التصعيد على مستوى أكبر بالنسبة لتركيا.

مجاهد: أمريكا ستضاعف العقوبات العسكرية والاقتصادية تجاه تركيا 

ويتوقع الباحث في الشأن الأوروبي، أن الولايات المتحدة ستضاعف العقوبات على تركيا وذلك بعد تحذيرات عدة لها بعدم إتمام الصفقة الروسية، ومن بين العقوبات المتوقعة هو منع التعامل مستقبلا على مستوى الأسلحة العسكرية بجانب الوضع الاقتصادي ووقف أي استثمارات مشتركة بين البلدين، والأكبر هو المحاولة لخروج تركيا من حلف الناتو.

تركيا تعاند أمريكا وتنفذ صفقة الصواريخ الروسية.. كيف سترد واشنطن؟

وبموجب "كاتسا" الخاص مكافحة خصوم الولايات المتحدة الأجانب، يحق لرئيس الولايات المتحدة أن يختار 5 عقوبات من بين 12 عقوبة، حتى يفرضها على تركيا التي قررت إبرام صفقة عسكرية ضخمة مع روسيا رغم كونها بلدا عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحظي هذا القانون بموافقة الأغلبية في مجلس النواب والشيوخ داخل الكونغرس الأميركي، ووقع عليه ترامب سنة 2017، وسعى هذا القانون إلى معاقبة روسيا بسبب دورها في أزمتي أوكرانيا وسوريا، فضلا عن تطويق البرنامجين النووي والصاروخي لكل من إيران وكوريا الشمالية.

ومن بين الخيارات التي يتحها هذا القانون للرئيس الأمريكي، إصدار قرار بمنع الأفراد المعاقبين من دخول الولايات المتحدة، فضلا عن الحرمان من سوق السلاح التابع للولايات المتحدة ودول الناتو، بالإضافة يمكن لحرمان الطرف الخاضع للعقاب من التعامل في النظام المالي العالمي الذي تسيطر عليه بنوك الولايات المتحدة، بالنظر إلى كونها الاقتصاد الأول في العالم.


مواضيع متعلقة