شادي فقد بصره بسبب الشمس: حلمي بالموسيقى هيكمل "من غير كسوف"

كتب: نهال سليمان

شادي فقد بصره بسبب الشمس: حلمي بالموسيقى هيكمل "من غير كسوف"

شادي فقد بصره بسبب الشمس: حلمي بالموسيقى هيكمل "من غير كسوف"

لم يكن يعرف أن مصر على موعد مع كسوف الشمس وما يستتبع ذلك من الامتناع عن الخروج من المنزل أو الابتعاد عن النظر لأشعة الشمس، فخرج شادي شريف، للتنزه مع أصدقائه في انحاء المنيا في سبتمبر 2016، فكان أن فقد عينيه نتيجة تليف مركز الإبصار عند محاولته معرفة سبب تغير لون الشمس في وسط النهار.

"كنت في سنة أولى ثانوي وكملتها بصعوبة كبيرة لأني مالحقتش أحول ورقي لمدرسة المكفوفين وكنت بدور على علاج ونفسيتي صعبة"، سببا ساقه شادي في حديثه لـ "الوطن"، جعله يبتعد عن حلمه في أن يكون ممثلا وفي استكمال تدريباته الموسيقية، فظل طول العام الدراسي 2016 -2017 يحاول مجرد النجاح كي يبحث عن بدائل وفي أثناء تلك المعاناة نسى حلمه، "ماكنتش عارف أروح كورس الموسيقى بتاعي إزاي من غير حد يساعدني والفرقة المسرحية اللي كنت عملتها مع أصحابي اتفككت".

 

عمليات جراحية وعلاج طبيعي ساهم في تحول شادي من كفيف إلى ضعيف البصر 

بعد انتهاء السنة الأولي من الثانوية العامة تغير الوضع، حيث بعد عمليات جراحية وأدوية علاجية وعلاج طبيعي استرد ابن محافظة المنيا جزء من بصره "كنت صحيح البصر وأصبحت كفيف وتحولت من كفيف لضعيف البصر".

وعلى الرغم من أن التقدم لم يكن كبيرا إلا أنه دفع شادي لمزيد من التحدي، فقرر استكمال دروسه الفنية في الموسيقى والغناء كما عاد مرة أخرى للتدريب على التمثيل مع 3 من أصدقائه، وبعد أن كان يتدرب على التمثيل الصامت بدأ يتدرب ورفاقه على التمثيل المتكلم وعاد لحضور الحفلات، "ماقدرتش أسيب نفسي واقف في نقطة واحدة مش بتقدم لكن بتراجع وببعد عن الفن اللي بحبه، ورجعت أتعرف على أبعاد المسرح بشكل يلائم قدرة عيني، وقدمت لمدرسة المكفوفين وضعاف البصر".

يصف شادي نفسه بعد حادثة الكسوف "بنيت شخصية جديدة ليا أحسن من القديمة"، حيث فاز ببعض الجوائز في نطاق المنيا مثل تكريمه في المدرسة الألمانية، وتلقيبه بـ "فارس البصيرة" عن دوره في مسرحية عن مخترع الكتابة ببطريقة برايل، ليزداد لديه ثقته بنفسه وولعه بالفنون.

بدأ يتعمق في دراسات على حسابه الخاص في الموسيقى ويتدرب على كيفية عمل الأدوات ويعيد تلحين الأغاني، مما جعله يسير بخطىً ثابتة نحو حلمه، فقرر أن يلتحق بكلية التربية النوعية بألمنيا هذا العام، ليكون بذلك أول طالب من متحدي الإعاقة بشكل عام، ومن ذوي الإعاقة البصرية بشكل خاص، يتقدم لإجراء اختبارات القدرات المؤهلة للالتحاق بالكلية بقسم التربية الموسيقية بجامعة المنيا وذلك بحسب الدكتور مصطفى عبد النبي عبد الرحمن، رئيس جامعة المنيا، بعد أن كان التحاق ذوي الإعاقات البصرية يقتصر على تربية نوعية بجامعة حلوان.

 

نوعية ألمنيا تستقبل المكفوفين وضعاف البصر لأول مرة

"نقابل ناس نفارق ناس وماشية الحياة عادي، حال الدنيا بيتغير ما بين الثانية والتانية هنعمل ايه" كلمات اختارها شادي كي تكون طريقه لدخول كلية التربية النوعية وتغنى بها في اختبار القدرات الذي تضمن أسئلة نظرية وامتحان عملي على الآلات الموسيقية  باحثًا عن فرصة تمكنه من الوصول لحلمه "مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ولازم أخبط كل الأبواب وأوصل لهدفي".


مواضيع متعلقة