الجديد فى علاج الزهايمر والصداع النصفى: التشخيص المبكر يمكن أن يقاوم أمراض المخ والأعصاب

الجديد فى علاج الزهايمر والصداع النصفى: التشخيص المبكر يمكن أن يقاوم أمراض المخ والأعصاب
مشكلة مرض التصلب العصبى المتناثر أنه يصيب فئة عمرية منتجة، حيث إن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة هى ما بين العشرينات والأربعينات، وهو مرض يصيب الجهاز العصبى، وله العديد من الأشكال، وطبيعة المرض تكمن فى أنه يهاجم الغلاف الأبيض الذى يغلف الأنسجة العصبية، ويأتى هذا الهجوم على هيئة نوبات.. هذا ما أوضحه لـ«الوطن» أ. د. ماجد عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب، كلية طب، جامعة القاهرة، أثناء حضوره المؤتمر السنوى الخامس عشر للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب.
يقول لـ«الوطن» أ. د. محمد أسامة عبدالغنى، أستاذ المخ والأعصاب بطب عين شمس، إن أكثر من 400 طبيب شارك فى المؤتمر، فضلاً عن 10 أجانب من مختلف الدول.
ويضيف «عبدالغنى»، رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر، أنه يوجد الآن اتجاه فى التركيز على الدراسات الوبائية لنسب الأمراض وانتشارها فى الأماكن المختلفة، فتنتشر مثلاً أمراض العضلات فى الصعيد نتيجة كثرة زواج الأقارب، بينما ينتشر مرض التصلب العصبى المتناثر فى شمال الدلتا وشمال القطر، وذلك نتيجة ارتباط المرض بدرجة الحرارة، فقد ثبت علاقته بالطقس، فهو أقل انتشاراً فى المناطق الحارة. ويؤكد «عبدالغنى» أنه إذا تم تطبيق دراسات السياسات الصحية فسوف يتم توفير علاجات أفضل والقيام بتشخيص أدق للحد من الأمراض.
ويضيف «عبدالنصير»، الأمين العام للجمعية المصرية لطب المخ والأعصاب، أن الاتجاه الحديث فى تدارك المرض هو أن الدراسات الحديثة قد أثبتت أن هذا المرض مصحوب بنسبة ضمور فى المخ، وبالتالى فذلك ينعكس على تدهور فى الوظائف والقدرات المعرفية العليا الخاصة بالمخ، ومن هنا يمكن أخذ خاصية ضمور المخ كمقياس لتحديد مدى تدهور المرض.[SecondImage]
ويؤكد «عبدالنصير» أنه توجد الآن مجموعة من الأدوية الحديثة التى لا تسيطر فقط على أعراض المرض بل أيضاً تمتاز بكفاءة عالية فى قدرتها على إنقاص مدى تدهور ضمور المخ.
أما عن أكثر الأعراض شيوعاً، فيوضح «عبدالنصير» أنها تتمثل فى تدهور شديد فى القدرة البصرية، وضعف شديد فى الأطراف، وينتج عن ذلك الشعور بتنميل مستمر فى الأطراف، والإحساس بكهرباء شديدة فى الجسم، وتدهور فى وظائف الإخراج، ويمكن أن يؤدى المرض إلى الشعور بالاكتئاب وعدم ثبات نفسى أو تدهور فى الذاكرة.
وعن أهمية الوقاية فى علاج الأمراض العصبية يقول لـ«الوطن» أ. د. غريب فاوى، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب، كلية طب سوهاج، إن الوقاية تلعب دوراً كبيراً فى الحد من تدهور المرض، بل إن التشخيص المبكر يمكن أن يمنع المرض من التطور، وذلك إذا كان فى مراحله المبكرة. ويضيف «فاوى» أن السكتة الدماغية والصرع والزهايمر أمراض عصبية لها عواقب وخيمة على المستوى الأسرى والاجتماعى. الأهم فى هذه الأمراض على مستوى العالم هو كيفية الوقاية، كيفية التعامل مع الخلايا العصبية لإعادة تأهيلها وتوظيفها للقيام بوظائفها من جديد، فالمعلومات القديمة كانت تؤكد أنه عند تدمير الخلايا العصبية للمخ لا يستطيع المخ القيام بوظائفه مرة أخرى، وهذا خطأ شائع لأنه يمكن للخلايا أن يعاد تشكيلها وتوظيفها كى تقوم بوظائفها مرة أخرى. وبالنسبة لمرض الزهايمر فإن التغيرات الكيميائية والباثولوجية فى المخ تحدث قبل ظهور المرض بعشر أو عشرين سنة، فعند ظهور الأعراض يكون المرض قد تطور كثيراً.
ويؤكد «فاوى» أن مراحل الزهايمر متعددة، ففى المرحلة الأولية يشعر الإنسان بالنسيان الشديد. ويجب فى المرحلة الأولية أن يتم عمل بعض الفحوصات برنين مغناطيسى وظيفى على المخ، لتحديد احتمالية إصابة المريض بالمرض بعد عشر أو عشرين سنة، وبالتالى يجب أن يبدأ فوراً فى العلاج. وينوه «فاوى» بأن الزهايمر من أمراض الشيخوخة، أى إنه لا يصيب إلا كبار السن، أى من تعدى سن الستين.[ThirdImage]
ويوضح «فاوى» أن 5% من الأشخاص الذين يمرون بالمرحلة الأولية ويتم اكتشافها ويتبعون العلاج يرجعون إلى حالتهم الطبيعية كل عام، وهذا من الفوائد الكبيرة للتشخيص المبكر، حيث إن نسب المرضى المصابين بالزهايمر كبيرة، فهناك تقريباً واحد من كل 10 آلاف، وكل خمس سنوات النسب تتضاعف، كما أن نسب الوفاة من الزهايمر تعادل السرطان.
وعن مرض الصرع، يقول لـ«الوطن» أ. د. رعد شكير، رئيس الاتحاد العالمى لطب الأمراض العصبية، إن «الأطباء حتى الآن لم يصلوا إلى الأسباب المؤدية إلى حدوث الصرع، فهناك أكثر من 85% أو حتى 90% من الحالات تحدث دون أى سبب خلقى فى المخ، مجرد أن كهرباء المخ تكون غير طبيعية فى بعض الأحيان وفى مناطق معينة من المخ، وإذا تكررت يكون ذلك الصرع. وبالرغم من أن الاعتقاد الشائع هو أن الصرع يسبب دائماً نوبة من الحركة اللاإرادية وفقدان الوعى، فإن مرض الصرع يمكن أن يظهر أيضاً بصور مختلفة جداً، حيث تظهر علامات معروفة بالنوبة الصرعية، كما أن بعض الحالات تحدق فى الفضاء لمدة ما عندما تصيبهم النوبة، بينما يمكن أن يعانى البعض الآخر من الحالات من اختلاجات وتشنجات حادة.
ويضيف «شكير» أن «التشنجات ليست العلامة الوحيدة، بل أيضاً توقف أعضاء الإنسان تماماً، أى إن المريض لا يستطيع الكلام أو لا يستطيع السمع أو ينظر إلى الأمام وعيناه مفتوحتان».
ويوضح «شكير» أن المرض فى بعض الحالات القليلة وراثى. وهو مرض يمكن الشفاء منه تماماً من خلال الأدوية، فهناك نحو 50% من المرضى الذين يعالجون بالأدوية يشفون بعد 3 أو 4 سنوات. كما أنه يمكن العلاج عن طريق العمليات الجراحية، وذلك إذا تم تحديد المنطقة المتليفة من المخ، أى مركز بؤرة الصرع.
من ضمن الأمراض العصبية المهمة أيضاً مرض «باركنسون»، والمعروف بـ«الشلل الرعاش». وعن ماهية المرض يقول أ. د. سعيد عبدالله بوحليقة، أستاذ واستشارى أول المخ والأعصاب بالسعودية، إن «أسباب المرض لا تزال مجهولة، و10% من الحالات ترجع إلى أسباب جينية، أى إن المرض ينتقل بين العائلات، ولهذا يجب الانتباه إلى مسألة الجينات، حيث أثبتت الدراسات أن الجينات من أحد المسببات للمرض». ويوضح «بوحليقة» أن احتمالية الإصابة تحدث فى واحد من 3% من الأشخاص بعد سن الستين.
ويقدم الأطباء نصائح ذهبية للوقاية قدر الإمكان من الأمراض العصبية والحد من أعراضها، فينصح «عبدالنصير» أنه من أجل الوقاية من الصداع النصفى يجب الابتعاد عن الأغذية المحفوظة والمعلبات، لأنها تسبب الصداع الشديد، فضلاً عن ضرورة الابتعاد عن تناول الشوكولاتة، لأنها تزيد من حدة الصداع. ومن أجل الوقاية من الجلطات الدماغية يجب الامتناع عن التدخين السلبى والإيجابى والحفاظ على نسبة الدهون فى الدم.
كما ينصح «فاوى» أنه يجب بوجه عام اتباع نظام غذائى صحى يحتوى على الخضراوات والفاكهة والبروتينات الحيوانية، مثل اللحوم والطيور، والإكثار من زيت الزيتون، والإقلال من اللحوم الحمراء الدسمة. كما ينصح بضرورة اتباع ريجيم البحر المتوسط وذلك لفوائده الصحية، فضلاً عن ضرورة ممارسة الرياضة بانتظام، وكثرة القراءة والاطلاع، وزيادة القدرات المعرفية من خلال مثلاً حل الكلمات المتقاطعة والسودوكو.