"الجارديان" تتهم ترامب بالعنصرية: يعود بأمريكا نصف قرن إلى الخلف

"الجارديان" تتهم ترامب بالعنصرية: يعود بأمريكا نصف قرن إلى الخلف
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنّ تصرفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنصرية لها أهداف سياسية، بينها صرف انتباه الناخبين عن المشكلات السياسية في إدارته وتنشيط قاعدته الانتخابية، ولا يهتم بالضرر الذي قد يلحقه بسبب هذه العملية.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، أنّ أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهدف إلى العودة بالولايات المتحدة الأمريكية نصف قرن إلى الوراء، حيث العصر الذي تحدث فيه الزعماء المنتخبون عن تفوق الرجل الأبيض، فحتى عام 1967 كان لدى 17 ولاية أمريكية قوانين تحظر الزواج بين الأعراق المختلفة، ولم تصوّت ولاية ميسيسيبي للتصديق على التعديل الثالث عشر للدستور الأمريكي، الذي يحظر العبودية إلا في عام 1995، وبطبيعة الحال، صار الفصل القانوني للأعراق ذكرى بعيدة اليوم، والعرق في أمريكا ليس الهوة التي كان عليها من قبل، إذ أصبح بعد ذلك للبلاد رئيس أسود وأصبح المهاجرون البيض وغير البيض أغنياء ومشاهير، ومع ذلك أعاد ترامب في فترة قصيرة من الزمن، تشكيل الحزب الجمهوري من خلال استبعاد ومهاجمة أي شخص يتحداه، ولم تعد المسألة مسألة عجز الحزب الجمهوري عن التعامل مع عنصرية الرئيس الأمريكي، بل عن تورطها فيها".
وتابعت الصحيفة أنّ "ترامب وريث تقاليد الفشل الأمريكي في حل مسألة العرق، وهو التقليد الذي يسيء فهم أو يتجاهل الفرضية الأساسية للبلاد بأن الناس على حد تعبير مارتن لوثر كينج، لا يتم الحكم عليهم من لون بشرتهم، لكن من خلال ما يوجد بداخلهم، اعتقد ترامب منذ فترة طويلة أنّه يمكن اعتبار الأشخاص البيض فقط مواطنين حقيقيين وأن المهاجرين هم أمريكيون عابرون، لذلك لم يكن مفاجئًا أن نسمع أن الرئيس الأمريكي يخبر 4 عضوات في الكونجرس، كلهن ليسن من البيض، بالعودة إلى البلدان اللاتي جئن منها، إنها عنصرية مباشرة وتردد صداها مع الفكرة التأسيسية للقومية البيضاء التي تبناها ترامب منذ فترة طويلة، وبهذه الأفعال ينتهك ترامب القيم التي تطمح الولايات المتحدة إلى التمسك بها - المساواة بموجب القانون، والحرية الدينية، والحماية المتساوية، والحماية من الاضطهاد - لأنه لا يؤمن بها".
وأكدت الصحيفة: "في نهاية الأسبوع الماضي، سمح ترامب بمداهمات للمنازل ضد آلاف العائلات كجزء من محاولته المستمرة لترحيل 11 مليون مهاجر غير شرعي، يعيش الكثير منهم في البلاد لسنوات، وأعلن هذا الأسبوع خططا لإنهاء اللجوء على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، والتي يقول المحامون إنّها ستعتبر غير قانونية من قبل المحاكم، وتهدف أفعال ترامب إلى أن تكون تذكيرًا دائمًا بالجهة المسؤولة، كما أنها تمثل فكرة خاطئة عن الفكرة المتعلقة بالحقوق المدنية بأن جميع المواطنين متساوون أمام القانون".
وتابعت: "على وجه الخصوص، يؤمن ترامب بفكرة أنّ الدستور الأمريكي أعمى، ففي نوفمبر الماضي هدد باستخدام أمر تنفيذي لإلغاء ضمان المواطنة المكتسبة في الولايات المتحدة، ومن خلال القيام بذلك، كان يسعى لتسديد ضربة مدمرة للدستور الأمريكي، الذي ينص مرسومه الرابع عشر على أن أي شخص يولد في هذا البلد فهو مواطن فيه، وأنه لا يجوز للولايات أن تختزل امتيازات أو حصانات المواطنين، أو تحرمهم من الحياة أو الحرية أو الممتلكات دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، أو تنكر لهم الحماية المتساوية للقوانين، إن سجله الطويل من العنصرية يؤدي إلى استنتاج أن ترامب يعتقد أن مثل هذه الضمانات في دفتر القواعد القانونية في البلاد يجب أن تنطبق فقط على البيض، لم يعد المسيحيون البيض هم الأغلبية في أمريكا، لكنهم ما زالوا يقودون نتائج الانتخابات، وسواء أكان ترامب يمكنه أن يرسخ شعبيته في الواقع أم لا، فليس من المهم، سوى أن لعنصريته هدفان، الأول هو صرف الناخبين عن المشاكل الحقيقية، والآخر هو تنشيط قاعدته الانتخابية وهو يسعى إلى انتخابات 2020".
وزادت الصحيفة: "أجندته الأساسية معادية للأقليات الجنسية والعرقية، ورؤية ترامب تتمثل في أنّ بقاءه السياسي يعتمد على تأجيج تلك الخصومات لظهور أجندته، ولكن هناك أدلة على أن رسائل الكراهية هذه لا تلقى صدى لدى الرأي العام الأمريكي، فبينما يتجه ترامب إلى تيار اليمين، يبدو أنّ المزاج العام قد تحول بحدة إلى اليسار، حيث يريد ترامب من قاعدته أن تغرق في الغضب، بينما نأمل أن يظل الأمريكيون، كما تشير استطلاعات الرأي، أن يرفضوا هذه العنصرية".