اضطراب تشككي وعنف.. خبراء يفسرون قتل الآباء لأبنائهم بعد مذبحة الفيوم

كتب: إسراء حامد

اضطراب تشككي وعنف.. خبراء يفسرون قتل الآباء لأبنائهم بعد مذبحة الفيوم

اضطراب تشككي وعنف.. خبراء يفسرون قتل الآباء لأبنائهم بعد مذبحة الفيوم

واقعة جديدة فزعت لها الأنفس من وقائع قتل الآباء لأبنائهم، حيث استيقظ صباح اليوم أهالي الفيوم على جريمة ذبح مُدرس لزوجته وأبنائه الأربعة، مستخدما ساطورا في تقطيع أجسادهم بعد استغراق أسرته في النوم، وفور انتهاءه من المذبحة اتجه إلى مركز شرطة الفيوم لتسليم نفسه معترفا بجريمته، التي نفذها بعد تهديدات من أشخاص كان على خلاف معهما على آثار.

لم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها بتعدي الآباء على أبنائهم؛ لتنتهي حياة الأبناء بالموت، سواء كان عمدا أو دون قصد أو نتيجة لفقد الوعي الناتج عن تناول المخدرات، ففي الفترة الأخيرة انتشرت جرائم قتل رب الأسرة، المسؤول عن توفير الأمان والرعاية الكاملة، لرعيته.

وسبق تلك الواقعة عدة وقائع لقتل الآباء لأبنائهم، لعل من أشهرها الواقعة المعروفة إعلاميا بقضية "ريان ومحمد"، حيث اعترف والدهما بارتكابه للجريمة، بإلقائه للطفلين في النيل من أعلى كوبري فارسكور، وبمنطقة بولاق، تحديدا في أكتوبر من العام الماضي، حُبس عامل انهال بالضرب على طفلته التي لا تتعدى خمس سنوات من عمرها بماسورة حتى فارقت الحياة، وفي يوليو الماضي قتل مدرس بكلية طب جامعة الأزهر ابنه "عبدالرحمن.ج" 14 عاما، واعترف بالتعدي عليه بالضرب بسير موتور غسالة مثبت به مفك حديد، بعد استيلائه وشقيقيه على 400 جنيه و2 جنيه ذهب وسبيكة ذهبية؛ ليستمر مسلسل انعدام الرحمة والفطرة الأبوية بتوفير الأمان لأسرته.

علم اجتماع: قتل رب الأسرة لأبنائه أقصى درجات العنف ومن أنماط الجريمة الشاذة 

الضغوط النفسية التي يتعرض لها الإنسان والتي تزداد يومًا بعد يوم، من أهم أسباب انتشار هذا النوع من الجرائم، بحسب المختصين الذين أكدوا أن هذا الفعل الشنيع شاذ من الدرجة الأولى، ويقول الدكتور حسن الخولي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ"الوطن"، إن ظاهرة قتل رب الأسرة لأبنائه من أنماط الجريمة الشاذة وغير المألوفة في المجتمع البشري.

نفسي: نحتاج دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج للتأكد من تأهيل الزوجين لتكوين أسرة بها أطفال

ووصف الخولي هذا الفعل بأقصى درجات العنف الذي يمكن أن يمارسه بشر، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى الظروف التي يمكن أن تؤثر على الإنسان وتدفعه لارتكاب تلك الجرائم نستخلص أن الضغط يولد الانفجار، فالإنسان من الممكن أن يتحمل قدرًا معينًا من الضغوط في العمل، وفي علاقاته مع البشر كذا التهديدات التي يتعرض لها من الآخرين، لكن عندما يزداد الأمر عن حده تتحول تلك الضغوط إلى انفجار شديد يقضي على مشاعره وغرائزه الفطرية، موضحًا أن رد فعله العدواني إذا لم ينتهِ بقتل الشخص الذي يهدده، ينعكس ذلك على ذاته إما بقتل نفسه أو بأذية من حوله.

المتهم تعرض لحالة هياج جعلته فاقدا إحساسه بنفسه ولم يستطع السيطرة على أفعاله

ويقول الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، لـ"الوطن"، إن الفعل الذي يتبع الجريمة يحدد دوافع ارتكاب المجرم لها، فبعد أن نفذ المدرس جريمته بذبح أبنائه وزوجته ذهب ليسلم نفسه ولم يهرب، وهذا الفعل يؤكد شعوره بالاضطراب التشككي نتيجة لانصياعه وراء أفكار سلبية تطرأ على عقله، وقد يكون ما دفعه لارتكاب تلك الجريمة هو شكه في نسب أولاده وليس السبب ما يزعمه من تهديد أشخاص أخرى له بقتلهم، والذي نتج عنه تعرضه لحالة هياج جعلته فاقدًا إحساسه بنفسه ولم يستطع السيطرة على أفعاله.

وأشار فرويز إلى أنه حتى وإن تعرض لتهديدات بقتل أبنائه هذا يولد لديه رغبه في تأمينهم وليس قتلهم، موضحًا أن غياب الوعي الثقافي والديني داخل المجتمع والأسرة وضعف الترابط بها يهدد بزيادة انتشار تلك الجرائم في الفترات المقبلة، وأنه يجب الاهتمام بنشر الوعي والترابط الأسري، وهذا يمكن تنفيذه من خلال دورات تأهيلية تنظم للمقبلين على الزواج، والتأكد من مدى تأهيل الزوجين لتكوين أسرة بها أطفال.


مواضيع متعلقة