الصيدليات الكبرى: "السوليبريد" العلاج الأساسى للذئبة الحمراء"ناقص"

كتب: جهاد الطويل وأحمد ماهر أبوالنصر

الصيدليات الكبرى: "السوليبريد" العلاج الأساسى للذئبة الحمراء"ناقص"

الصيدليات الكبرى: "السوليبريد" العلاج الأساسى للذئبة الحمراء"ناقص"

قبل عام، اكتشف أحمد رجب، ٣٦ سنة، من محافظة أسيوط، إصابته بمرض الذئبة الحمراء، وبعد معاناة للحصول على دواء «السليسيبت» علاج يستخدم فى حالات الذئبة الحمراء، ويتم استيراده من خارج مصر، بأسعار تتراوح ما بين ٧٠٠ إلى ٩٠٠ جنيه، قرر الطبيب الخاص به تغيير الدواء: «دخت السبع دوخات علشان أجيب السليسيبت ولما الدكتور لاقى مفيش فايدة كتبلى سوليبريد ٢٠ وفضلت مستمر عليه فترة طويلة لحد ما اختفى هو كمان».

اختفاء الدواء الرئيسى الذى يعتمد عليه الأطباء فى تقليل آثار الذئبة الحمراء، دفعنا للقيام بجولة فى محاولة للحصول على شريط واحد فقط، الجولة اشتملت على مناطق مدينة نصر والدقى وبولاق وفيصل، وأكد الصيادلة فى هذه المناطق غياب «السوليبريد ٢٠» منذ ما يزيد على ٣ شهور، ولم يفسر أحدهم سبب نقص الدواء، معللين ذلك النقص بأنه ربما تحدث زيادة فى الأسعار، وأشار البعض منهم إلى وجود بديل متاح حالياً له يسمى «ديسبريلون»، بينما أكد آخرون رفض المرضى شراء البديل، نظراً لمشاكله الكثيرة وآثاره الجانبية.

وخلت أيضاً محافظات الدلتا من «السوليبريد ٢٠»، ففى محافظة الغربية، أكد الدكتور أحمد البسيونى، ٢٦ سنة، صيدلى، عدم وجود الدواء منذ ٦ أشهر: «بقاله ٦ شهور ناقص، والبديل ما بيجبش نتيجة أصلاً، وكمان ناقص»، ويتابع: «السوليبريد بشكل عام وبكل تركيزاته وظيفته الأساسية تهدئة الجهاز المناعى بعد الاضطرابات الكتيرة اللى بيتعرض لها بسبب المرض، لأن الذئبة الحمراء بتهاجم الجهاز المناعى للجسم فبيتكون أجسام مضادة، بتهاجم جهاز المناعة وبتكسر كرات الدم البيضاء، فالكورتيزون الموجود بشكل مباشر فى السوليبريد، بيضعف جهاز المناعة علشان يقلل الحرب اللى شغالة جوه الجسم اللى أشبه بالبركان الثائر اللى كله حمم بتاكل نفسها، طبعاً تقليل المناعة بيخلى المريض عرضة لأى عدوى، لذلك بتلاقى حالات الذئبة مصابين بأمراض كتير لها علاقة بالمناعة، ده غير أمراض الكلى والكبد والقلب».

"البسيونى": البديل بيرفع الضغط

وعن أضرار استخدام الكورتيزون يقول «البسيونى»: «له أضرار كتير طبعاً، أولها احتباس المياه تحت الجلد، وبيرفع الضغط فى بعض الحالات، ده غير تأثيره المباشر على الهرمونات والخصوبة، لكن مفيش بديل لتخفيف آثار المرض غير الكورتيزون»، ويضيف قائلاً: «بلاكونيل ده برضه من ضمن أدوية الذئبة الحمراء، ولكن له أضرار مباشرة على النظر، وفيه حالات كتيرة اتعرضت لمشاكل فى الشبكية بسببه».

من جهة أخرى، اعترف الدكتور حاتم البدوى، نائب رئيس الشعبة العامة للصيدلة بالغرف التجارية، بوجود نقص كبير فى الأدوية المستوردة، منها عقار الذئبة الحمراء، وأرجع ذلك إلى زيادة الوقود ومستلزمات الإنتاج وكذلك الكهرباء وأجور العمالة، وحذر من تزايد عدد الأدوية الناقصة من السوق. وقال: «سوق الدواء محكوم بتسعيرة حكومية جبرية والشركات تتحمل وحدها فرق السعر وما يتبعه من خسائر.. هذا هو الطرف الأول للقضية.. أما الطرف الآخر.. فهو مريض غلبان يعانى ظروفاً صعبة.. قد يربط الحزام لمواجهة أسعار الطعام.. لكنه يعجز عن مواجهة المرض ولا يحتمل أى زيادة فى سعر الدواء».

"البدوى": شركات الدواء ستقلل الإنتاج لإجبار الحكومة على رفع الأسعار

وأرجع «البدوى» اختفاء بعض الأدوية للخسائر الفادحة التى تتكبدها المصانع فى إنتاجها بسبب سعرها المتدنى الذى لم يعد يتناسب إطلاقاً مع تكلفة إنتاجها «تسعيرة هذه الأدوية ثابتة منذ سنوات طويلة رغم زيادة استيراد أسعار الخامات ما دفع الشركات المنتجة لخفض معدلات إنتاجها أو التوقف عن إنتاجها»، لافتاً إلى أن عناصر التكلفة لا بد أن يقابلها سعر يعود بأرباح على كل العناصر المشتركة لوصول الدواء إلى المستهلك، وعليه يجب أن نخرج إلى خارج الصندوق بحلول غير تقليدية، تحقق المعادلة لكافة أطراف المنظومة وإلا ستتزايد معاناة المواطنين من النواقص.

وكشف «البدوى» لـ«الوطن» أنه من المتوقع مزيد من النواقص خلال الفترة القادمة نتيجة لجوء عدد كبير من الشركات إلى تقليل الإنتاج لإجبار الحكومة على رفع أسعار الدواء حتى تتناسب مع التكلفة.


مواضيع متعلقة