لعنة الموهبة.. محمد يصنع مجسمات صغيرة "لا بكسب منها ولا عارف أبطل"

كتب: تسنيم حسن

لعنة الموهبة.. محمد يصنع مجسمات صغيرة "لا بكسب منها ولا عارف أبطل"

لعنة الموهبة.. محمد يصنع مجسمات صغيرة "لا بكسب منها ولا عارف أبطل"

هربا من أي شيء يزعجه، اعتاد منذ نعومة أظافره تفريغ طاقته السلبية في إعادة تشكيل الأوراق وبواقي الفيلين والكرتون، لتصاحبه "لعنة تشكيل أي شيء يقابله" كما يصفها محمد التكروني، فني التحاليل، لقرابة الـ20عاما، مبددا عليها الجزء الأكبر من راتبه في شراء الخامات، التي زادت تكلفتها مع تطور موهبته، لتذهب جميعها  كهدايا لأعين المعجبين والمقربين.

"حسن" يرسم بورتريهات ديجتال مجانا لطلاب الثانوية.. "حقهم يفرحوا" 

"افرح".. مبادرة لتعريف المواطنين بآثار أجدادهم: بلدنا عظيمة أوي 

"ابن الوز عوام".. "آدم" يروج للسياحة من أعماق البحار على خطى الأجداد 

صاحب الـ29 عاما تمكنت من موهبته في تشكيل كل ما هو قابل لإعادة التدوير، لينصرف بعد انتهاء ساعات عمله الرسمية بين أدوات التعقيم والتحليل، قاضيا ما تبقى من يومه بين زجاجات المواد الغازية الفارغة وبواقي الأوراق المتناثرة، ليشاهد تصميما جديد على أحد قنوات اليوتيوب، ويحاول تقليده محاولا تبين ما يشرح منفذه، الذي يتحدث بالإنجليزية، لا يتقنها: "طورت من موهبتي كتير طول الـ10 سنين اللي فاتو من الفيديوهات اللي عرفت منها أزي أخلي شغلي احترافي".

"دا غطا علبة بس ممكن يبقى جردل، وسدادة الأذن ممكن تكون بصلة" بهذه الكلمات يحدث "التركوني" نفسه قبل أن ينحني أرضا ماسحا التراب عن قطعة من البلاستيك، يوظف خياله لمعرفة أي موضع في تصميمه ملائما لها، دامجا بعض الأخشاب أو الصلصال الحراري، لتصنيع مجسم لعربة أو دراجة نارية، أو مجسم لأحد الغرف المنزلية، لا يتعدى حجمه بضع سنتيمترات.

لم يكن يحول بين ابن الأقصر وبين موهبته، التي صرفته عن التفكير في تكوين أسرة أي شيء، ولكن ارتفاع أسعار الخامات، وعدم قدرته على بيعها  لزيادة دخله، أو الانصراف عنها جعله يسخط على لعنته المفضلة: "على الرغم من أننا صعايدة إلا أن أهلي بيشجعوني، ومش شايفين إني بأضيع وقتي، بس الناس مش معترفين بإني ببذل مجهود يستحق إني أكسب منه، فبيطلبوا مني الشغل كهدايا أو تذكار بعشم، لأنها موهبة، مع إني ممكن أكون بعمل القطعة الواحدة في شهر".


مواضيع متعلقة