وزنه 3 أطنان.. أضخم جرس كنسي بالعالم في الإسكندرية

كتب: محمد الرملى

وزنه 3 أطنان.. أضخم جرس كنسي بالعالم في الإسكندرية

وزنه 3 أطنان.. أضخم جرس كنسي بالعالم في الإسكندرية

جرس دير سابا المتواجد داخل كنيسة دير سابا، وسط الإسكندرية، اشتهر بأثريته وأنه أكبر جرس لكنيسة في العالم، يُوضع بالفناء الخارجي للكنيسة أقصى اليسار من الداخل من الباب الرئيسي، ويوضع على منصة رخامية حديثة بارتفاع 20 سنتيمترا عن مستوى الأرضية المحيطة به.

"الوطن" رصدت الجرس داخل الكنيسة، بمحطة الرمل، جرس لم يدق أبدا لكبر حجمه، ظل مقيدا على الأرض عشرات السنين، غير معلق، حصلت عليه الكنيسة هدية من اليونان البطريركية منذ تشييدها، ويتواجد بها منذ أكثر من 180 عاما.

في احتفالية ضخمة بدأت من أثينا إلى ميناء الإسكندرية، وصل هذا الجرس الضخم الذى يقال إنه أكبر جرس كنيسة في العالم، وأكبر من جرس الفاتيكان، واتضح بعد وصول هذا الجرس أنه فوق طاقة احتمال برج الكنيسة من الناحية الإنشائية.

يبلغ وزنه أكثر من 3 أطنان من المعدن، ووزنه يفوق معدل المقاومة للكتلة الخرسانية التي شيدت بها الكنيسة، وقد جرت محاولات عديدة خلال العقود الماضية من الأبحاث لتقوية الجدار الخرساني في الكنيسة لكى يتحمل هذا الجرس، وشارك فيها مهندسون يونانيون ومصريون، وساهم في تمويلها عددا كبيرا من رجال الاقتصاد اليونانيين والمصريين وعلى رأسهم قسطنتين ميشيل سلفاجو، وكان صديقًا شخصيًا للملك فاروق وأحد رموز الصداقة المصرية اليونانية، ولكن لن يتمكنوا من تعليقه.

وأمام هذا المأزق الذى كان يواجه الاستفادة من أكبر جرس كنسي في العالم، واستسلم الجميع للأمر الواقع وترك الجرس في العراء قابعًا في ساحة الكنيسة عشرات السنين، وظل بفضل تركيبته المعدنية حيث أنه مصمم من سبائك تقاوم الأجواء وتقلباتها، صمم هذا الجرس واحد من أكبر فناني اليونان في صناعة اللدائن والسبائك، حيث أنه مقدم من ملك اليونان إلى بطريرك الكنيسة اليونانية، وهو القائد الديني لهذه الطائفة وحتى لا يتعرض الجرس لانهيار الأرض في ساحة الكنيسة عقدت عشرات الاجتماعات بين القيادات الكنيسة والفنية، وكان الحل هو إدخال الجرس في معرض داخل البطريركية، كنموذج فني في المتحف داخل الكنيسة، بما يحتويه من نقوش وكتابات باللغة اليونانية ضمن المقتنيات النادرة من المراجع العلمية المختصة بشرح وتفسير الإنجيل وقطع نادرة من التراث المسيحي.

الطريف أن هذه الكنيسة تقع على بُعد خطوات من البيت الذى عاش فيه أمير الشعراء اليونانيين كفافيس، وهو في مستوى أمير الشعراء أحمد شوقي، وقد أصبح هذا البيت من المزارات السياحية لأبناء اليونان، ومعه الجرس النادر الذى أصبح راقدًا في متحف الكنيسة، ولن نسمع رنينه ليلة 25 ديسمبر لكن صورته توزع على جميع كنائس العالم.

عقدت عدة اجتماعات علمية وهندسية لوضع الجرس أعلى الكنيسة، فحال الوصول لحل علمي سيصبح لهذه الكنيسة شكل آخر، وستصبح تحفة نادرة حيث إنها من الطراز اليوناني والعمارة اليونانية.

وقال عماد مجدي، أحد سكان محطة الرمل، إن كنيسة دير سابا من أقدم الكنائس بالإسكندرية وتتبع طائفة الروم الأرثوذكس، وهي قريبة من بطريرك الكرازة المرقسية، ومن العلامات المشهورة بها وجود الجرس الأثري الذي يتوافد عليه السائحين من جميع أنحاء العالم.

وقال محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالي، إن الآثار تحرص على الحفاظ على كل ما هو أثري وتراثي، حيث يجرى صيانة الجرس على يد مرممين متخصصين بالوزارة، وذلك حرصا على إظهاره بالمظهر الحضاري اللائق داخل إحدى الكنائس القديمة في المدينة التراثية.

وأضاف "متولي" لـ"الوطن"، أن الجرس أثري ومسجل في عداد التراث من قبل اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بعام 1997 كحيازة خاصة، مؤكدًا أن تاريخه يرجع إلى عام 1838 صنعه الجنرال الكمدار ميخائيل سيمنا في عهد الإمبراطور نيقولا الأول والذي أهداه لمحمد علي باشا لوضعه بكنيسة الروم الأرثوذكس بالإسكندرية.


مواضيع متعلقة