"موت أفضى إلى موت".. قصة "الحاجة فكيهة" التي دُفنت حية بسبب خطأ طبي

"موت أفضى إلى موت".. قصة "الحاجة فكيهة" التي دُفنت حية بسبب خطأ طبي

"موت أفضى إلى موت".. قصة "الحاجة فكيهة" التي دُفنت حية بسبب خطأ طبي

شخّصها أطباء مستشفى فاقوس في الشرقية بالوفاة، رغم دخولها في غيبوبة "لم يعلموها"، فدفنها أهلها، معلنين "موتها على قيد الحياة"، ليفاجأوا في صباح اليوم التالي للدفن، بصوتها يناديهم من القبر، ثم يخرج ليشاهد الحياة بعض الوقت ويموت مجددا.

إنها الحاجة فكيهة، سمسارة عقارات، التي أكدت مصادر مقربة من أسرتها، صحة موتها مرتين، وقالت لـ"الوطن": إن السيدة دخلت المستشفى بعد تعرضها لغيبوبة كبد، إلا أن أطباء مستشفى فاقوس العام شخصوا حالتها بأنها "فارقت الحياة"، وقام أقاربها بدفنها في مقابر الأسرة ظهر الثلاثاء الماضي".

وأضافت أنه في اليوم التالي على دفن الجثمان، توجه عدد من أقاربها إلى المقابر لقراءة الفاتحة على روحها، إلا أنهم فوجئوا بخروج أصوات "صراخ" من القبر، واكتشفوا أنها لا تزال على قيد الحياة، مؤكدة أنه تم استدعاء "التربي" الذي فتح القبر، وأخرجها منه، ولاحظ الجميع وجود دماء حول فمها، إلا أنها غادرت الحياة بعد 10 دقائق، ما دفع أقاربها إلى الاتصال الإسعاف الذي وصلت إلى المقابر، ولكنها رفضت حملها بعد وفاتها، الأمر الذي دفع أقاربها إلى دفنها مرة ثانية، وإغلاق القبر.

وأوضحت المصادر أن أسرة الضحية ترفض التعليق خوفا من تعرض جثمان فقيدتهم للتشريح، مكتفيين بالمأساة التي تعرضوا لها.

وقال أحمد العجمي من أهالي فاقوس، إن الواقعة أظهرت أوجه التقصير والإهمال في مستشفى فاقوس العام، مطالبا بإحالة المقصرين إلى التحقيق.

وأثنت سيدة من جيران الضحية على الراحلة مؤكدة أنها كانت "طيبة وغلبانة ومكافحة" وكانت تسعى إلى العيش بـ"الحلال"، وتتمتع بسيرة طيبة وفقدت ولدين لها، بسبب الإهمال الطبي، حسبما ذكر بعض جيرانها.

وكانت الحاجة فكيهة تتمتع بسيرة طيبة وفقدت ولدين لها بسبب الإهمال الطبي حسبما ذكر بعض جيرانها. وأثنت سيدة من جيران الضحية على الراحلة مؤكدة أنها كانت "طيبة وغلبانة ومكافحة" وتسعى على العيش بالحلال.

وعلمت "الوطن" أن أسرة الضحية رفضت تحرير محضر بالواقعة خوفا من تعرض جثمان الراحلة للتشريح.

علامات التصريح بالدفن

الدكتور أيمن فودة، كبير الأطباء الشرعيين السابق، قال إن هناك علامات محددة يجب أن يتأكد الطبيب من وجودها في الشخص قبل استخراج شهادة وفاة له، ومنها التأكد من فقدان حدقة العين للتأثير بالضوء بتحريك أي جسم أمامها، إلى جانب انطفاء لمعة العين وعدم وجود ضغط بالعين.

وأضاف فودة، لـ"الوطن"، أن الطبيب يجب أي يجري للشخص المشتبه في وفاته رسم قلب ورسم مخ وفي حالة ظهور خط مستقيم ثابت على الشاشة فإن ذلك يعني توقف القلب والمخ، أما في حالة وجود موجات متحركة، حتى لو كانت ضعيفة جدا، فذلك يعني أن الشخص لايزال به نبض وعلى قيد الحياة.

ويشرح كبير الأطباء الشرعيين السابق، الحالة التي لايمكن للطبيب أن يتأكد فيها من موت الشخص باستخدام السماعة الطبية فقط قائلا، "القلب يدق 120 دقة في المركز أو العقدة العصبية الأولى ويدق 70 دقة في العقدة الثانية، وفي حالة وجود خلل في التفرعات العصبية قد تصل الدقات إلى 25 دقة في العقدة العصبية الثانية وبالتالي يمكن ألا يشعر الطبيب بضربات القلب ولذلك عليه إجراء رسم قلب".

وفي حالة الفشل الكبدي يتأثر المخ نتيجة تجميع المواد السمية به بسبب خلل وظائف الكبد، ويدخل الشخص فيما يسمى الغيبوبة العميقة، والتي تقل فيها ضربات القلب أيضا ولو تم الكشف بسماعة عادية يمكن أن يتم دفن المريض بالخطأ ولكن ذلك نادرا ما يحدث في أي مستشفى.

طرق للتفرقة بين الغيبوبة العميقة والوفاة علميا

ما يفرق بين الشخص العادي وغيره هو "الوعي"، فعند إصابة أحد الأجهزة الحيوية بالجسم مثل القلب أو الكلى أو الكبد بخلل شديد يؤثر هذا بشكل مباشر على المخ، ما يؤدى إلى دخول الإنسان في غيبوبة يتحدد مستواها، حسب شدة الإصابة ومدى الضرر الذي يلحق بالجسم.

بعد إصابة المخ بأضرار، يمكن أن يقع المرضى في حالة مستمرة من فقدان الوعي، وفي بعض الحالات يمكن أن تكون هناك صعوبة في التفرقة بين الغيبوبة والغيبوبة العميقة وموت الدماغ، وفقا لموقع "brainandlife" الأمريكي.

يوضح الدكتور جيمس كيلي، أستاذ علم الأعصاب وزميل الأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، والمدير التنفيذي لمعهد ماركوس لصحة الدماغ في كلية الطب بجامعة كولوادو في دنفر، أن الغيبوبة تحدث بسبب خلل في "المهاد" أو جذع الدماغ، ويصبح نصف المخ معطوبا، ولا يمكن إيقاظ المرضى، فهم لا يستجيبون للمنبهات مثل الألم أو الصوت أو اللمس، كما أنهم لا يمرون بالدورات الطبيعية للنوم، وفي حالة تعرض الجزء السفلي من جذع المخ إلى التلف، فغالبا يوضع المريض على جهاز التنفس الصناعي حتى يمكن إيصال الأوكسجين إلى الدم.

وتحدث الغيبوبة بسبب إصابة خطيرة في الدماغ أو إصابة الرأس الشديدة أو السكتات الدماغية، أو حدوث نزيف بالمخ يؤثر على الأنسجة المحيطة بهيكل المخ.

تسبب الغيبوبة انخفاضا شديدا في حرارة الجسم، ويمكن أن تؤدى إلى السكنة القلبية، ويعتمد مستوى الخطر ومدة الغيبوبة وعمل الأعضاء الداخلية على سبب الإصابة وشدتها.

حالة الغيبوبة العميقة

في تلك الحالة لا يظهر المرضى أي علامات على الإدراك أو التواصل أو الوعي، بسبب الخلل الذي يصيب جذع المخ الذي يؤثر على التنفس والحركات اللاإرادية، ويمكن أن تمتد تلك الحالة لسنوات.

موت الدماغ

هذه الحالة غير مفهومة من قبل الأطباء حتى الآن، وتحدث بسبب نقص الأوكسجين في الدماغ، ووقف دائم للنشاط في المخ وجسم المريض، وقد يعاني المريض من ضعف التنفس وصولا إلى أقل مستوياته، وقد تستمر قلوب مرضى الدماغ في النبض، ولكن إزالة الأجهزة الطبية سيؤدي إلى توقف القلب.

جدل حول الوفاة

لا يزال ملف تأكيد وفاة الإنسان محل جدل في بريطانيا، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ، فقد نشر تقريرا عام 2012، بشأن عودة 3 حالات إلى الحياة بعد تشخيص وفاتهم بمستشفى رويال بيركشاير في ريدينج، منهم سيدة عادت للحياة بعد إصدار تقرير الوفاة بـ 11 ساعة.

يقول الدكتور ديفيد موسوب، كبير المستشارين في قسم الطوارئ، إنه في حالة الطوارئ يتم تطبيق بروتوكول الإنعاش لمدة 45 دقيقة، مع إجراء اختبارات دم، لمعرفة نسبة الأوكسجين بالجسم، وفي حالة نخفض فإن الأطباء يتوقعون تلف الدماغ، وبالتالي يمكن الحكم على المريض بالوفاة، وعودته للحياة أمر نادر الحدوث.

وقال الدكتور كيفين فونج، استشاري التخدير الذي حقق في عودة المرضى من الموتى، في فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي هوريزون"، إن "حالات" العودة إلى الحياة بعد تشخيص الوفاة أمر نادر الحدوث.

الموت عملية وليس لحظة فقط

إنها عملية انتقال وحياة تتراجع ببطء، قد يكون تحديد وقت حدوثها بدقة أمرا صعبا، خاصة في ظل حالات الضغط التي قد تتواجد في المستشفيات، لكن التشخيص بحد ذاته يعتمد على معايير صارمة يجب الالتزام بها.

مؤشرات الموت:

وفقا لموقع "WEBMD" الطبي،  فإنه من الصعب على الشخص العادي ودون الأجهزة الطبية الدقيقة التفرقة إلا في حالات نادرة، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يمكن اعتبار الشخص متوفٍ، وهي كالآتي:

- انخفاض شديد في حرارة جسم المريض.

- ميل الجلد إلى اللون الأزرق (نتيجة نقص الأوكسجين بالجسم).

- انقطاع التنفس من خلال وضع أصابع اليد على الأنف والشعور بتدفق هواء أم لا.

- فقدان الشعور بالنبض عند الشريان السباتي للرقبة أو اليد لمدة 5 دقائق متواصلة.

- عدم قدرة المريض على الاستجابة لأي مؤثر خارجي، مثل إضاءة مسلطة على العين، تيبس عضلات الجسم، وهو غالبا عرض يظهر بعد عدة ساعات من الوفاة.


مواضيع متعلقة