أصحاب الأعمال: "التعليم المزدوج" أنقذنا من إغلاق مصانعنا وتشريد آلاف العمال

كتب: صالح رمضان

أصحاب الأعمال: "التعليم المزدوج" أنقذنا من إغلاق مصانعنا وتشريد آلاف العمال

أصحاب الأعمال: "التعليم المزدوج" أنقذنا من إغلاق مصانعنا وتشريد آلاف العمال

«كنا نعانى عجزاً شديداً فى العمالة الماهرة، حتى بدأنا فى استقبال طلاب التعليم المزدوج بالشركة، اعتباراً من عام 2010»، هكذا وصف المهندس «فايز الغوايشى»، صاحب شركة تكييف، حال شركته قبل نحو 9 سنوات، حيث كانت على وشك الإغلاق، مشيراً إلى أن معظم خريجى الدبلومات الفنية يحملون شهاداتهم دون الحصول على أى تدريب عملى فى حياتهم، وبالتالى عندما يلتحق أى منهم بالعمل فى أى شركة، فإنه يحتاج إلى وقت طويل من التدريب، حتى يصل إلى مستوى مقبول من الخبرة والكفاءة.

"الغوايشى": الفرق كبير بين خريجى النظام والمدارس الأخرى

يقول «الغوايشى»: «بدأنا تجربة مع التعليم المزدوج، ووجدنا أنه المستقبل الحقيقى لتوفير العمالة الماهرة، فبعد 3 سنوات من الدراسة والتدريب فى أجواء العمل الحقيقية، يكون لدينا خريجون جاهزون للعمل، ومدربون على أحدث وسائل التكنولوجيا، ويدركون طبيعة واحتياجات سوق العمل»، ويضيف: «الطالب لدينا، علاوة على التدريب العملى، يتعلم تنمية إدارية وفنية وسلوكية، حيث يتم تدريبه على كيفية التعامل مع العملاء، وتتكون شخصيته فى سن مبكرة، بمعنى أننا ننتج رجالة بجد، حيث يتم تغيير عقلية الطالب، بحيث يتقن أيضاً التعامل مع المخازن والصيانة وكافة أقسام الشركة».

ويوضح: «يوجد فرق كبير بين طالب حصل على مجموع متوسط فى الإعدادية والتحق بالتعليم الفنى، ليحصل على الشهادة فقط، دون أن يتعلم شيئاً عملياً، وطالب آخر دخل المدرسة فى التعليم المزدوج، وتعلم صنعة بجد، وعندما يفكر فى العمل بعد التخرج، يكون تفكيره فى كيف يكون صاحب شركة»، كما لفت إلى أن بعض الطلاب يحصلون على فرص تدريبية أثناء الدراسة فى عدد من كبرى الشركات العالمية العاملة فى مصر، بما يؤهلهم للتعامل مع أى جهاز من إنتاج تلك الشركات، حيث يبدأ فى تطبيق الخبرات التى يكتسبها خلال هذه الدورات فور الانتهاء منها.

"الأشرم": الحل الأمثل للقضاء على البطالة

«لولا التعليم المزدوج، كنت أغلقت مصنعى»، بهذه الجملة بدأ المهندس «عبدالمنعم الأشرم»، صاحب مصنع نسيج بمدينة أجا، حديثه، مؤكداً أن «طلاب التعليم المزدوج ساعدوا فى حل مشكلة كبيرة كان يعانى منها أصحاب مصانع النسيج بمحافظة الدقهلية»، معتبراً أن هذا النظام يُعد الحل الأمثل للقضاء على مشكلة البطالة، وأضاف أنه «لو تخرج مليون طالب نسيج سنوياً لن يكفوا لتلبية احتياجات جميع مصانع النسيج فى مصر من العمالة الماهرة»، ولفت إلى أن عدداً من المصانع فى كل من شبرا الخيمة والمحلة الكبرى وسمنود تم إغلاقها بسبب نقص العمالة.

يضيف «الأشرم»: «هناك بعض العمال الذين يريدون من صاحب العمل أن يضرب لهم تعظيم سلام فى كل يوم، وإلا ترك العمل وتوقف المصنع بسببه، إلى أن وصل أجر العامل إلى 6 آلاف جنيه، ومع ذلك لا يلتزم كثيرون منهم بمواعيد وساعات ولوائح العمل»، مشيراً إلى أن هذا الوضع ظل سائداً لفترة حتى بدأت مشاركته فى نظام التعليم المزدوج، حيث تغير الأمر كثيراً عما كان عليه من قبل، وتابع بقوله: «الحكومة بدأت تنظر حالياً إلى المصانع القائمة بعين الرعاية والاهتمام، وتحاول فتح مجالات للتشغيل وتوفير فرص العمل»، ولفت إلى أنه اتفق مؤخراً على شراء بعض الماكينات الجديدة لمصنعه، معتبراً أنه «بعد حالة الاستقرار التى بدأنا نلمسها خلال الفترة الحالية، فإن المقبل أفضل».

ويستطرد: «سمعت عن نظام التعليم المزدوج، وبدأت فى تجربة بعض طلاب هذه المنظومة، ووجدت اهتماماً كبيراً بها فى محافظة الدقهلية»، موضحاً أن «الطالب يدخل المصنع وهو لا يعرف شيئاً عن الماكينات أو طبيعة العمل، ويتخرج منه صنايعى على درجة كبيرة من المهارة والخبرة».

ويؤكد أن بعض الطلاب يواصلون العمل بالمصنع بعد تخرجهم، بينما يلتحق آخرون بالعمل فى مصانع أخرى، ويرى أن التعليم المزدوج يمثل الحل الأمثل للقضاء على البطالة، والنهوض بالصناعة فى مصر.


مواضيع متعلقة