وزير بريطاني سابق يشيد بالاقتصاد المصري: يسير في الاتجاه الصحيح

كتب: عبد الله إدريس

وزير بريطاني سابق يشيد بالاقتصاد المصري: يسير في الاتجاه الصحيح

وزير بريطاني سابق يشيد بالاقتصاد المصري: يسير في الاتجاه الصحيح

"دولة تستحق مزيد من الاهتمام"، إشادة بتحسن الاقتصاد المصري افتتح بها السير جيرالد هوارث وزير استراتيجية الأمن الدولي السابق، وعضو حزب المحافظين البريطاني، تقريره على موقع "رياكشن" البريطاني، موضحًا "قبل 6 سنوات من الآن، تمت الإطاحة بنظام المعزول مرسي في مصر، البلد الذي يستحق المزيد من الاهتمام، ويبلغ عدد سكانها  100 مليون نسمة"، مضيفًا أنَّ عدد سكانها من أكبر عدد سكان القارة الأفريقية".

مصر بمجتمعها التعددي تتمتع بفرصة أن تكون مثلًا أعلى للمنطقة 

الوزير البريطاني السابق أثنى على حضارة مصر، بقوله: "تحمل آثارها الرائعة شهادة على حضارة عتيقة، كما أن مجتمعها تعددي يضم أكثر من 10 ملايين مسيحي قبطي"، متابعًا أنَّه "في وقت الذي يسود فيه التوتر الديني في جميع أنحاء المنطقة، فإن مصر تتمتع بمساجدها وكنائسها جنبًا إلى جنب بفرصة أن تكون قدوة ومثلًا أعلى، خاصة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخلى هذا المجال فعليًا بعد إنشاءه دولة إسلامية".

مصر شهدت ذروة التدهور الاقتصادي في عهد المعزول

"هوارث" أضاف في تقريره، أنَّ "الاقتصاد المصري تدهور وأصابته سلسلة من الأزمات السياسية، وبلغت ذروتها في الإطاحة الشعبية خلال يوليو 2013 بالمعزول محمد مرسي، والذي انتخب عام 2011، ومثل هتلر في ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي وأليندي في تشيلي في السبعينيات، شرع مرسي في الحصول على السلطة الكاملة في خطوة انتقدها محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والفائز بجائزة نوبل للسلام، الذي قال: إن مرسي عيّن نفسه فرعون مصر الجديد".

واستعاد "هوارث" ذكريات زيارته مصر ولقائه عدة مسؤولين بالقول، "منذ الانتفاضة الشعبية في عام 2013، سعت حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى استعادة النظام والاستقرار، بصفتي رئيسا لمجموعة العمل على مصر داخل البرلمان البريطاني في الفترة من 2015 إلى 2017، زرت البلاد، وعقدت اجتماعات مطولة مع الرئيس السيسي ووزراء آخرين، واستضفت عددًا من البرلمانيين المصريين في لندن، وعلمت أن أحد التحديات الرئيسية التي واجهتها مصر كانت مسألة الإعانات التي عملت الحكومة المصرية حريصة على محوها، وهي سياسة تتفق مع مبادئ اقتصاد السوق القياسية، والتي تمثل حتمًا عبئا على أفقر أفراد المجتمع المصري".

مصر نفذت إصلاحات جذرية أدت لتقليص عجز  الموازنة وزيادة الاحتياطي الأجنبي

"هوارث" أكّد تسليط البنك الدولي الضوء على إنجازات الحكومة المصرية، مقارنة بما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية، مبينًا أنَّه "في الوقت الذي ينتقد فيه وزراء مرسي السابقون حكومة السيسي، ذكر البنك الدولي في تقرير صدر مطلع العام الجاري، أنَّ الحكومة المصرية تنفذ إصلاحات جذرية لمعالجة القضايا الهيكلية العميقة التي تعيق تحقيق الأهداف المزدوجة لمجموعة البنك الدولي المتمثلة في القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك"، موضحًا أنَّ "هذه الإصلاحات ساعدت على استقرار الاقتصاد وأدت إلى نتائج واضحة: انتعش النمو، وتقلص العجز في الميزانية، ولم تعد العملة مقومة بأعلى من قيمتها، وزادت من الاحتياطيات الأجنبية".

تحسين البنية التحتية أولوية لدى مصر.. وتم بناء العاصمة الإدارية بـ58 مليار دولار 

عضو  حزب المحافظين السابق، واصل مقارنته بتأكيد إنجازات مصر الحالية "خلال سنوات حكم مرسي، نما الاقتصاد بنسبة 2.1٪ فقط سنويا، بينما اليوم يبلغ معدل النمو 5.5٪ ويسير على المسار الصحيح ليصل إلى 6٪ -حسب البنك الدولي- متفوقًا على جميع دول الخليج والسعودية، كما ارتفع الاستثمار الخاص بنسبة 48٪ خلال العامين الماضيين، وذلك رغم تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي، ما جعل مصر الأولى في أفريقيا والثانية في العالم العربي بعد الإمارات العربية المتحدة.

السياحة في شرم الشيخ توفر آلاف فرص العمل وتفتح آلاف البيوت

واستكمل "هوارث" سرده لإنجازات الرئيس السيسي، موضحًا أنَّ حكومة السيسي جعلت تحسين البنية التحتية أولوية من خلال بناء العاصمة الإدارية الجديدة بـ58 مليار دولار، إضافة إلى 60 مليار دولار لصالح العلمين الجديدة، بالإضافة إلى استثمارات أخرى في مناطق صناعية جديدة مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ولم يغفل "هوارث" إنجازات السياحة، مشددًا على أنَّها حيوية للغاية للاقتصاد المصري ليس فقط لأنها مصدر للعملة، لكن أيضًا لأنها توفر الآلاف من الوظائف،  مستشهدًا بعام 2010، والذي جذبت فيه مصر 14.7 مليون زائر، ووظف قطاع السياحة 12٪ من القوى العاملة في البلاد، مبينًا أنَّه بحلول عام 2013 انخفضت عائدات أهم المواقع السياحية في مصر بنسبة 32% عن عام 2011 في أعقاب تحطم طائرة الركاب الروسية في أكتوبر 2015؛ وعندما انفجرت قنبلة على متنها بعد وقت قصير من إقلاعها من منتجع شرم الشيخ أمرت الحكومة البريطانية بتعليق جميع رحلات شركات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ، ما أدى إلى انخفاض عدد السياح البريطانيين من 1.5 مليون في عام 2010 إلى 870 ألفًا في 2015.

زرت مصر مع زملائي في 2016.. ورصدنا الجهد المكثف للسلطات المصرية لتأمين المطار

يتذكر "هوارث"، زيارة أجراها إلى شرم الشيخ عام 2016 برفقة زملائه، يحكي عنها: "خلال زيارتي إلى مصر عام 2016، أصررت أنا وزملائي على زيارة شرم لرؤية المشهد هناك على الواقع، وهناك رصدنا الجهد المكثف الذي قامت به السلطات المصرية وفقًا لتوجيهات من وزارة النقل في المملكة المتحدة، لتأكيد أمن المطار قدر الإمكان".

ويستكمل الوزير بريطاني السابق كواليس جولته في شرم الشيخ قبل 3 سنوات قائلًا: "ذهبنا إلى المطار لرؤية الإجراءات الأمنية المطبقة على تداول الأمتعة، وأكّد مسؤول أنَّ المصريين قاموا بالمطلوب منهم، فإن السياحة في شرم الشيخ توفر آلاف فرص العمل وتفتح آلاف البيوت وأن تردد بريطانيا في القرار يزيد من خطر أن ينضم للجماعات المتطرفة عناصر جديدة.

2 مليار إسترليني حجم التبادل التجاري بين مصر وبريطانيا 

وعن نتاج زيارته لشرم الشيخ وقتها، قال "هوارث": "رغم عقد الاجتماعات الفردية مع رئيس الوزراء البريطاني ومستشاره للأمن القومي، لم نتمكن من إقناعهم بإعادة رحلات الطيران البريطاني إلى شرم الشيخ، على الرغم من قبول قادة الاتحاد الأوروبي، ومن ضمنهم تيريزا ماي حضور القمة العربية الأوربية في فبراير العام الجاري".

واستكمل "هوارث": "لا يوجد شيء يطلق عليه تأمين بنسبة 100% من الإرهاب، كما أثبتت ذلك الأعمال الوحشية التي حدثت بالداخل، مثل تفجير حفل المغنية أريانا جراندي في مدينة مانشستر أرينا خلال مايو 2017، ولكن هذا لم يدفع أحد إلى اقتراح حظر الزيارات إلى مانشستر،"، متابعًا أنَّه "حتى في وقتنا الحالي، أعتقد أنه يتعين على الحكومة البريطانية رفع الحظر، كما فعلت دول أوروبية أخرى وهو رأي يشاركه خليفتي النائب العمالي ستيفن تيمز".

وفي ختام تقريره، أوضح الوزير البريطاني السابق أنَّ مصر لم تخرج من المحنة تمامًا، ولكن كما خلصت هيئات دولية تحظى باحترام ومصداقية لدى العالم مثل البنك الدولي، فإنَّ مصر تسير في الاتجاه الصحيح، ومن الواجب على بريطانيا أنَّ تفعل ما في وسعها لتعزيز السياسات الاقتصادية السليمة ودعم التبادل التجاري بين البلدين والذي وصل إلى 2 مليار إسترليني".  


مواضيع متعلقة