مبارايات مصر علاج نفسي للأطفال.. "الوطن" بمسرح 57357 قبل مغادرة "كان 2019"

كتب: سمر صالح

مبارايات مصر علاج نفسي للأطفال.. "الوطن" بمسرح 57357 قبل مغادرة "كان 2019"

مبارايات مصر علاج نفسي للأطفال.. "الوطن" بمسرح 57357 قبل مغادرة "كان 2019"

ابتسامة رضا لا تفارق وجوههم أينما ذهبوا، أجسامهم النحيلة تأبى الانهزام للمرض الخبيث، يخطفون من الزمن لحظات من السعادة خلال متابعة مباريات مصر في بطولة كأس الأمم الأفريقية لتشجيع منتخب بلادهم الوطني بصحبة أهاليهم يتناسون بذلك واقعهم فتعلو أصوات الهتاف على أنين الألم وتنتصر الإرادة القوية على وهن الجسد.

مع أولى خطوات يخطوها الزائر لمستشفى 57357 تستشعر روحه أجواء الاحتفال والتشجيع التي حرصت إدارة المستشفى على خلقها للأطفال المرضى في دعم منتخب مصر بالمباريات التي يشارك بها ضمن بطولة كأس الأمم الأفريقية، أعلام مصر تزين الطرقات المؤدية إلى مسرح المستشفى، حيث تقام فعاليات مختلفة بداخله أثناء المباريات، بعد أن وضعت إدارة المكان شاشتين عرض بالداخل لعرض المباراة يصطف أمامها عشرات الأطفال المرضى بجوار ذويهم، منهم من يرتدي "تي شيرت" المنتخب، وآخرون يحملون "زمارة" التشجيع كما لو كانوا في مدرجات الاستاد.

قبل دقائق من انطلاق مباراة مصر وجنوب أفريقيا، وفي أرض المسرح وقف أحد الممرضين العاملين بالمكان، يرقص وسط الأطفال الصغار على نغمات أحد الأغاني الوطنية، ويصفق له الجالسون فرحا، فالدعم النفسي لمرضى السرطان هو جزء من خطة العلاج الخاص بالمستشفى، حسب وصف الممرض مصطفى كامل.

منذ أن بدأ هذه المبادرة لمتابعة المباريات الهامة ويحرص مصطفى، على النزول إلى المسرح بعد انتهاء مواعيد عمله، وفي حديثه لـ"الوطن" يقول إن هدفه وكل العاملين بالمكان هو دعم الأطفال نفسيا سواء في أوقات المناسبات، كما يحدث خلال مباريات أمم أفريقيا وفي كل الأوقات، "بحب أخليهم يضحكوا"، حسب تعبيره.

من محافظة أسوان جاءت شهد سعيد، للعلاج والمتابعة الدورية من سرطان الدم في مستشفى 57، استقرت هي وأسرتها بالعاصمة منذ عام 2012، وجاءت إلى المسرح لمتابعة مباراة مصر وجنوب أفريقيا وسط الأجواء الحماسية التي خلقتها لهم إدارة المكان، وحسب حديثها، جاءت خصيصا لمتابعة المباراة وسط أصدقائها بعد أن علمت عن الفعاليات من الجروب الخاص بهم على تطبيق "واتس آب".

شهد جاءت لمتابعة المباراة والاحتفال مع أصدقائها رغم عدم إقامتها بالمستشفى

شهد التي تقترب من عامها الـ 12، جاءت بصحبة أختيها "دنيا ودينا" مرتدية ملابس بلون علم مصر، وفي حديثها لـ"الوطن" عبرت عن سعادتها بحضورها إلى المستشفى فقط لمتابعة المباراة دون تلقي جرعة كيماوي أو العرض على الطبيب المعالج لها، "جيت بس عشان أتبسط والأجواء دي فرحتني".

في آخر دور بصفوف المسرح وقفت الأم رشا محمد، بجوار طفلتها ملك (9 سنوات)، تتابع أحداث المباراة وتساعدها على الاندماج وسط الأجواء، فالطفلة الصغيرة في مرحلة النقاهة بعد إجراء جراحة دقيقة لاستئصال ورم بالمخ للمرة الثانية، حسب قول الأم. لأول مرة تشارك الأم في أجواء التشجيع بمباريات أمم أفريقيا، إلا أنها حرصت على الحضور اليوم لدعم طفلتها نفسيا، وحسب حديثها لـ"الوطن" بدأت ملك تبتسم وتستجيب للكلام معها بعد أن كانت في حالة نفسية صعبة بعد الخروج من العملية.

كلما اقترب المنتخب من إحراز هدف في مرمى الفريق المنافس له يهتز المسرح بهتافات الأطفال الصغار في لحظات تستعيد فيها حناجرهم قوتها رغمًا عن الكيماوي، ومن بينهم جلس الطفل سيف يتوسط والديه في أحد الصفوف، يهتف بصوت خافت خلف الكمامة التي يرتديها على وجهه الصغير، لتشجيع منتخب مصر. الصغير الذي بدأ رحلة علاجه من سرطان الدم منذ 3 أشهر، يحضر لأول مرة مباراة مصر وجنوب أفريقيا، مبديا إعجابه بالأجواء الاحتفالية في المسرح، وحسب وصفه، يحلم بلقاء محمد صلاح لاعب منتخب مصر رغم هزيمة المنتخب، فهو يحبه ويتمنى الحديث معه.

أحد أطباء المستشفى: الأجواء الاحتفالية تساهم في رفع الروح المعنوية للأطفال المرضى

والد سيف الذي حرص طوال المباراة على الحديث معه، أكد لـ"الوطن" أنه لاحظ فارقا كبيرا على طفله الصغير في هذه الأجواء الاحتفالية التي تفرق كثيرا معه في رحلة علاجه انطلاقا من أهمية العامل النفسي في مواجهة هذا المرض.

كثيرا ما يلحظ الدكتور محمد نجيب، أحد الأطباء العاملين بالمستشفى، أن هذه الأجواء الاحتفالية تساهم في رفع الروح المعنوية للأطفال المرضى، قائلا إن ذلك ليس رفاهية فقط وإنما يدعم رحلة العلاج في الانتصار على المرض.

الطبيب الذي يعمل مستشفى 57 أكد لـ"الوطن" أنه يحرص على التواجد مع الأطفال في فعاليات مسرح المستشفى ليس لدعمهم فقط بل ليأخذ أيضا قسطا من الدعم النفسي هو الآخر تساعده على استكمال يومه الطويل.

المنسق الإعلامي للمستشفى: نحرص دائما على رفع الروح المعنوية للأطفال المرضى

هشام عبد السلام المنسق الإعلامي بمستشفى 57357، قال إن المستشفى تهم دائمًا بعرض المباريات الهامة لمصر في كل البطولات والأحداث الكروية منذ فترة طويلة حرصًا منها على رفع الروح المعنوية للأطفال المرضى ودعمهم نفسيًا في رحلة العلاج من السرطان.

وأضاف عبد السلام لـ"الوطن" أن المباريات يتم عرضها أيضًا على شاشات التليفزيون داخل الغرف للحالات غير القادرة على مغادرة السرير والنزول إلى المسرح، للإسراع من خطوات ومراحل العلاج بالدعم النفسي.


مواضيع متعلقة