ابن بطوطة الرياضي.. كيف نجت بعثة مصر من القتل في غانا 1969؟

05:31 م | الخميس 04 يوليو 2019

تستضيف مصر بطولة كأس الأمم الأفريقية، في الفترة ما بين 21 يونيو الجاري و19 يوليو المقبل، ما يستدعي تذكر مواقف وحكايات منتخب مصر في القارة السمراء، ومن حكايات كتاب "ابن بطوطة الرياضي" للكاتب نجيب المستكاوي، حكاية نجاة البعثة المصرية في غانا، حيث تحدث عن عادات "الأشانتي" ضمن حديثه عن العديد من دول العالم وخصوصا أفريقيا.

ويقول المستكاوي: "ذات ليلة من عام 1969 كنا في كوماسي، ننزل في فندق المدينة الضخم.، وجاءني مواطن غاني اسمه (عمر الفاروق) من خريجي الأزهر وقال لي: علمت من مصادر سرية أن ملك الأشانتي مريض وحالته متأخرة، قلت: ربنا يشفي جلالته، فقال: كلنا ندعو له بالشفاء وليس أنت وحدك، لأن المسألة خطيرة، قلت: خطورة لماذا أليس له وريث أو ولي عهد؟، قال: له طبعا. لكن هناك خطورة أكبر".

جماجم بعدد سنين عمر الملك

"جمع الجماجم" يقول المستكاوي، إنه "اكتشف أن بالفعل هناك خطورة أكبر حيث يوضح في كتابه، أن "الأساطير تقضي بأنه إذا توفي لا تعلن وفاته، ولا يجري الدفن، إلا إذا انطلقت حاشيته في الشوارع والغابات لتقتل من يصادفها من البشر دون أي تمييز ثم تقطع رقابهم وتأخذ الجماجم، وترمي الجثث إلى أن تجمع الجماجم عددا يوازي عدد سنوات عمر الملك لكي تدفن معه، وعندئذ فقط تعلن وفاته، وتتخذ إجراءات الجنازة".

ويوضح أن الأساطير في قبائل أفريقيا أقوى من المدنية والدين ومن أي سلطة أو ثقافة أو عقيدة، متابعا في حواره، أنه قال للمواطن الغاني آنذاك: وما هو المطلوب منا؟ أن نخرج إلى الشارع بكامل عددنا كبعثة تضم 30 فردا لنوفر عليكم 30 رقبة؟.

بعد سفر المنتخب.. مغترب مصري ينجو من حاشية الملك

لا يتوقف الأمر عند عام 1969، فيقول إنه سافر إلى غانا عام 1970 وحينها استقبله عمر الفاروق والمدرس المصري الوحيد في المدينة واسمه أحمد جاد، ولم يكن نسى الأمر حيث همس في أذن عمر الفاروق لتهنئته أنه ما زال على قيد الحياة، وسأله عما حدث فقال: لن أحكي لك ما حدث وإنما أتركه لأستاذنا أحمد جاد ليرويه لك أنه خاض التجربة.

وقال أحمد جاد: "لاحظت خلو الشوارع فعلا، بعد أن شاع أن الملك مريض يحتضر، لكن زوجتي أصيبت بألم شديد في أسنانها لا يحتمل، لم تنفع معه كل أنواع المسكنات، فقررت أن أخذها إلى طبيب الأسنان الذي يعالجها دائما، وزيادة في الحيطة عمرت مسدسي وأخذته معي في سيارتي الصغيرة، وتوكلت على الله، وأنا أقرأ الفاتحة وآيات القرآن، وعلى بعد رأيت أشباحا تعترض الطريق عمالقة بالحراب ولبس الغابة. أوقفوني وتظاهروا بالرغبة في محادثتي، لم افتح سوى سنتيمتر واحد من النافذة، سألتهم ماذا يريدون فتلكأوا في الإجابة، دست بنزين وانطلقت بأقصى سرعة خافوا على أنفسهم وأوسعوا الطريق ونفذت بجلدي"، حسب المستكاوي.