66 عامًا على إنطلاق إذاعة الثوار.. "صوت العرب" وتاريخ تحرر الشعوب

66 عامًا على إنطلاق إذاعة الثوار.. "صوت العرب" وتاريخ تحرر الشعوب
إذاعة "صوت العرب" هي إذاعة مصرية تبث من القاهرة، كانت من أول وأشهر الإذاعات المصرية التي بثت لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية، تم إنشائها في 4 يوليوعام 1953، وقد اشتهرت كوسيلة أساسية استخدمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي، وكان سطوع نجمها في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان صاحب فكرة تأسيسها، الدكتور محمد عبد القادر حاتم، الذي تولى فيما بعد منصب وزير المعلومات المصري.
وفى ذلك الوقت لم يكن هناك سوى إذاعتي "البرنامج العام"، و"البرنامج الأوروبي"، وجاءت فى إطار لون جديد تنقل أهداف الثورة المصرية ورسالة "عبدالناصر" إلى العالم العربي، وكان بثها الأول قبل الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة بثلاثة أسابيع.
وقد اعتبرت "صوت العرب" أحد وسائل القضاء على الاستعمار فى كل أنحاء العالم العربي، كما أسهمت في مناصرة كل حركات التحرر، وقد نجح رئيسها الأول أحمد سعيد، فى جعلها إذاعة سياسية وقومية.
وساهمت إذاعة صوت العرب بشكل كبير، في إنجاح "ثورة الجزائر"، وذلك كما روى الإذاعى الكبير محمد مرعي، الذى تولى رئاسة صوت العرب عام 1994 إلى 1998، حيث اكد أن الإذاعى الراحل أمين بسيوني، عاش عدة أشهر مع المناضلين فى جبال الجزائر، وكان بحوزته جهاز تسجيل لصوت العرب لنقل كل الأحداث الدائرة بين الثورار والاحتلال الفرنسي فى ذلك الحين، حتى أنه كاد يقبض عليه من قبل الفرنسين.
كما أضاف "مرعي" أن الإذاعة أيضا كان لها دور كبير بعد عدوان إسرائيل على مصر 1967، وأصبح دورها انتشال المواطن العربي من الأزمة النفسية بعد النكسة من خلال زيادة الروابط العربية في الثقافة والفن والاقتصاد.
وتابع"مرعي" أن "صوت العرب" كان بها عناصر من مجموعات الكفاح فى الدول العربية الواقعة تحت الاستعمار الأجنبي، مثل عدن والجزائر والخليج وغيرها، وكان يتم إلقاء البيانات عبرها، وكان الإذاعى الراحل أحمد سعيد يستثمر الفنون لصالح القضايا العربية الوطنية، "في عام 1966 كنت ضمن بعثة صوت العرب إلى العراق، ومعنا قافلة من مطربي وفناني مصر.. عبدالحليم حافظ، والفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، وفايزة أحمد، وفايدة كامل، وأقامت الإذاعة ثلاث حفلات فى البصرة، وبغداد، والموصل، وكان يقود هذه القافلة أحمد سعيد، ومعه المخرجين، كمال سرحان، وسعد زغلول نصار، ومدير إذاعة فلسطين عادل قاضي.
وتم تخصيص عائد هذه الحفلات لصالح القضية الفلسطينية، كما نقلت إذاعة "صوت العرب" الاجتماعات التحضيرية لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت أول إذاعة أجرت لقاءات مع الشيخ زايد.
وفى لقاء سابق مع الإذاعى الراحل أحمد سعيد، أول رئيس لـ"صوت العرب"، وأحد مؤسسيها، أكد أن "صوت العرب"، استقبلت جميع المناضلين السياسيين العرب، ومنهم "بن بلة" و"بورقيبة" و"عبدالكريم الخطابي" و"علال الفاسي" وآخرين، وقد لعبت دورا بارزا فى قضايا التحرير لدول شمال إفريقيا وجنوب اليمن، وكانت صوتا لمجاهدي الجزائر والمغرب وتونس، وكانت تذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بإفريقيا.
وأضاف "سعيد" أن فرنسا اعترفت فى ذلك الحين بتأثير هذة الإذاعة على المقاومة الجزائرية، حتى إنها حاولت إسكات "صوت العرب" بتوزيع أجهزة راديو "مجانا" علي الجزائريين، لا تلتقط موجاته هذه الإذاعة، وذلك من أجل التعتيم، وإبطال تأثيرها عليهم.
كما أن الإذاعة قد فتحت أبوابها وأثيرها للطلاب الجزائريين في الجامعات المصرية، حيث كانت تبث أحاديث وبيانات وقصائد إلى "الشعب الجزائري المجاهد" و"ثوار أول نوفمبر الأبطال".
كما خصصت منذ الشهور الأولى لاندلاع الثورة الجزائرية حصة إذاعية عرفت ضمن برامجها الإذاعية بـ"كلمة الجزائر" وكانت تُبث لمدة 10 دقائق، وابتداء من 1960 أصبحت المدة المخصصة لها ساعة كاملة، وساهم في تحريرها وقرائتها عدد من الطلاب الجزائريين.
وأضاف"سعيد" أنه تم تأسيس فقرة بعنوان "ركن المغرب العربي"، كان يذاع بعد الساعة العاشرة مساءً بإشراف مجموعة من الإعلاميين المصريين، و كان يذاع منه خلاله أحاديث عن الثورة الجزائرية باللغتين العربية والفرنسية.
وتعاقب على رئاسة صوت العرب منذ إطلاقها، 14 مذيعا ومذيعة من رواد الإذاعة المصرية، ومن أشهرهم.
أحمد سعيد
يعتبر أحمد سعيد أول من تولى رئاسة الإذاعة في الفترة من 1953 إلى 1976 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وعمل أحمد سعيد بإذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما حتى قدم استقالته في سبتمبر عام 1967. وكان يُقال عنه أنه "ضحية النكسة".
يحيى أبو بكر
تولى يحيى أبو بكر، رئاسة الإذاعة لفترة قصيرة من عام 1967 إلى 1968 وذلك بعد رحيل الإذاعي أحمد سعيد، عن الإذاعة.
محمد عروق
تولى رئاسة الإذاعة لمدة 3 سنوات من الفترة 1968 وحتى عام 1971، وكان من أشهر وأبرز رؤساء ومديري إذاعة صوت العرب عبر تاريخها الطويل.
سعد زغلول نصار
تولى رئاسة الإذاعة عام 1971 لمدة 5 سنوات، وشق سعد طريقه إلى الإذاعة عام 1954 عندما اُنتدب للعمل مذيعا في الإذاعة، ثم مشرفا على ركن القوات المسلحة بالإذاعة، حتى نُقل إلى إذاعة صوت العرب عام 1958 والتي صار مديرها عام 1971.
أمين بسيوني
تولى رئاسة إذاعة صوت العرب في الفترة من 1976 لـ1987، وبدأ حياته العملية مذيعاً بصوت العرب، ثم رئيس مجلس الأمناء في الفترة من 8 نوفمبر 1991 وحتى 13 ديسمبر 1996، ثم عضو اتحاد الكتاب ونقابة المهن السينمائية والمهن التمثيلية، وقام بأعمال إذاعية في ميدان الدراما والبرامج الثقافية والمنوعات والبرامج السياسية.
حلمى البلك
التحق بالإذاعة عام 1958 محررا ومذيعا لنشرات الأخبار بإذاعة صوت العرب، وتولى عدة مناصب قيادية منها محررا للأخبار بالشئون السياسية عام 1958، ثم نائبا لمدير إذاعة صوت العرب، ثم مديرا لها عام 1971 ولكفائته التحق بالتلفزيون المصري إلى جانب عملة الإذاعي، وفى عام 1985 تم تعيينه نائبا لرئيس شبكة صوت العرب ثم رئيسا للشبكة عام 1987.
حمدى الكنيسي
بدأ حياته العملية مدرسا للغة الإنجليزية بالتعليم الثانوي، وعين مذيعا بالبرنامج العام عام 1963، وشارك في إنشاء مراقبة البرامج الثقافية والخاصة عام 1966، وانتقل لإذاعة صوت العرب مراقبا للبرامج الثقافية عام 1971، ومديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة عام 1988، ورئيسا لشبكة صوت العرب بدرجة وكيل وزارة عام 1992.
أمينة صبري
وكانت أول صوت نسائي يرأس "صوت العرب" نجحت فى اختبار الصوت للإذاعة فى لجنة ترأسها رئيس الإذاعة الأسبق، عبدالحميد الحديدى الذي أخبرها أنها ستذهب لإذاعة صوت العرب، كما كان عضوا فى اللجنة وقتها، بابا شارو، وعددا من الإعلاميين الكبار.
عبد الرحمن رشاد
تولى رئاسة إذاعة صوت العرب بعد الإذاعية نبيلة مكاوي، وهو صاحب مجموعة من الأعمال القصصية والأعمال البرامجية الإذاعية وحاصل علي عدة جوائز ذهبية من مهرجان الإذاعة التليفزيون ومهرجان الإعلام العربي.
زينهم البدوي
الشاعر والإذاعي وعضو اتحاد الكتاب زينهم البدوي، كان من أوائل المذيعين الذين كلفوا بتقديم الفترات المفتوحة على الهواء بإذاعة صوت العرب، وتولى تدريب المذيعين الجدد بتكليف من الإدارة العامة للتنفيذ بشبكة صوت العرب، والإدارة العامة للتدريب العملى بقطاع الإذاعة.
لمياء محمود
رئيس إذاعة صوت العرب في الوقت الحالي، وقدمت مجهودًا واضحًا لإعادة ربط المستمعين العرب بإذاعتهم من خلال التعامل مع كل القضايا العربية بشكل مباشر من خلال المسئولين والمراسلين والعمل علي مد إرسال صوت العرب وتغطيته لكل الأنحاء العربية.