مصير مهدد لـ"الاتفاق النووي" بين الانسحاب الأمريكي وإخلال إيران

كتب: إيمان هلب

مصير مهدد لـ"الاتفاق النووي" بين الانسحاب الأمريكي وإخلال إيران

مصير مهدد لـ"الاتفاق النووي" بين الانسحاب الأمريكي وإخلال إيران

تظل حلقات التوتر بين إيران وأمريكا في التصاعد خلال الآونة الأخيرة، حيث أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن بلاده ستتخذ في يوم 7 يوليو إجراءات إضافية لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووي مع الدول الكبرى، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2015، ما يثير العديد من التوترات والقلق حول مستقبل الاتفاق النووي.

وقال روحاني إن "إيران لن تكتفي بتخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67% بعد السابع من الشهر الجاري، وإنه ستتم إعادة تأهيل مفاعل (أراك) للماء الثقيل، استئناف إنتاج البلوتونيوم في حال لم تنفذ أوروبا التزاماتها"، أما عن الآلية المالية الأوروبية للتعامل مع إيران في ظل العقوبات الأمريكية، قال روحاني، إنها "حتى الآن هي استعراض فقط. ويمكن لهذه الآلية أن تكون عملية أكثر إذا قاموا بنقل أموال نفطنا من خلالها وقاموا بشراء النفط منا"، وأضاف: "أمريكا من بدأت اللعب بالنار في المنطقة، ويجب عليهم العودة إلى التزاماتهم في الاتفاق النووي".

وقال الباحث والمحلل السياسي الدكتور طه علي، لـ"الوطن": "يتبِع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية تقوم على الذهاب إلى أبعد مدى، حتى يفرض على الطرف الآخر التفاوض، ولا يمكنه خوض مغامرة القيام بعملية عسكرية كبيرة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية".

وأضاف أن إيران تدرك المأزق الذي يقع فيه ترامب وكذلك الغرب، خاصة أنها تسيطر على واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم وهو "مضيق هرمز"؛ الأمر الذي يعني تهديدًا حقيقيًا للتجارة العالمية،.

وتابع: "طهران بعثت برسالة للغرب مفادها أنها يمكنها أن تفعل ما تريد حينما ضربت ناقلتي النفط في خليج عمان، ثم أتبعتها بضرب طائرة أمريكية دون طيار دون أن يرد عليها ترامب للحساسية الجيوستراتيجية".

واعتبر "طه" إعلان طهران تجاوزها الحد المسموح به في الاتفاق لإنتاج اليورانيوم أحد مظاهر سياسة "أقصى ضغط" التي يمارسها الإيرانيون للحصول على أقصى قدر ممكن من المكاسب الاقتصادية لمواجهة العقوبات الأمريكية، ما قد يدفع الجانب الأمريكي للقيام بعملية عسكرية محدودة، ما يعني إشعال المنطقة بالمزيد من العمليات الإرهابية التي تقوم بها الأذرع الإيرانية في المنطقة كالحوثيين، وتابع: "الدول الأوروبية باتت في مأزق، فهي لا تريد أن تخسر الشراكة الاقتصادية مع طهران، وفي الوقت نفسه لاتريد دعمها في برنامجها النووي، كما أنها لا تتوافق مع إدارة ترامب على المنهج الذي يتبعه في التعامل مع الأزمة".

صرح قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، بأن "طهران تمكنت من إرساء ميزان قوى عسكري أجبر الولايات المتحدة على التراجع عن مواجهتها".. على خلفية برنامجها النووي واتهامات باستهداف القوات الأمريكية في منطقة الخليج.

كما حذر، في وقت سابق، الولايات المتحدة بأن إيران تمتلك سلاح سري خاص بها سوف تقاومها به، وتابع: "نحذر دائما بأن الاستعراض العسكري أمام الجمهورية الإسلامية قد ولى، لأنه لدينا سلاح سري خاص بنا فقط، وسوف نقاومها به".

في الوقت ذاته، أشار "طه" إلى أنه لا تزال هناك فرصة للجانب الأمريكي بإبداء مرونة أكبر مع طهران وإعادة النظر في استراتيجيته، خاصة في ظل الأزمة التي يعيشها الاقتصاد الإيراني وتجبره على عدم المضي في التصعيد أكثر، وهو ما يتضح في تصريحات وزير الخارجية الإيرانية دوما، التي تشير إلى أن إيران مضطرة للتصعيد فقط كرد فعل على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ويضيف: "أن الاتفاق لم يتم نسفه بعد، وأن إمكانية التفاوض لا تزال قائمة وإن كانت فرص ذلك آخذة في التضاؤل".

كانت واشنطن أعلنت انسحابها من الاتفاق النووي الموقع في عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى لكبح البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المالية عنها، واعلان الحرس الثوري الإيراني اسقاط طائرة استطلاع أمريكية حديثة بصاروخ إيراني فوق مضيق هرمز، وإلغاء الإدارة الأمريكية توجيه ضربات جوية لطهران في اللحظات الأخيرة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا إلى محادثات مع النظام الإيراني "دون شروط مسبقة"، فيما استبعدت طهران ذلك، قائلة إن "على ترامب العودة إلى الاتفاق إذا كان يريد التفاوض معها".


مواضيع متعلقة