بالأسماء.. خريطة الجمعيات الخيرية المسيحية في مصر

كتب: مصطفى رحومة:

بالأسماء.. خريطة الجمعيات الخيرية المسيحية في مصر

بالأسماء.. خريطة الجمعيات الخيرية المسيحية في مصر

بدون تمييز أو النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس، يتبلور عمل الجمعيات الخيرية في كل المجتمعات، إلا أنه في السنوات الأخيرة انتشرت الجمعيات الخيرية التي تحمل صفة دينية إسلامية كانت أو مسيحية، ما كانت مدعاة لفرقة بين فئات المجتمع المصري، إلا أن الخطوة التي اتخذتها جمعية الشبان المسلمين بتغيير مسماها إلى جمعية الشبان العالمية، وإعلان جمعية الشبان المسيحيين السير في نفس الدرب لتغيير مسماها هى الأخرى ليتم استخدام المسمى العالمي لها وهو ymca بعد العودة إلى جمعيتها العمومية.

ويتوقع أن يتبع هذا النهج عدد من الجمعيات الخيرية الأخرى، فعلى المستوى المسيحي، تنتشر فى ربوع مصر العديد من الجمعيات الأهلية المسيحية والكنسية المشهرة، والتى تقدم خدماتها ومساعداتها الاجتماعية إلى كل المصريين دون تفريق، وتعتمد تلك الجمعيات والمؤسسات الخيرية المسيحية على التبرعات من الأقباط والتمويلات التى تتلقاها من الجمعيات والمؤسسات الكنسية والمسيحية الدولية، التى تتم بعلم من الدولة عبر وزارة التضامن الاجتماعى.

وبدأت نشأة الجمعيات المسيحية فى مصر فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وكانت أولى الجمعيات التى تأسست فى تلك الفترة «جمعية المساعى الخيرية القبطية» عام 1881، على يد بطرس باشا غالى، رئيس الوزراء الأسبق، وبعدها ظهرت «الجمعية الخيرية الكاثوليكية بالقاهرة» عام 1886 وأسسها باغوص باشا غالى وطوبيا كامل تويج باشا، وكذلك «جمعية الطلبة المصريين البروتستانتية» عام 1908، وتوالى إنشاء الجمعيات المسيحية الخيرية بعد ذلك.

ومن أبرز المؤسسات المسيحية العاملة فى مصر، الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، التى يترأسها حالياً القس الدكتور أندرية زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر، وتعد تلك الهيئة من أكبر الهيئات التى تتلقى تمويلات خارجية حسب وزارة التضامن الاجتماعى والتى أنشئت عام 1950 وتعمل على تنفيذ العديد من المشروعات فى مصر، وتوزيع تلك التمويلات عبر عشرات الجمعيات الأخرى ومنها جمعيات إسلامية وعامة، حتى صارت تلك الهيئة الآن واحدة من الهيئات التنموية الرائدة في مصر، وتقدم الخدمة للمناطق الحضرية الفقيرة والمجتمعات القروية في ميادين التنمية الاقتصادية، والزراعية، والبيئية، وفي العناية الصحية والتعليم.

وبحسب توصيفها على موقعها الإلكتروني، تشير الهيئة إلى أنها هيئة مسيحية ذات أصول بروتستانتية مع جميع الناس بغض النظر عن النوع أو الجنس أو الدين أو المعتقدات، وتشجع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، من خلال جهودها المتنوعة، المسلمين والمسيحيين على العمل معاً نحو أهداف مشتركة، وتخدم كمنسق ومحفز على التعاون وبناء القدرات والمهارات مع هيئات المجتمع المدني الأخرى.

وتتلقى الهيئة تمويلات من العديد من المؤسسات الدولية مثل الاتحاد الأوروبى وبعض المنظمات الكنسية في الولايات المتحدة والدنمارك، وتعتبر الهيئة متلقية للتمويلات وتقوم بفتح الباب للجمعيات المصرية الراغبة في المشاركة بالمشروعات التي تلقت عليها التمويلات من الخارج وفق بروتوكولات تعاون، على توزيع تلك التمويلات مثل «مشروع تحسين الأوضاع المعيشية للسيدات العاملات فى القطاع غير الرسمى بالمناطق الريفية والحضرية الفقيرة بمصر»، والممول عبر بروتوكول تعاون بين الهيئة والاتحاد الأوروبي.

كما تمتلك الكنيسة الإنجيلية عدداً من الجمعيات الأخرى مثل سلسلة جمعيات المساعي.

فيما تنتشر في ربوع مصر الجمعيات المسيحية والكنسية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتتلقى تلك الجمعيات تمويلها للقيام بمشاريعها الخدمية عبر التبرعات من الأقباط ورجال الأعمال أو عبر مساعدات الكنيسة التى تقوم بدور اجتماعى متمثل فى أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية التي يترأسها الأنبا يوليوس، أسقف عام كنائس مصر القديمة، التي أنشئت عام 1962 لخدمة الفقراء والمجتمعات المحرومة، وهي التي تتعاون مع الدولة عبر بروتوكولات في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، وبرنامج للمشروعات الصغيرة، وبرنامج لخدمة المدمنين وأسرهم والتوعية بمخاطر التدخين ومرض الإيدز، بالإضافة لبرنامج مكافحة ختان الإناث والتوعية بأساسيات الصحة الإنجابية.

وفي محاولة من الكنيسة للعمل بشكل مؤسسي ومعرفة المساعدات التى تتلقاها الكنائس والإيبارشيات المختلفة من الخارج، صار المنوط بتلقي تلك التمويلات الأسقفية، عبر برنامج مشروعات التنمية في الإيبارشيات، والذي من خلاله تتفق الأسقفية مع الهيئات المانحة، التي كانت تتلقى طلبات من بعض الإيبارشيات مباشرة، حيث تقوم الأسقفية باستقبال طلبات الإيبارشيات من مشروعات التنمية ودراستها بمعايير واضحة وتمويلها مناصفة بين الهيئات المانحة والأسقفية.

ومن أشهر الجمعيات الخيرية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية: «الجمعية الخيرية القبطية، وجمعية التوفيق القبطية، وجمعية النشأة القبطية، وجامعة المحبة التي أسسها حبيب جرجس، وجمعية الإيمان القبطية، وجمعية أصدقاء الكتاب المقدس، وجمعية ثمرة التوفيق القبطية، وجمعية الإخلاص القبطية، وجمعية ملجأ الأيتام».

كذلك هناك الجمعيات المسيحية التابعة للكنيسة الكاثوليكية، والتى أيضاً تقوم بعملها بتلقى تمويلات من الخارج: «جمعية الصعيد للتربية والتنمية، وجمعية السنابل، واللجنة المصرية للعدالة والسلام التى تخضع مباشرة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، وجمعية (كاريتاس- مصر) المنتسبة لكاريتاس الدولية التى تضم 162 فرعاً منتشرة فى العالم أجمع منها 16 فى الدول العربية ومقرها الرئيسى فى روما وأُسست كاريتاس- مصر فى أعقاب الحرب العربية- الإسرائيلية سنة 1967».

ومن الجمعيات الخيرية الكاثوليكية: «هيئة الإغاثة الكاثوليكية، وهى منظمة أُسست عام 1943 فى الولايات المتحدة الأمريكية ولها فروع فى مصر، وجمعية القديس منصور وهى جمعية كاثوليكية دولية مكونة من العلمانيين، أُسست بباريس عام 1833، وأُسست أول فرقة نشاط لهذه الجمعية فى مصر ببطريركية الأقباط الكاثوليك عام 1853، ولها حالياً بمصر فى مختلف الإيبارشيات والرعايا والمحافظات 17 فرعاً، تضم 142 فرقة نشاط ونحو 1540 عضواً عاملاً، وهذه الفروع مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعى، كل فرع فى المحافظة التابع لها، وتقوم بمساعدة الفقراء والمحتاجين دون النظر إلى الدين أو العقيدة».

كذلك توجد: «دار العناية (لابروفيدانس)، ودار سيدة السلام لخدمة المعوقين ذهنياً، وبيت السامرى الصالح، والجمعية الخيرية للأقباط الكاثوليك بالقاهرة التى تأسست عام 1886، والجمعية القبطية الكاثوليكية لرعاية وتعليم أولاد الفقراء التى أنشئت عام 1904».


مواضيع متعلقة