لا تجمعها بها حدود كسوريا.. لماذا تدخلت تركيا عسكريا في ليبيا؟

لا تجمعها بها حدود كسوريا.. لماذا تدخلت تركيا عسكريا في ليبيا؟
- ليبيا
- طرابلس
- التدخل التركي
- إدلب
- سوريا
- الجيش الليبي
- القذافي
- أردوغان
- ليبيا
- طرابلس
- التدخل التركي
- إدلب
- سوريا
- الجيش الليبي
- القذافي
- أردوغان
قارب التدخل التركي في سوريا العقد منذ اندلاع ما سمي بـ"الربيع العربي" الذي طال سوريا، وكان لتركيا دورا محوريا فيه باستقاب الفصائل المسلحة المختلفة وتقديم الدعم لها بالمال والسلاح وصولا إلى معالجة المصابين.
بقي الدور التركي عند هذه الحدود أي تقديم الدعم العسكري والمادي واللوجيستي للمسلحين، حتى عام 2018 حين تدخلت بشكل عسكري مباشر في مناطق الشمال السوري بداعي محاربة الإرهاب وحماية حدودها من المسلحين الأكراد مستغلة حالة الضعف السوري.
ليس هناك مبررا لأي اعتداء على سيادة دولة عربية بطبيعة الحال، لكن ربما التدخل التركي في سوريا يفهم كون هناك حدودا مشتركة بين الدولتين، لكن الأمر لا يبدو مقبولا أن يقطع الأتراك مئات الكيلومترات ليتدخلوا في ليبيا هذا البلد الذي دمرته الفوضى والإرهاب منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، فيقدموا كافة أشكال الدعم للميليشيات.
الهروب إلى الأمام: سياسة "أردوغان" الدائمة لمواجهة أزماته الداخلية
اعتاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سياسة الهروب إلى الأمام كلما شعر بمأزق داخلي أو خطر داخلي، معتمدا في الوقت ذاته على نظرية المؤامرة التي تطال وتحاك دوما للدولة التركية. من قبل تدخل "أردوغان" في شمال سوريا لتجاوز الرفض الشعبي لمشروعاته السياسية التي هدفت للهيمنة على السلطة من خلال إجراء التعديلات الدستورية التي حولت البلاد إلى النظام الرئاسي، ففتح جبهة صراع مع الأكراد ليلتهي الشعب بها ويتجاوز عثرات الداخل.
يبدو أن الأمر يكرر نفسه، فقد أتت رياح الانتخابات البلدية التي جرت في 31 مارس المنصرم بما لا يشتهي الرئيس التركي، خصوصا أنه تلقى ضربة موجعة بخسارة بلدية "إسطنبول" والتي استمات للتلاعب بنتائجها على أمل الظفر بها لكن الصفعة جاءت وفازت المعارضة بالبلدية إلى جانب العاصمة "أنقرة". ولم تقتصر ضربة الانتخابات البلدية عند حدودها، بل أثارت حديث يبدو أنه لا يأتي من فراغ حول رغبة بعض قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم الحاليين والسابقين في تشكيل حزب سياسي جديد، في وقت حمل حلفاء "أردوغان" المسؤولية له على الهزيمة في "إسطنبول"، ويمكن أن يفهم التدخل العسكري التركي في هذا السياق.
تعويض الهزيمة في سوريا وإهانة الجيش التركي على يد القوات السورية
كل المؤشرات قالت إن التدخل التركي في سوريا مع الوقت فشل، فالتدخل منذ البداية كان الهدف منه الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أن هذا لم يحدث بل على العكس ما حدث هو انهيار واضح للخطة التركية في سوريا، وانتصار واضح لـ"الأسد" حتى لو كان بدعم روسي إيراني. ودليل الهزيمة في سوريا أن جميع الفصائل المسلحة كلها تجمعت في معقل وحيد في محافظة "إدلب" شمال سوريا بعد أن كانت تسيطر على مساحات واسعة، حتى تكهن البعض بأن مسألة سقوط النظام السوري لن تأخذ طويلا. بل وشهدت الأيام الماضية مناطحة الجيش السوري للقوات التركية الموجودة في "إدلب" كنقاط مراقبة ضمن تفاهمات لوقف التصعيد، حيث قصفت قوات الجيش السوري من وقت لآخر تلك النقاط، بداعي توفيرها غطاء للفصائل المسلحة والإرهابية، بحسب ما تعلن الحكومة السورية، مطالبة تلك القوات بمغادرة سوريا. وانطلاقا من سياسة الهروب إلى الأمان التي اعتادها الرئيس التركي، يأتي التدخل العسكري التركي في ليبيا ضمن هذا السياق، لعله يحقق نصرا يعوضه عن الهزيمة في سوريا، خصوصا مع اعتقداه بأن المعركة في ليبيا ستكون أسهل نسبيا لاختلاف أطراف الصراع سواء على المستوى الداخلي والخارجي.
الدفاع عن موطئ القدم الأخير القوي للإخوان ولتيارات الإسلام السياسي
تلقت جماعة الإخوان ضربات عدة في منطقة الشرق الأوسط بعد توهج شديد عقب موجة ما سمي بـ"الربيع العربي" حتى وصلت إلى حكم مصر، وشريك مؤثر ومهيمن في الحكم بتونس، وهيمنة على البرلمان الليبي والحكومات المتعاقبة، إلا أن هذا التوهج انطفأ مع ثورة الشعب المصري في 30 يونيو والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، وبدورها فجرت موجة احتجاجات في تونس قلصت من نفوذ حركة "النهضة"، التابعة لتنظيم الإخوان الدولي، ولا تزال تلك المناكفات لهيمنة الحركة مستمرة، كما جاءت 30 يونيو لتعطي دفعة لموجات الغضب الليبي من جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية المقاتلة، دفعة لأن ينطلق الغضب الشعبي والعسكري منها في ظل احتضانهم ميليشيات فاقمت معاناة الليبيين. وكان الرئيس التركي "أردوغان" يراهن على جماعة الإخوان كركن أساسي في مشروعه التوسعي في المنطقة أو في مشروع بسط النفوذ الأردوغاني على المنطقة، فجاءت الضربات المتعاقبة للإخوان وللتيارات المرتبطة بها ضربة حقيقية لمشروع "أردوغان". وبقيت ليبيا هي نقطة انطلاق يمكن الاعتماد عليها من قبل هذه التيارات مع امتلاكها المال وأجنحة مسلحة، تجعل الرئيس التركي يراهن عليهم ويدفع نحو عدم هزيمتهم أمام الجيش الوطني الليبي، باعتبار أن هذه المعركة الأخيرة للإخوان وتيارات الإسلام السياسي، وبالتالي فإن خسارتها تعني خسارة آخر رهان للنفوذ التركي أو على وجه التحديد للنفوذ الأردوغاني.
تأمين المصالح الاقتصادية التركية في ليبيا باعتبار "الإخوان" ضمانة لها
أبرمت تركيا عديد من العقود التجارية والاقتصادية منذ عام 2010 تمثل مصدر اقتصادي هام لها، خصوصا إذا وضع في الاعتبار الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الدولة التركية وكانت أبرز مؤشراته في الفترة الماضية الانهيارات التاريخية والمتتالية للعملة التركية في مواجهة الدولار الأمريكي، والعجز في الميزان التجاري. ويعتقد الرئيس التركي أنه بتحركه يؤمن هذه العقود والمصالح الاقتصادية لبلاده في ليبيا.
النعرات العرقية التركية عامل لا تلتفت له الأنظار في صراع ليبيا
منذ عام 2011 كانت هناك دعوات طابع عرقي من قبل القيادي الإخوان الليبي علي الصلابي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتدخل في ليبيا، حين قال له إنه أهلك وناسك هنا في ليبيا يحتاجون الدعم. وبحسب مراقبين فإن هناك مجموعة من العائلات التي تنحدر من أصول تركية تتركز في مدينة "مصراتة" الليبية، والتي تمثل المعقل الأخطر لجماعة الإخوان وللجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية، مؤكدين أن التحرك التركي يأتي في هذا الإطار، مع مطالبة هؤلاء تركيا بالتدخل، وبالعل تدخلت "أنقرة" وسلحت الميليشيات هناك.