التكنولوجيا تدمر صناعة «البراويز»: راحت عليك يا عم «مصطفى»

كتب: محمد غالب

التكنولوجيا تدمر صناعة «البراويز»: راحت عليك يا عم «مصطفى»

التكنولوجيا تدمر صناعة «البراويز»: راحت عليك يا عم «مصطفى»

بيديه سجل ذكريات عمرها عشرات السنوات فى براويز خشبية، حفظ صور أفراح وأحزان وخروجات ومناسبات مختلفة، أصبحت معلقة داخل البيوت.

أحمد مصطفى، صانع البراويز، كان يعمل فى مهنة لها رونقها، الآن أصبحت بلا أى تأثير، بعد أن اختفت الصور الفوتوغرافية والكاميرات وحلت محلها صور وفيديوهات الهواتف المحمولة.

ورث «مصطفى» عن والده دكاناً يقع فى منطقة الأزهر، بداخله صور تخلد ذكرى عبدالناصر والسادات وأيام التسعينات: «كل زمن كان له ألوانه وحكاياته، من أول الأبيض والأسود لحد الألوان».

لم يكن يتخيل الرجل الستينى أن الطلب على مهنته سيتراجع، وسيأتى يوم يعتبر جلوسه داخل الدكان «تحصيل حاصل»: «كل فين وفين لما حد ييجى يطلب منى أبروز له صورة، كله بيروح للجاهز، ومهنة صانع البراويز خلاص بتخلص».

50 عاماً من العمل فى صناعة البراويز، اختتمت بالفترة الراهنة التى أثرت فيها التكنولوجيا على مهنته: «كنت بمسك كل صورة وأتفرج عليها وأركب لها برواز يليق عليها».

يصف حاله بعد كل هذه السنوات بـ«التائه» وسط البراويز: «أدينى قاعد حاطط إيدى على خدى، بفكر فى اللى فات، ولما أزهق أتفرج على الصور المركونة عندى».

أكثر أنواع الصور التى يحبها هى الأبيض والأسود: «تحس فيها بشياكة»، موضحاً أن الصور الجديدة بلا روح، مصطنعة، لا قيمة لها: «آه كل حاجة اتطورت بفضل التكنولوجيا بس بقت ماسخة».

كان «مصطفى» أيضاً يعمل فى تركيب البراويز للآيات القرآنية والشهادات: «حتى دول معدش بيجيلى منهم زباين، كل 4 ولا 5 أيام لما يجيلى واحد».

لدى الرجل الستينى 3 أبناء، قرروا ألا يعملوا فى مهنته التى باتت بلا زبون: «خلاص أنا آخر جيل شغال فى البراويز، المهنة دى هتنقرض».


مواضيع متعلقة