بعد جائزة الدولة التقديرية.. هاشم النحاس راهب في محراب السينما

كتب: نورهان نصرالله

بعد جائزة الدولة التقديرية.. هاشم النحاس راهب في محراب السينما

بعد جائزة الدولة التقديرية.. هاشم النحاس راهب في محراب السينما

سنوات طويلة قضاها متعلقا بالسينما، أجاد فنونها وغاص في علومها، حتى أصبح راهبا في محرابها، عرف مخرجا، مفكرا، باحثا، ناقدا، مترجما وفاعلا في المجال السينمائي، ومؤسسا لمجموعة من أهم جمعيات السينما في مصر، وبعد نصف قرن قضاهم في حب الثقافة السينمائية، استحق المخرج هاشم النحاس جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون.

بالرغم من حصوله على دبلوم في التربية من معهد المعلمين، ومن بعده ليسانس آداب في الدراسات الفلسفية والاجتماعية، إلا أنه صمم على دراسة الفن وعدم الاكتفاء به كهواية، التحق بمعهد السيناريو، وفي تلك الفترة أصبح عضوا في قسم قراءة النصوص، ثم قسم السيناريو بالمؤسسة العامة للسينما، حتى عام 1967، وحصل بعد ذلك على دبلوم الدراسات العليا في السينما في الإخراج من المعهد العالي للسينما، عام 1972.

في نفس العام قدم "النحاس" واحد من أهم التجارب التسجيلية "النيل أرزاق"، وهو ما وصفه الناقد الراحل علي أبو شادي بالصفحة الجديدة في تاريخ السينما التسجيلية المصرية، تلاه تجارب سينمائية مميزة منها "الناس والبحيرة"، "البئر"، "سيوة"، "أياد عربية"، "في رحاب الحسين"، "توشكى"، و"الخيامية".

اهتم هاشم النحاس في أعماله بالكادحين والمهمشين، ليسلط الضوء على بطولاتهم الخفية وينقلها إلى الشاشة، وكان يقول عن أفلامه: "لا أحب أن أركز على مرارة الواقع.. المرارة الحقيقية في نظري أن يفقد الإنسان ذاته، والإنسان المصري لم يفقد ذاته حتى الآن رغم كل الحصار المضروب وكل الإعصارات التي تجتاحه.. وأملي أن أقف بجانبه في صموده بالكشف عن مواطن قوته.. أريد أن أُطلع الناس على أفضل ما فيهم.. أن أؤكد أن الإنسان العادي الذي لم يذهب صيته بين الناس، المغمور، والمنسي هو بطل يستحق أن تُخرج عنه الأفلام".

"النحاس" لم يكتفي بالإخراج فقط، بل له عدد كبير من المؤلفات الهامة التي يتم التعامل معها باعتبارها مراجع سينمائية، منها "نجيب محفوظ على الشاشة"، "مستقبل السينما التسجيلية في مصر"، "دراسات سينمائية"، "صلاح أبو سيف.. محاورات"، و"الهوية القومية في السينما العربية".

كما لعب دور هام في تأسيس مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، بالإضافة إلى تأسيس جمعيات السينما، من بينها "جمعية الفيلم" أقدم وأعرق جمعيات السينما"، "جماعة السينما الجديدة"، "جمعية نقاد السينما المصريين" و"اتحاد السينمائيين التسجيليين والعرب".

 


مواضيع متعلقة