بريد الوطن| بين الحرية ومسئوليتها

بريد الوطن| بين الحرية ومسئوليتها
من محبة الله الفائقة للإنسان أنه خلقه حراً فى الحياة، وترك له حتى حرية العبادة فى أن يتبعه أو يتركه، على أن يتحمل الإنسان نتيجة ما قد زرعه فى حياته ولكنه حساب مؤجل قليلاً.
ولكن قد يردد البعض أحياناً عبارة «أنا حر» كنوع من الهروب من تحمل مسئولية العديد من الأمور فى حياته، وهذا الأمر وإن كانت فيه نسبة من الصحة إلا أن تلك الحرية ليست مطلقة، ذلك لأن مفهوم الحرية يتوقف وينتهى بمجرد التعدى على حقوق الطرف الآخر أو الاعتداء عليه، فإنك حر فيما لم تضر به غيرك، فإن كانت حريتك ستضر أو تؤذى من حولك فأنت بذلك مسئول ولست حراً.
أنت حر فى اختيار ملابسك ونوعية طعامك وقصة شعرك ونوعية البرامج التى تود أن تشاهدها، ولكنك لست حراً فى إهمال زوجتك أو عدم الاعتناء بأطفالك، فأنت هنا شخص «مسئول» عن رعايتهم وسلامتهم، وأنت لست حرة فى تنظيف المنزل وترتيبه وكى ملابس زوجك وقتما تشائين فقط، ولكنها مسئولية والتزام، أنت حر فى اعتقاد ما تشاء ولكنك لست حراً فى إجبار الآخر على اعتناق ما تعتقده، وواجبنا تجاه بعضنا البعض أن ننشر ثقافة الوعى السليم للتفرقة ما بين مفهوم الحرية والتعدى على حقوق الآخرين.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com