ذكريات تغطية أمم أفريقيا بين نجوم الإذاعة: "كنا بناكل ونشرب رياضة"

كتب: فادية إيهاب

ذكريات تغطية أمم أفريقيا بين نجوم الإذاعة: "كنا بناكل ونشرب رياضة"

ذكريات تغطية أمم أفريقيا بين نجوم الإذاعة: "كنا بناكل ونشرب رياضة"

تغطية إعلامية متطورة ومكثفة تشهدها القنوات التليفزيونية المصرية حاليا معبرة عن مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، متنوعة تلك التغطية بين البرامج الحوارية والاستديوهات التحليلية الرياضية بجانب النقل المباشر للمباريات، والتي تأتي في ظل استضافة مصر لبطولة الأمم الأفريقية الـ32 للمرة الخامسة على أرضها، وذلك بعد غياب نحو 13 عاما عن رعاية الدولة لذلك العرس الأفريقي.

13 عاما وقت فارق في تغيير شكل التغطية الإعلامية، وبالرجوع إلى آخر بطولة أمم أفريقيا استضافتها مصر عام 2006 نجد أن وقتها لم يكن هناك ظهور للبث الفضائي، سوى البث التليفزيوني المملوك للدولة وقناة رياضية واحدة هي "قناة النيل سبورت" التي بدأت بثها عام 1998، ليظهر في تلك الفترة الدور الفعال الذي أحدثته إذاعة الشباب والرياضة بتلك البطولة.

سهير الباشا: 2006 الانطلاقة الحقيقية للاستديو التحليلي بـ"الشباب والرياضة". 

الإذاعية القديرة سهير الباشا، رئيس إذاعة الشباب والرياضة السابق، تروي لـ"الوطن" كواليس التغطية الإعلامية لبطولة الأمم الإفريقية عام 2006، كونها كانت مسؤولة بتلك الفترة عن المحطة التي شهدت انطلاقة حقيقية لـ"الاستديو التحليلي" الذي جذب العديد من وكالات الإعلان، لتجرى "الشباب والرياضة" ممارسة علنية أمام الوكالات لشراء حقوق رعاية البرنامج، لترسو على وكالة مجدي كامل وقتها بملبغ وصل إلى ثلاثة مليون جنيه.

"الاستديو التحليلي" كان موجودا من قبل لكن "سهير الباشا" اهتمت به بشكل مختلف، حيث اعتمدت وقتها على نجوم الكرة المصرية في التقديم الإذاعي أمثال "خالد الغندور وسيد عبدالحفيظ، بجانب كريم حسن شحاته الذي كان يرافق والده المدرب حسن شحاته في جميع رحلات المنتخب"، بقيادة المخرجة سناء الحلواني، كذلك اهتمت المحطة بجميع البرامج التي تقدم في الفترات الصباحية والمسائية.

بجانب الاستديو التحليلي، تميزت إذاعة الشباب والرياضة بالتغطية الرياضية المتعمقة من بث المؤتمرات الصحفية الرياضية، معبرة "الباشا" عن تلك الفترة، قائلة: "كنا بناكل وبنشرب رياضة"، لافتة إلى أن التميز في تغطية كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم الذي أقيم بألمانيا جذب العديد من وكالات الإعلان.

أما عن التغطية الإذاعية لبطولة الأمم الإفريقية عام 1986 التي نظمتها مصر والتي وقتها لم يكن هناك تواجد سوى للقناة الأولى والثانية والثالثة، فتفاصيلها ما تزال في ذاكرة الإذاعي القدير حمدي الكنيسي، نقيب الإعلاميين ورئيس الإذاعة المصرية الأسبق، والذي انتقل لإذاعة صوت العرب مراقبا للبرامج الثقافية عام 1971، ومن ثم مديرا عاما لإذاعة الشباب والرياضة عام 1988.

حمدي الكنيسي: كان هناك برامج تسجيلية عن أبطال كل منتخب مشارك 

"الإذاعة المصرية في تلك الفترة كان لها دور قوي في تحقيق السبق قبل التغطية التلفزيونية والصحفية، تلك كانت أول جملة تذكرها "الكنيسي"، خلال حديثه مع "الوطن"، مضيفا أنهم أدركوا وقتها أهمية تنظيم بطولة إفريقية والأمر ظهر عبر التغطية الموسعة المحتوية على أهم الأحداث وتفاصيل المباريات من داخل الاستاد لإحاطة المستمعين بكل التفاصيل في وقت واحد، متلقيا صورة حية للبطولة.

ومن بين أبرز البرامج، التي قدمتها إذاعة الشباب والرياضة وقتها، برامج تسجيلية عن أبطال كل منتخب شارك في تلك البطولة المقامة على أرض الوطن، حتى يعلم المستمعون كافة التفاصيل عنهم، لتقدم تلك المحطة تغطية كاملة ومتميزة في الشق الرياضي.

أما عن بطولتي عام 1974 و1959، واللتين لم يشهدا شبكة إذاعة الشباب الرياضة التي تأسست عام 1975، كانت المحطات الأخرى مثل "صوت العرب" و"الشعب" تقدم صورة متميزة عن البطولة، خاصة البطولة التي أقيمت عام 1959 كون الإذاعة وقتها هي الوسيلة الإعلامية التي كانت موجودة نظرا لأن التلفزيون المصري بدأ بثه 1960، وفقا لما أوضحه الكنيسي، لافتا إلى أنه في ذلك الوقت كان طالبا بالجامعة، مؤكدا أن المذيعين والمعلقين الرياضيين في نهاية الخمسينيات كانوا نجوما لتفردهم عن غيرهم.

 


مواضيع متعلقة