للمرة الثانية.. مؤشرات انتخابات أسطنبول تنبئ بخسارة فادحة لأردوغان

كتب: دينا عبدالخالق

للمرة الثانية.. مؤشرات انتخابات أسطنبول تنبئ بخسارة فادحة لأردوغان

للمرة الثانية.. مؤشرات انتخابات أسطنبول تنبئ بخسارة فادحة لأردوغان

بعد مرور أكثر من شهرين على الخسارة الفادحة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، بفقدانه لمقعد بلدية إسطنبول، للمرة الأولى منذ نحو ربع قرن، يبدو أنه سيلقى الهزيمة الثانية في انتخابات الإعادة للمدينة الأكبر في البلاد.

وفي خضم ثاني أيام الانتخابات، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، المعارض الأكبر بتركيا، على منافسه رئيس الحكومة السابق بن علي يلديريم أقرب المقربين من أردوغان، بما يصل إلى 9 نقاط مئوية، وفقا لموقع "سكاي نيوز".

وقال الصحفي والكاتب مراد يتكين، إنه في حالة فوز إمام أوغلو مرة أخرى فستكون هناك سلسلة من التغييرات الخطيرة في السياسة التركية، مضيفا: "سيتم تفسير ذلك على أنه بداية تراجع لحزب العدالة والتنمية ولأردوغان أيضا"، حيث إن الرئيس التركي بنفسه سبق أن وصف الانتخابات بأنها "مسألة بقاء".

وتابع يتكين بأن الفوز الثاني لمرشح المعارضة من الممكن أن يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة قبل عام 2023 كما هو مقرر، وتعديل وزاري فضلا عن تعديل في السياسة الخارجية.

كيف أعيدت انتخابات بلدية إسطنبول في تركيا؟

وفي الانتخابات التي أجريت 31 مارس الماضي، فاز مرشح المعارضة على عضو الحزب الحاكم بفارق 13 ألف صوت، ليثور بسببها أردوغان و"العدالة والتنمية" الذي سارع للتقديم بعدة طعون ونشر الادعاءات، إلى أن ألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، بمايو، نتيجة انتخابات إسطنبول بسبب مخالفات، وقرر إعادتها على مداري يومي 22 و23 يونيو الجاري، في 31 ألفا و342 صندوق اقتراع بـ39 قضاء في إسطنبول، ومن المنتظر أن يشارك فيها 10 ملايين و561 ألفا و963 ناخبا.

وأثار ذلك القرار حينها، جدلا ضخما حيث وصفته المعارضة بأنه "انقلاب" على الديمقراطية، الأمر الذي أثار المخاطر للجولة الثانية، فضلا عن تسببه في انتقادات دولية واتهامات من المعارضة بتآكل سيادة القانون، بينما خرج سكان في عدد من المناطق إلى الشوارع وهم يقرعون الأواني للاعتراض على ذلك.

ومن ناحيته، خاض أردوغان رحلة تبادل التصريحات الحادة مع المعارضة، مبديا اعتقاده بأن "من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا"، كما استهدف إمام أوغلو ووجه له تهديدات باتخاذ إجراء قانوني، ولذلك ففي حال الخسارة الثانية سيمثل ذلك إحراجا شديدا له من الممكن أن يتسبب في ضعف، في الوقت الذي يؤكد فيه أن قبضته حديدية على السلطة، بحسب "سكاي نيوز"، مضيفة أنها ستلقي الضوء أيضا على ما وصفه مرشح حزب الشعب الجمهوري بأنه يجرى تبديد لمليارات الليرات في إسطنبول التي تبلغ ميزانيتها 4 مليارات دولار.

كما اتجه حزب العدالة والتنمية لتغيير سياساته، حيث تعمل توجيه رسائل لجذب الأكراد، الذين يشكلون حوالي 15% من ناخبي إسطنبول البالغ عددهم 10.5 مليون ناخب، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد التركي من حالة ركود شديدة، لعدة أسباب منها سياسات أردوغان، ولعقوبات الأمريكية المفروضة عليها، فضلا عن الأزمة الأخيرة بين أنقرة وواشنطن بسبب صفقة منظومة الدفاع الروسية.

هزيمة مروعة.. تنتظر أردوغان في حال فوز المعارضة بالمدينة الأكبر في تركيا

الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بالشئون التركية، أكد أيضا أن إمام أوغلو هو الأقرب إلى الفوز، للمرة الثانية، عن منافسه بن علي يلدريم، لعدة أسباب، منها نتائج الانتخابات الأولى، بجانب أن المناظرة التي أجريت قبل أيام بين المرشحين عززت موقفه أيضا.

وأضاف عبدالفتاح، لـ"الوطن"، كشف عضو حزب المعارضة لفساد "العدالة والتنمية" خلال الـ14 يوما التي قضاها في رئاسته لبلدية إسطنبول، وتسليطه الضوء على عدة ممارسات والإدارة السلبية لها، ساعدوه في زيادة رقعة أنصاره لتأييده في هذه المرة، نظرا لوجود غضب عام ضخم بين الشعب التركي من الحزب الحاكم ما ينم عن وجود رغبة قوية لتغيير الحكم في إسطنبول.

في حال فوز إمام أوغلو، سيكون للأمر تأثيرا ودلالات بالغة على أردوغان الذي فاز بذلك المقعد في 1994، وساعده فيها لوصول لمنصب رئيس الحكومة لاحقا، فضلا عن أن إسطنبول هي أكبر مدينة تركية وتساهم بمفردها نحو ثلث الناتج القومي للبلاد ولديها العديد من الموارد المهمة، في رأي الخبير بالشئون التركية، مرجحا أنه فوز المعارضة ينبأ بانتخابات رئاسة مبكرة ستهدد عرش أردوغان وحلمه باستعادة الخلافة الإسلامية.


مواضيع متعلقة