«عمال يومية» شاركوا فى تطوير استاد القاهرة: كأس الأمم باب رزق

«عمال يومية» شاركوا فى تطوير استاد القاهرة: كأس الأمم باب رزق
- كأس الأمم الأفريقية 2019
- كأس الأمم الأفريقية
- عمال اليومية
- تطوير استاد القاهرة
- الأمم الأفريقية
- كأس الأمم الأفريقية 2019
- كأس الأمم الأفريقية
- عمال اليومية
- تطوير استاد القاهرة
- الأمم الأفريقية
عاد اختيار الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لمصر لاستضافة بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019، بالخير على عمال اليومية، الذين يتهافتون على الفرص المتاحة لكسب الرزق، فضغط الوقت، الذى تعرض له عمال الشركات الكبيرة المسئولة عن تطوير استاد القاهرة الدولى، دفع عدداً من تلك الشركات للاستعانة بعمّال اليومية للمساعدة فى التطوير.
واعتبر العمال فرصة المشاركة فى التجهيز لاستضافة كأس الأمم باب رزق لا يُرد، وبدأوا العمل بجد ونشاط رغم حرارة الشمس، فالعمل فى الاستاد على قدم وساق، ولم يعد هناك متسع من الوقت، فلم يتبقَّ إلا يوم واحد على موعد تسليم الأعمال المسندة إليهم.
فى الساحة الكبيرة الممتدة أمام بوابة مدرجات الدرجة الثالثة، التف عدد من العمّال البسطاء حول رئيسهم، الذى أخذ يملى عليهم عدداً من التعليمات، قبل أن يباشروا العمل، 5 دقائق من الإنصات انتهت معها التعليمات سريعاً، واتجه كل شخص ليأخذ موقعه. وعلى بعد خطوات قليلة من البوابة وقف أحمد على، يرتدى ملابس بسيطة، وفوق رأسه قميص أبيض اللون، لفه كقبعة ليحميه من الشمس، التى يقضى تحتها نحو 10 ساعات فى تقطيع الخشب وتجهيزه كإطارات الإعلانات، التى سيتم وضعها فى مدخل الاستاد.
"على": كنا بناخد ساعة راحة بالدور.. و"عاطف": اشتغلت فى طلاء الحمامات وغرف تغيير الملابس
يعمل «على»، الطالب فى الفرقة الثانية بدبلوم التجارة، نجاراً منذ 3 أعوام، ليتمكن من مساعدة والدته وأشقائه، ويقول إنه تعلّم المهنة على يد أحد جيرانه بمنطقة مصر القديمة، والذى يملك ورشة أسفل منزله، حتى أتقنها وأصبح قادراً على العمل بمفرده فى كثير من الأحيان، موضحاً أن إصراره على الحصول على الدبلوم جاء تلبية لرغبة والدته فقط، حيث لا ينوى الشاب العمل به بعد التخرج.
وعلى مقربة من «على» استلقى بعض العمّال على الأرض، وقد وضعوا فوق رؤوسهم بعض الأقمشة المبللة بالماء البارد للتخفيف من حرارة أجسادهم المرتفعة، وليحصلوا على ساعة قيلولة هادئة ومريحة قبل استكمال عملهم، ويقول أحدهم: «فيه ساعة راحة فى نص اليوم بناخدها بالدور، شوية يناموا، وشوية يشتغلوا والعكس». محمود عاطف، شاب على مشارف الثلاثين، لم يتردد فى قبول العمل بـ«النقاشة»، وهى المهنة التى لا يعرف سواها، داخل أسوار الاستاد، وتحديداً فى غرف تبديل الملابس الخاصة باللاعبين، أو فى دورات المياه، أو فيما يخص الإطارات، التى يتم طلاؤها بألوان مختلفة، قبل استخدامها فى الإعلانات.
استطاع «عاطف» الحصول على فرصة العمل، التى يقول عنها إنها ساهمت بشكل كبير فى تغطية نفقات أسرته الصغيرة المكوّنة من زوجته وطفلين، بعد أن تواصل معه أحد المقاولين المعروفين فى منطقة «المطرية»، التابعة لمحافظة القاهرة، عندما أبلغه قبل شهر أنّ إحدى الشركات التى تشارك فى تطوير استاد القاهرة الدولى وملحقاته لديها عجز فى عدد العمّال ببعض المجالات، فرحب فوراً بالعمل.
"حسين": الاتفاق شفهى والثقة فى المقاول تضمن حقوقنا.. وعملى أتاح لى دخول الاستاد لأول مرة
بالإضافة إلى أن هذه الفرصة مثّلت لـ«عاطف» مصدراً للزرق، كان الشاب شغوفاً برؤية استاد القاهرة، الذى لم يسبق له زيارته من قبل «دى أول مرة أخش فيها الاستاد وكنت منبهراً جداً، فشكله على الحقيقة مختلف عن التليفزيون خالص». يبدأ «عاطف» عمله فى التاسعة صباحاً ويستمر حتى العاشرة مساء، إلا إنه قد يضطر فى بعض الأحيان إلى البقاء حتى الواحدة صباحاً.
رغم أن الأجر اليومى، حوالى 100 جنيه، يبدو قليلاً مقارنة بساعات العمل الطويلة، فإن تحمّل المقاول المسئول عن هؤلاء العمّال تكاليف المواصلات، وتوفير وجبتى الإفطار والغداء، بالإضافة إلى توفير مشروبات على مدار اليوم، يجعل الأمر متقبلاً نوعاً ما، بالنسبة لـ«حسين على»، 26 عاماً، كهربائى، الذى يقطع مسافة كبيرة يومياً من محل إقامته بمنطقة العمرانية، التابعة لمحافظة الجيزة، وحتى استاد القاهرة.
يقول «حسين»، الذى لم يكمل تعليمه، ويعمل فى المهنة منذ 10 أعوام، إنّ التعاقد مع صاحب العمل يكون شفهياً، وإنّ ضمان حقه فى الأجر يكون فقط بالثقة المتبادلة بينه وبين المقاول. يقوم «حسين» بجميع أعمال الكهرباء، فهو العامل الوحيد المنتدب، ما يشكّل ضغطاً عليه ويضطره إلى الاستيقاظ مبكراً ليتمكن من الانتهاء من العمل سريعاً والعودة إلى منزله لقضاء ما تبقى من اليوم فى حضن أسرته.