هل تعود جزر فوكلاند إلى الواجهة بعد فوز "جونسون" برئاسة حكومة بريطانيا

هل تعود جزر فوكلاند إلى الواجهة بعد فوز "جونسون" برئاسة حكومة بريطانيا
- جزر فوكلاند
- الحكومة البريطانية
- حكومة الأرجنتين
- بوريس جونسون
- جزر فوكلاند
- الحكومة البريطانية
- حكومة الأرجنتين
- بوريس جونسون
عزز النائب المحافظ ووزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أبرز مؤيدي خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، تقدّمه في السباق لخلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، والتي أعلنت استقالتها رسميا في 7 يونيو الجاري، لفشلها في تلبية آمال الشعب البريطاني في الخروج من الاتحاد الأوروبي وفقا لنتيجة استفتاء 23 يونيو 2016.
وأحرز جونسون، أمس الأربعاء، تقدما في جولة التصويت الثالثة التي أدلى خلالها نواب حزب المحافظين بأصواتهم لاختيار واحد من أربعة مرشحين، لخلافة ماي كزعيم للحزب وبالتالي كرئيس للوزراء.
ويعتبر جونسون المرشح الأوفر حظا بالفوز برئاسة "حزب المحافظين" البريطاني وبالتالي سيصبح رئيسا للحكومة البريطانية، وسيواجه تداعيات كثيرة جراء الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، ومن بينها قضية "جزر فوكلاند" أو "جزر مالفيناس" المتنازع عليها بين المملكة المتحدة والأرجنتين وكذلك قضية "جبل طارق".
و"جبل طارق" عبارة عن شبه جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا وتخضع للسيادة البريطانية منذ 1713 ومعروفة بين سكانها باسم "الصخرة"، وتمثل محور خلاف كبير في العلاقات بين بريطانيا وإسبانيا. وأظهرت نتائج الاستفتاء البريطاني حول الاتحاد الأوروبي، في يونيو 2016، انقساماً متعدد الأوجه في المملكة المتحدة جغرافياً، حيث صوّت سكان «جبل طارق» بأكثر من 95% تأييداً لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بسبب خشيتها من العزلة عن باقي القارة، نظراً لاعتماد اقتصادها بشكل كبير على علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، ما يجعل الخروج البريطاني من الاتحاد عاملاً يمكن أن يعقّد العلاقات مع بعض جيرانها، خصوصاً بعد تصريحات القائم بأعمال وزير الخارجية الإسباني في ذلك الوقت خوسيه مانويل جارسيا مارجايو عن سعى بلاده إلى سيادة مشتركة على "جبل طارق"، وهو ما يهدد بإغلاق إسبانيا حدودها مع شبه الجزيرة.
وقال جونسون عندما كان يتولى منصب وزير الخارجية، في إبريل 2017، إن السيادة على منطقة جبل طارق لن تتغير دون موافقة بلاده، مؤكدا أن السيادة على جبل طارق لم ولن تتغير، ولا يمكن تصور إمكانية تغييرها بدون أن يعبر شعبا جبل طارق وبريطانيا عن دعمهما وموافقتهما على ذلك، وهذا لن يتغير، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء. وبالعودة إلى جزر فوكلاند هي أرخبيل يتكون من أكثر من 200 جزيرة تغطي مساحة قدرها 12.200 كيلو متر مربع.
وتحظى هذه الجزر بحالة حكم ذاتي باعتبارها إقليم ما وراء بحار بريطاني وتتمتع بحكم ذاتى. وتؤكد الأرجنتين سيادتها على الجزر، التي تطلق عليها اسم "مالفيناس"، وخاضت بريطانيا والأرجنتين حربا بسبب النزاع على ملكية هذه الجزر عام 1982. واحتلت الأرجنتين هذا الأرخبيل الواقع جنوب المحيط الأطلسي فى 1982 لمدة 74 يوما، قبل أن تستعيد القوات البريطانية السيطرة عليه، وتتهم الأرجنتين بريطانيا بتبني ممارسات استعمارية، مؤكدة أن الجزر تقع على بعد نحو 700 كيلومتر من ساحلها. وسيطرت بريطانيا على الجزر 180 عاما، وتؤكد ضرورة احترام رغبات سكانها البالغ عددهم ثلاثة آلاف شخص، الغالبية العظمى منهم بريطانيو الأصل، يريدون بقاء الجزر تابعة لبريطانيا.
وبعثت بريطانيا قوة مهام لاستعادتها فى حرب قصيرة قتل فيها نحو 649 ج جندى أرجنتينى و255 عسكرياً بريطانياً، وأدت الحرب إلى انهيار الحكم الديكتاتورى العسكرى فى الأرجنتين. وتسيطر بريطانيا على جزر فوكلاند منذ عام 1833 عندما طردت المسؤولين الأرجنتينيين منها. وفى عام 1982، تصدت بريطانيا لمحاولة من جانب الأرجنتين لإعادة فرض السيادة على الأرخبيل الذي يقع على بعد حوالي 400 كيلومتر شرق البر الرئيسي الأرجنتيني. وأودت حرب فوكلاند التي استمرت 74 يوماً بحياة 649 جندياً أرجنتينياً و 255 جندياً بريطانياً، بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين من سكان جزر فوكلاند.
ولم يؤيد أهالي جزر فوكلاند خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو 2016 ، وذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية في إبريل من العام الماضي: لكن تعين عليهم أن يواجهوا النتائج المترتبة على هذا الخروج وقال سفير الأرجنتين السابق لدى بريطانيا فيسنتي بيراساتيجوي، في ذلك الوقت إن سكان الجزيرة سوف يفقدون حرية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي بدون أي رسوم جمركية أو حصص، محذرا أن التأثير على التجارة يمكن أن يكون مهماً، مشيراً إلى أن "بريكست" سيؤثر أيضاً على برامج الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمساعدات الرامية إلى تطوير الإقليم البريطاني فيما وراء البحار.
واستغلت وزيرة خارجية الأرجنتين، سوزانا مالكورا، بعد استفتاء يونيو 2016 ظهورها فى الأمم المتحدة، لتوجه دعوة جديدة إلى بريطانيا لاستئناف المفاوضات حول وضع الجزر، وأبلغت لجنة الأمم المتحدة الخاصة، المعنية بتصفية الاستعمار، بأنه يجب حل هذا النزاع طويل الأمد حول السيادة من خلال المفاوضات، مضيفة: "أود أن أجدد استعداد حكومة الأرجنتين الكامل لاستئناف المفاوضات مع المملكة المتحدة بهدف إيجاد حل سلمى وحاسم لنزاع السيادة".
وأوضحت المسؤولة الأرجنتنية، في ذلك الوقت، أن الأرجنتين تؤيد مبدأ تقرير المصير، محذرة من أنه ليس مطلقا ولا ينطبق على 3 آلاف مقيم فى الجزر المعروفة فى اللغة الإسبانية باسم "لاس مالفيناس"، ولن تتخلى الأرجنتين عن محاولة استعادة الجزر .
وقال متحدث باسم البعثة البريطانية في الأمم المتحدة: "لا يمكن التفاوض بدون إذن من سكان الجزر"، مضيفاً: "وجه استفتاء عام 2013، الذى صوت فيه 99.8% ممن أدلوا بأصواتهم لصالح الإبقاء على الوضع الحالى للجزر، رسالة واضحة بأن سكان الجزر لا يريدون حواراً حول السيادة".
وكان التوتر بين بريطانيا والأرجنتين بسبب الفوكلاند، عاد مرة أخرى خلال حكم الرئيسة الأرجنتينية السابقة كرستينا فيرناندز دي كيرتشنر، حيث جددت مطالبة بلادها بالسيادة على الأرخبيل المعروف في الأرجنتين باسم لاس مالفينس. والاثنين الماضي، أشارت حكومة اليمين في الأرجنتين إلى الجزر باسم "فوكلاند" وهي التسمية البريطانية للجزيرة، في خريطة نشرتها وزارة الثقافة. وقال السكرتير السابق لإدارة شؤون جزر "مالفيناس" بوزارة الشؤون الخارجية في الأجنتين، دانييل فيلموس: نطالب بحذف الخريطة على الفور من موقع المؤسسة"، وفقا لما ذكرته قناة "تيلسور".
وفي نوفمبر 2014، أعلنت وزارة الخارجية الأرجنتينية، في بيان صدر في وقت متأخر من أمس، رفضها للتدريبات العسكرية والبحرية التي تجريها بريطانيا قرب جزر "فوكلاند"، مؤكدة على أنها "أراض أرجنتينية احتلتها المملكة المتحدة بشكل غير شرعي".
وأضافت الأرجنتين، أن التدريبات شملت إطلاق 136 طلقة من الفرقاطة أيرون ديوك، وأن هذه الأعمال الاستفزازية كانت ترمي إلى استعراض قوة نيران الفرقاطة البريطانية، مشيرة إلى أن الوزارة استدعت مسؤولا بالسفارة البريطانية في "بيونس أيريس"، للمطالبة بتفسير. وكانت الأرجنتين قد خسرت حربا دامية قصيرة عام 1982 ضد بريطانيا حول أرخبيبل جزر جنوب الأطلسي، ولاتزال تطالب بها حتى اليوم.