بين الابتلاء والاختبار.. الأزهر يجيب عن سؤال "لماذا خلقنا الله؟"

كتب: سعيد حجازي وعبدالوهاب عيسي

بين الابتلاء والاختبار.. الأزهر يجيب عن سؤال "لماذا خلقنا الله؟"

بين الابتلاء والاختبار.. الأزهر يجيب عن سؤال "لماذا خلقنا الله؟"

يراود كل إنسان في رأسه العديد من الأسئلة الشائكة حول فلسفة الخلق والخليقة، والأسباب التي من أجلها خلق الله تبارك وتعالى الكون؟

تلقى الأزهر الشريف سؤالا فحواه "لماذا خلقنا الله؟"، حيث أجابت المشيخة عن السؤال، في تقرير مطول عبر موقعها الرسمي: "إن حقيقة الحكمة من الخلق أمر لا يعلمه إلا الله، لكن تبقى هناك بعض الحكم الظاهرة اجتهد العلماء في استنباطها، فالله خلقنا ليعطينا، خلقنا ليكرمنا، كما خلقنا ليمنحنا، وفي كل ذلك تحقيق لإنسانية الإنسان المكرم من قبل خالقه".

وأضاف موقع الأزهر، "ولو قالوا ما الذي أعطاه الله لنا؟، قلنا لهم: إن الله قدأعطانا حياة، أعطانا روحًا، أعطانا سمعًا وبصرًا، وهبنا عقلًا، أعطانا إرادةً واختيارًا، فالله فضل البشر على كل المخلوقات، لأنه منحهم الإرادة الحرة في الاختيار، كل المخلوقات تطيع الله بلا إرادة وبلا حرية، مثل الملائكة، والسماء والأرض والحيوانات والجبال، أما البشر فلديهم إرادة حرة منحنا الله إياها، فنستطيع أن نطيع الله أو نعصيه باختيارنا، ولذلك ترتب على هذا الاختيار الثواب والعقاب، ومن أجل هذه الإرادة الحرة كلف الله الإنسان بتعمير الكون باختياره".

وتابع: "فرض عليه العبادات ليذعن له وليفرده بالوحدانية وليعترف به خالقًا رازقًا مدبرًا، قال الله تعالى«وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ»، فالله تعالى خلقنا ليختبرنا بالعبادة باختيارنا، فالعبادة طاعة اختيارية بلا جبر ولا إكراه وبلا أي ضغوطات، تكون ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تؤدي بصفاء روحي وذهن يقظ ، لتفضي إلى السعادة الأبدية، كأن الله يقول وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدوني باختيارهم فيسعدون في الدنيا والآخرة".

وقال الأزهر، "نجد أن الله في القرآن الكريم يخبرنا أنه عرض علينا وخيرنا أن نكون مخلوقات تسعد سعادة أبدية سرمدية ليس لها حدود مقابل أن يأتوا إلى الدنيا وتركب فيهم الشهوات والعقول، أو أن نعبده باختيارنا ثم يكون الثواب والعقاب على الذي اخترناه.فاختار الإنسان أن يأتي الى الدنيا ويكلف مقابل الإرادة الحرة قال الله تعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا»، فالحكمة من خلق الإنسان هي عبادة الله الطوعية الذي جعلها الله اختبارًا وامتحانًا مقابل الإرادة الحرة".

واختتم بقوله، "نحن نسأل من يسألون عن علة خلقهم، ونقول لهم تأملوا في أنفسكم عضوًا عضوًا، هل خلقت العين إلا لحكمة؟ وهل خلقت  الأذن إلا لحكمة؟ وهل خلق المخ إلا لحكمة؟ وهل خلق الجهاز الهضمي إلا لحكمة؟ فسيقولون نعم.. فمن كل ما سبق يتبين لنا أن لكل عضو من أعضاء الجسم وظيفة، فنقول لهم إذا كان لكل عضو من أعضاء الجسم حكمة وعلة، فإذا اجتمعت هذه الأعضاء  لتمثل إنسانا يسمع ويعقل ويرى ويعي ويحس، قال الملحدون: ما الحكمة من خلق هذا الإنسان؟، نقول لهم: ما هذا التناقض العجيب؟ فإن كنتم لا تعرفون الحكمة من خلق الإنسان وفي ريب من فائدة خلقه، فنحن كمؤمنين نعرفها، فكل مؤمن يدرك أن الحكمة من خلقه هي الابتلاء والاختبار، وأن أدوات الاختبار هي كل ما في هذه الدنيا، ومدة الامتحان هي عمر الإنسان وبقاؤه في الدنيا، ومكان الامتحان هي الأرض، فإذا انتهت مدة الاختبار بالموت أخذت منه أدوات الاختبار، وأخرج من قاعة الامتحان، ثم يجازى بالجنة أو بالنار".


مواضيع متعلقة