بعد إسقاط إيران "دارون" أمريكية.. أي دلالات يحملها الحادث؟
بعد إسقاط إيران "دارون" أمريكية.. أي دلالات يحملها الحادث؟
أعلن الحرس الثوري الإيراني صباح اليوم، إسقاط "طائرة تجسس أمريكية مسيرة" لدى اختراقها المجال الجوي لإيران، في مؤشر جديد على تصاعد التوتر بين "واشنطن وطهران" في المنطقة.
وأكد مسؤول عسكري أمريكي أنّ طائرة عسكرية أمريكية مسيرة أسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ سطح/ جو إيراني.
وتأتي الخطوة وسط توترات غير مسبوقة بين واشنطن وطهران، مع تنصل الأخيرة من بعض التزامات الاتفاق النووي بحسب اتهامات أمريكية، إلى جانب استهداف ناقلات نفط في مياه الخليج، بحسب اتهامات أمريكية أيضا، ما يضع كثير من التكهنات بشأن دلالة إسقاط الطائرة المسيرة.
من جانبه، قال هاني سليمان الباحث في الشأن الإيراني إنّ "الأمر له دلالة ومعنى كبير أنّ الطائرات المسيرة تواجدث أكثر من مرة، وهي تعني أنّ هناك تحركات أمريكية لمحاولة استكشاف القدرات الإيرانية ومراقبتها، وقد يكون ذلك محاولة لتمشيط بعض الأهداف وقراءة الخرائط وجمع البيانات ومحاولة الوصول إلى خريطة كاملة عن الانتشار الإيراني والمعلومات والمسح ومعرفة المعلومات بشكل جيد".
وأضاف سليمان في اتصال هاتفي لـ"الوطن": "هذا أيضا له دلالاته ومؤشراته، فكرة الرقابة لمحاولة ردع أي تحركات إيرانية أو فكرة الاستعدادات لأمر ما، قد يكون الأمر بهدف الردع والدفاع، أو قد يكون الأمر بهدف الاستعداد لاحتمال توجيه ضربات أمريكية محددة أو ربما أمور أخرى تستعد لها الولايات المتحدة الأمريكية". وتابع: "وبالتالي هذا يؤكد أنّ حسابات ارتباك المشهد لا تزال قائمة وقد تتطور في أي وقت لمواجهة عسكرية".
وقال الباحث في الشأن الإيراني: "من الناحية الثانية إسقاط الطائرة والحرس الثوري الإيراني الذي أسقطها، فهذا يدل على أنّ ليس هناك من يريد الحرب، لكن مع جملة التطورات قد يؤدي هذا إلى ارتباك في وقت معين فيؤدي ذلك إلى بعض الضربات المحدودة على أقل تقدير، أمور الحذر قد تتطور في وقت ما وهنا مكمن الخطورة".
وبشأن إمكانية الحفاظ على الوضع بحيث لا يتجه إلى حرب مفتوحة، يرى سليمان أنّ هناك رغبة أمريكية وإيرانية بعدم الذهاب إلى الحرب، على المستوى الرسمي ليس هناك من يريد الحرب، قائلا: "إيران لا تريد الحرب لأن مستوى ميزان القوى العسكرية ليس في صالحها، في المقابل الولايات المتحدة ربما لا تريد ذلك ورأينا تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتحدث عن خطأ استخدام القوة العسكرية ضد العراق.
وأضاف: "لكن أمر مثل استهداف الملاحة الدولية أمور مؤثرة للغاية، لكنها لا تهم الولايات المتحدة بشكل كبير، ما يؤثر هو استهداف المصالح الأمريكية أو استهداف إسرائيل، أي استهداف المصالح الأمريكية بشكل مباشر هنا يمكن أنّ تتحرك واشنطن، لكن حتى الآن هناك تحركات محسوبة".
ولم يبث التلفزيون الإيراني أي صورة بعد للطائرة المذكورة. وبحسب التلفزيون، تقع المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في محيط مرفأ جاسك على بحر عمان. ومحافظة هرمزكان محاذية لمضيق هرمز الاستراتيجي الذي تمر عبره ثلث إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحرا، فيما قال اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني اليوم، إنّ انتهاك حدود جمهورية إيران "يمثل خطنا الأحمر"، مضيفا: "هذا الرد رسالة واضحة وقاطعة بأنّ المدافعين عن الوطن جاهزون للرد".
