الأديان السماوية تتبرأ من المغالاة فى تكاليف تجهيز بيوت الزوجية: «يسّروا ولا تعسّروا»

الأديان السماوية تتبرأ من المغالاة فى تكاليف تجهيز بيوت الزوجية: «يسّروا ولا تعسّروا»
- آمنة نصير
- أعظم النساء
- الأديان السماوية
- الأسرة المصرية
- الأمين العام
- الدراسات الإسلامية
- الدكتور أحمد الطيب
- الدكتور شوقى علام
- الديار المصرية
- آله
- آمنة نصير
- أعظم النساء
- الأديان السماوية
- الأسرة المصرية
- الأمين العام
- الدراسات الإسلامية
- الدكتور أحمد الطيب
- الدكتور شوقى علام
- الديار المصرية
- آله
حذرت قيادات دينية -إسلامية ومسيحية- من الإسراف فى تكاليف الزواج من مهر وجهاز ومسكن، وأكدت الكنائس المصرية الثلاث «الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية» أن المسيحية ترفض الشكلية والمظاهر والبهرجة والتبذير فى الزواج.
وقال الدكتور محمود مهنا، عضو هيئة كبار العلماء، لـ«الوطن»، إن المغالاة فى المهور وتكاليف وأعباء الزوجية تخالف روح الإسلام، فبركة الزواج مرتبطة باليسر، وقد جاءت النصوص الشرعية لتحث على الاقتصاد فى تلك الأمور وتربط البركة فى الزواج بيسر المهر والتكاليف، فقال النبى: «أكثرهن بركة أقلهن مهوراً»، وقوله: «خيرهن أيسرهن صداقاً»، وهو ما يوضح أن التيسير فى التكاليف تعقبه البركة فى الزواج والسعادة بين الزوجين بلا شك.
علماء الدين: بركة الزواج مرتبطة باليسر.. وعدم المبالغة فى تجهيزات بيت الزوجية ضرورة حتى نحافظ على شبابنا وبناتنا من الانحراف
وأوضح «مهنا» أن ما نراه الآن فى العالم العربى من مغالاة لا مبرر لها، وشحن البيوت بأمور لا حاجة لها والخلاف على أتفه الأمور، ووقف الطرفين لبعضهما كعدوان فى معركة حربية يثير العجب ويخالف صحيح الدين، والسبب فى ذلك طغيان الحياة المادية والمباهاة الكاذبة، وهذا نعانى منه فى الأرياف بشكل أكبر حيث ترى 10 عربات مكدسة بالأثاث والأجهزة والأدوات المختلفة، ما لا تستوعبه شقة الزوجية، وليعلم كل متورط فى هذا الهراء أنه يسير عكس روح الشرع فى الزواج، فما سيقام على المنافسة والمباهاة ستبعد عنه المودة والرحمة اللتان تعدان جوهر الزواج فى الإسلام.
وتعمل دار الإفتاء على مواجهة تلك العادات السلبية فى الزواج من خلال برامج تدريب المقبلين على الزواج، وشدد الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، على عدم المبالغة فى تجهيزات بيت الزوجية، مضيفاً، فى تصريحات على موقع الإفتاء، أن رابطة الزواج رابطة قوية ومتينة، وقد وصفت بأوصاف عديدة فى القرآن الكريم لعل من أجلها وصف الله تعالى لها بالميثاق الغليظ، وناشد المفتى الشباب المقبلين على الزواج وذويهم عدم المغالاة أو المبالغة فى تجهيزات بيت الزوجية حتى لا يحدث إرهاق لهما، ولا لأسرتيهما، وعليهما الاهتمام بالمطلوب والمفيد، خاصة فى بداية حياتهما الزوجية، حتى تكون الحياة أيسر وأسعد. وأضاف مفتى الجمهورية أن دار الإفتاء المصرية تضع حماية الأسرة نصب عينيها وفى قمة أولوياتها مستفيدة من سعة الفقه ويسره.
الكنائس: "المسيحية" ترفض الشكلية والمظاهر الفارغة والبهرجة فى الزواج.. و"باخوم": الشريعة لا تأمر بالمغالاة فى المهور
وقالت الدكتورة آمنة نصير، عميدة كلية الدراسات الإسلامية السابقة، إن الإسلام اشترط فى الراغب فى الزواج القدرة على تكاليف الأسرة الجديدة حتى تعيش فى كرامة وعزة، أى إنه لم يشترط الغنى أو الثراء العريض، وقد أوجب الإسلام المهر لمصلحة المرأة نفسها وصوناً لكرامتها وعزة نفسها، فلا يصح أن يكون عائقاً عن الزواج أو مرهقاً للزوج، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن المهر لشخص أراد الزواج: «التمس ولو خاتماً من حديد». فإذا كان خاتم الحديد يصلح مهراً للزوجة فالمغالاة فى المهر ليست من سنة الإسلام؛ لأن المهر الفادح عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلى منه، وهو عفة الفتى والفتاة؛ محافظة على الطهر للفرد والمجتمع؛ ويقول عليه الصلاة والسلام: «أعظم النساء بركة أيسرهن صداقاً».
وأضافت أنه من الواجب عدم المغالاة وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة الشريفة بقوله: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة فى الأرض وفساد» رواه الترمذى، إن هذه النصيحة من جوامع كلمه صلى الله عليه وآله وسلم.
"نصير": الإسلام اشترط القدرة على تكاليف الأسرة الجديدة حتى تعيش فى عزة وكرامة
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، استنكر من قبل فى تصريح له المغالاة فى تأسيس بيت الزوجية قائلاً: «التجربة تؤكد أن الأسرة التى تقوم على البساطة سواء فى المهور أو الجهاز أو المسكن أسرة سعيدة؛ لأنها لا ترى سعادتها فى المظهر أو المادة أو الأشياء المقتنية؛ لأنها لا تصنع شيئاً، فمعظم الزيجات التى تتم فى مصر أو العالم العربى بيوتها تملأ بأشياء لا حاجة للزوجين لها على الإطلاق مثل حجرة الأطفال التى تنشئ أحياناً خلافات مع أن الأطفال لم تأت بعد!، وكذلك أطقم الطعام والشراب التى يكفى فيها طقم واحد مكون من 6 قطع، لا طقم مكون من 90 قطعة!، وأيضاً الملايين التى تنفق فى حفل الزواج وهى تصلح لأن تزوج نحو 50 بنتاً، مؤكداً أنه لا بد من تغيير مفهوم الزواج، والمسئول عن تبليغ هذه القيم للناس هو الإعلام والعلماء الذين يجب عليهم شرح هذه الأحاديث للناس مع بيان دلالاتها وكيف أن بركة الزواج مرتبطة باليسر.
وأوضح «الطيب» أن الأسرة المصرية تتأثر بما يتم من تكاليف للزواج، وما ينفق فى الزواج كثير حتى إن البعض بدأ يتفنن فى أشياء وهذه سطحية.
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لـ«الوطن»، إن المسيحية ترفض الشكلية والمظاهر والبهرجة والتبذير فى الزواج، ودائماً منهجها وسطى وهو الذى تتبعه الكنيسة، حيث إن المسيحية لا ترفض أن يستمتع الإنسان بما وهبه الله سواء من طبيعة أو إمكانيات ولكن فى نفس الوقت توعى بأن يسير كل شىء بتعقل لذلك تشجع على الحكمة فى تدبير مستلزمات الزواج. وأضاف المتحدث باسم الكنيسة أن الزواج الناجح فى المسيحية مبنى أولاً وأخيراً على حضور الله فى الأسرة وكل شىء بعد ذلك يدخل فى هذا النطاق.
وقال الأب هانى باخوم، المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر، إن عملية المغالاة فى المهور ومستلزمات الزواج وتكاليفه ليست مما تأمر به الشريعة المسيحية، ولكن هذه الأمور شخصية حسب العائلات والظروف.
وعن موقف الشريعة المسيحية من مسألة الزواج وتكاليفه وتيسيراته، أشار القس الدكتور رفعت فكرى، الأمين العام المشارك لمجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أن تلك موضوعات اجتماعية يجب ألا يدخل فيها الطمع والجشع بل اليسر ومساعدة الشباب المقبل على الزواج.