بيطريون يشرحون أسباب كثرة نفوق الأسماك.. وتاجر: منتشر في الأسواق

كتب: سهاد الخضري

بيطريون يشرحون أسباب كثرة نفوق الأسماك.. وتاجر: منتشر في الأسواق

بيطريون يشرحون أسباب كثرة نفوق الأسماك.. وتاجر: منتشر في الأسواق

للأسماك النافقة المسمومة تأثيرات سلبية جسيمة على الإنسان، حال تناولها وتداولها في الأسواق، ونظرا لنفوق كميات كبيرة من الأسماك مؤخرا بالمزارع السمكية في محافظة دمياط، فضلا عن تكرار أزمة النفوق سنويا، استطلعت "الوطن" آراء متخصصين لمعرفة التأثير السلبي الواقع على الإنسان حال تناولها، فضلا عن النتائج المترتبة على إصابة الأسماك بميكروبات محددة، وهل يتم تداول تلك الأسماك في الأسواق أم لا؟.

يقول "م. م." تاجر أسماك، إنه يتم التعرف على الأسماك الطازجة عن غيرها بواسطة لمعان عين السمك، وريشها الذي لا يمكن فصله عن السمكة بسهولة، وجميع أجزاء جسم السمكة سليمة، متابعا: "للأسف النافق منها يتم تداوله في الأسواق بمحافظة دمياط".

وأضاف التاجر لـ"الوطن": "في حالة النفوق الكامل يستخدم السمك كفسيخ أو كعلف للأسماك بدلا من إعدامه، أما الأسماك النافقة بشكل غير كامل يتم تداولها في الأسواق الشعبية بأسعاررخيصة، مصثل: البوري، الدنيس، اللوت، والقاروص، وللأسف الحملات التموينية لا تشن إلا بعد نزول تلك الأسماك للأسواق وتداولها، حيث يقوم أصحاب المحلات بتداولها بشكل سريع ولا يوجد قاعدة بيانات لدى الجهات المعنية بالمزارع التي شهدت نفوق".

وأرجع أسباب النفوق لعدة عوامل: "جوية- نقص أكسجين- كثرة عدد الأسماك في الحوض الواحد، وعدم الخبرة للعمالة القائمة على المزرعة، سواء في نوعية الطعام المستخدم كعلف أو توقيته أو العلاج المستخدم في حالات الإصابة.

ويقول الدكتور يوسف العبد، عضو النقابة العامة للأطباء البيطريين ورئيس لجنة الدواء في النقابة العامة، إن نفوق الأسماك يحدث كل عام في مواسم محددة، لكن ما شهدته محافظة دمياط هذا العام أمر فوق الوصف لم تشهده من قبل وبكميات كبيرة جدا، فخسارة المزرعة الواحدة تتراوح بين مليون لـ2 مليون جنيه، خاصة أسماك الدنيس والقاروص والمعروف بغلاء سعره، ليصل الكيلو الواحد لـ120 جنيها.

وبرر "العبد" لـ"الوطن" ذلك، لارتفاع نسبة الأمونيا بصورة كبيرة جدا إما نتيجة أعمال التكريك والتطهير القائمة حاليا ببحيرة المنزلة، ما أثر سلبا على المزارع الموجودة في المنطقة، فأسماك الدنيس والقاروص معروفة بحساسيتها الشديدة فأي تغير في طبيعة المياه أو العلف أو الجو يحدث خسائر بالملايين، وانتشار أمراض عدة نتيجة عدم وجود تنظيم أو تنسيق للمزارع.

وتابع: "الثروة السمكية في مصر بلا أب شرعي ودور الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية في مصر ضعيف وهزيل، حيث تعتمد على النظام القديم فلا تفعل دور الأطباء البيطريين المتخصصين في أمرض الأسماك، فعدد الأطباء العاملين بها 20 طبيبا بيطريا فقط رغم امتلاكها عشرات الآلاف من الأفدنة من المزارع السمكية في مصر، وحال إصابة الأسماك بالأمراض في المزارع لا يوجد طبيب متخصص لعلاجها".

وطالب بتعيين أطباء بيطريين متخصصين في أمراض الأسماك ووضع خطة واستراتيجية متكاملة لتطوير الهيئة، والتعاون في ورش عمل الهيئة.

ووفقا لمصدر بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، رفض ذكر اسمه، قال لـ"الوطن": "الأسماك النافقة في ذات اليوم وبنسبة طزاجة تتراوح ما بين 60- 80%، ويقوم عدد من مستأجرو المزارع بطرحها في الأسواق طالما أن السمك مات ونزل في قاع الحوض فتباع في ذات التوقيت بسعر أقل من قيمتها لتعويض المستأجر خسائره، حيث تباع على أنها سليمة، وكلما قلت نسبة الطزاجة يقل السعر، وإذا وصلت الطزاجة لـ50% تباع كأسماك مملحة، أما السمك الجايف المعفن فلا يباع ويقوم أصحاب بإلقاءه على الجسور".

الدكتور سعيد كيوان، نقيب الأطباء البيطريين في دمياط، استشاري الرقابة الصحية على اللحوم والأسماك، يقول لـ"الوطن"، إنه "يمكن الكشف عن السمك النافق من عدمه بوضع السمك في المياه لو طف على السطح إذا فهو ميت أصلا نتيجة حدوث تحلل أو غازات تسببت في طفوه، كما يمكن الكشف عنه بطريقة أخرى تتمثل في سهولة نزع قشر السمك النافق وتغير لون الخياشيم للأزرق وليس اللون الأحمر الوردي أو البمبي، علاوة على أن جسم السمكة ماير مفيش لمعان في عينها".

وأضاف "كيوان": "نوع المرض يحدد مدى التأثير الواقع على المواطن حال تناول الأسماك، فلو حدث تسمم وتكاثر للبكتيريا في جسمها وتغير لونها للأزرق وتغير رائحة بطن السمك لرائحة كريهة حال تناولها وهي حاملة لأنواع من البكتيريا الضارة، مما قد يؤدى لإصابة المواطن بتسمم حسب الكمية المتناولة، فكل نوع يسبب مرضا"، مضيفا أن نحو 90% من أصحاب المزارع في دمياط لا يبيعون الأسماك المسمومة على حد قوله.

وتابع: "تكمن الأزمة في عدم إشراف الأطباء البيطريين على مزارع الأسماك، أ ب  حياة لا بد من إشراف الأطباء البيطريين المتخصصين على تلك المزارع".

الدكتور جمال الزيني، وكيل مديرية الصحة في دمياط سابقا، يقول إن الأسماك غير السليمة حسب تربيتها والمتمثلة في المياه الموجودة فيها ونوع التغذية سواء كانت مواد طبيعية أم لا، تؤثر بشكل أو بآخر على صحة المواطن الذي يتناولها.

وأضاف "الزيني" لـ"الوطن"، أنه حال تغذية الأسماك على منتجات طبيعية لن تؤثر على صحة المواطن، أما لو كانت التغذية غير سلمية متمثلة في كيماويات ستؤثرعلى صحته، وتنتقل السموم الموجودة في السمك للإنسان وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي كالإصابة بالغثيان، ولو كانت نسبة السموم فيها مرتفعة سيظهر ذلك على المدى الطويل بالتأثير على الكبد والكلى ومناعة الإنسان، وذلك حال احتفاظ السمك بتلك السموم في جسده".

يؤكد شحاتة السباعي حسن، أستاذ البيئة ووكيل كلوم العلوم بجامعة حلوان، لـ"الوطن"، أن تناول أسماك نافقة يؤثر سلبا على صحة الإنسان، نظرا لإصابتها بطفيليات وبكتيريا وأوبئة وأمراض مختلفة، ما يؤثر على صحة المواطن حال تناولها.

وكشف مصدر مسؤول بمديرية التموين في دمياط لـ"الوطن"، أن المديرية شنت عدة حملات من التموين والصحة والطب البيطري على الأسواق، وتبين عدم تداول أسماك نافقة في الأسواق.


مواضيع متعلقة