"الشهم عريس الجنة".. "محمد" حاول فض مشاجرة فقتل قبل زفافه بـ3 أيام

كتب: نرمين عصام الدين

"الشهم عريس الجنة".. "محمد" حاول فض مشاجرة فقتل قبل زفافه بـ3 أيام

"الشهم عريس الجنة".. "محمد" حاول فض مشاجرة فقتل قبل زفافه بـ3 أيام

كان يستعد لتحضير "بدلة" زفافه، الذي كان مقررا له، الجمعة، إلا أنه ارتدى كفنه الأبيض قبل "بدلة زفافه"، حيث لفظ محمد فرج، 24 عاما، أنفاسه الأخيرة إثر طعنة نافذة تلقاها في صدر أثناء تدخله لفض مشاجرة بين جيرانه بمنطقة الدخيلة الشمعدان، غرب الإسكندرية، مساء الثلاثاء الماضي، فدفع حياته ثمنًا لشهامته، وتحول الفرح إلى مأتم، تتلقى فيه الأسرة العزاء في فقيدها الشاب.

وقرر المستشار محمود حافظ، أمس، وكيل النائب العام، حبس 6 متهمين، 4 أيام بتهمة طعن شاب أثناء قيامه بفض مشاجرة بين المتهمين.

كان اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، تلقي إخطاراً من مأمور قسم شرطة الدخيلة، من مستشقي قصر الشفا تفيد بوصول شخص يدعي "محمد. ع. ف"، مصاب بجرح قطعي أسفل القفص الصدري، بإصابة بالغة.

وانتقل مأمور وضباط قسم شرطة الدخيلة إلى محل البلاغ، وتبين بالفحص حدوث مشاجرة بشارع ميدان، دائرة القسم، بين كلاً من الطرف الأول "محمد. ط. م"، مواليد 1994، مقيم بمنطقة الدخيلة الشمعدان، والطرف الثاني "محمد. ال. ع"، و"أحمد. ال. ع"، و"أحمد. م. ع"، و"نورهان. أ. م"، و"رندا. أ. م"، و"نجاه. م. ع"، جميعهم مقيمين بالهانوفيل.

وأسفرت تحريات ضباط البحث الجنائي بقسم شرطة الدخيلة، برئاسة المقدم نعمان أبو السعد، بأن سبب المشاجرة وجود نسب بين الطرف الأول وابنة المتهمة السادسة وتم فسخ الخطوبة، فحدثت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة، وتدخل عدد من أهالي المنطقة لفض الاشتباك بينهما، ومنع العائلات من التشاجر.

وأكدت التحريات أن المتهم الثاني قام بطعن أحد الشباب ويدعي "محمد فرج"، أثناء فض المشاجرة بين الطرفين الأول والثاني، بسلاح أبيض "مطواة"، أسفل القفص الصدري، محدثًا إصابة المنوه عنها وعلى إثرها تم نقله إلى المستشفى المشار إليها ولكنة لفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله، وتحرر المحضر رقم 15633 لسنة 2019 جنح الدخيلة.

أسرته تطالب بالقصاص العاجل

"ابني كان فرحه النهارده، وزفافه بقى في الجنة".. هكذا عبر محمد فرج أبو وحيد، 64 عاما، والد الشاب "محمد"، عن جرحه الغائر، موضحًا أن مجموعة من البلطجية والمسجلين خطر سرقات، حوالي 3 رجال و4 سيدات، أرادت بنجله كل السوء والمكر، حين تصيدوه بتوجيه طعنة نافذة في منطقة الصدر أثناء محاولة اعتداءهم على أحد الجيران، ووجه إحداهم لابنه طعنة ظل ينزف على إثرها نحو 90 دقيقة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، قبل محاولة إسعافه بمستشفى قصر الشفاء القريب من المنزل بخطوات.

والده: "أنا آخر من علم بخبر وفاته.. كان بيموت في 90 دقيقة"

بحالة من الحسرة، يحكي "أبو وحيد" لـ"الوطن"، أن الأهالي ومن بينهم نجله حاولوا الدفاع عن أحد الجيران ويدعى "محمد طارق" وشهرته "القن"، 24 عامًا، لصد الاعتداء عليه وعلى أسرته من قبل هؤلاء البلطجية، حيث ترجع المشكلة حين تعرف على إحدى الفتيات قبل 7 أشهر، من خلال ترددها بزيارة شقيقته في المنزل، وأردف: "هي كانت صاحبة أخته، وكانت تفرض نفسها عليه"، موضحًا أن الشاب قرر أن يعقد خطبته على فتاة أخرى، ما خلق كراهية في قلب تلك الفتاة.

وتابع "أبو وحيد" ودموعه الحسرة تكسو عيناه: "ساعتها الشاب قرر يخطب، والبنت كانت عايزة تتعرف عليه بالعافية، وتقول لأهلها أنا بحبه"، في حين أن أمها أجرت اتصال بـ"القن"، هددته إذا لم يتزوج منها، ولكن فوجئ الأهالي بهجوم مجموعة من البلطجية على أسرة الشاب ومحاولتهم كسر باب شقتهم إلا أن الأهالي لم يفسحوا المجال للبلطجية، وحاولوا إبعادهم وحبسهم حتى تم القبض عليهم.

"شقيقان، في عمر الثلاثينيات، مسجلان خطر سرقة، غادرا المنطقة قبل 20 عاما، ولكن فوجئوا بظهورهم مرة أخرى في المشاجرة برفقة مجموعة من السيدات، يرتدين عباءات سوداء، وطرحة بذات اللون"، يكشف "أحمد" شقيق "محمد" التوأم، تفاصيل عن البلطجية، موضحًا أنه كان يرافقه في صد الاعتداء إلا أن الطعنة اختارت شقيقه.

ويتابع "أحمد"، أنه فوجئ حين رأى شقيقه ينزف دمًا، وتوجهوا به مسرعين إلى المستشفى لإسعافه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، حيث حررت الأسرة محضر رقم 15633 لسنة 2019 جنح الدخيلة، مطالبًا بالقصاص العاجل.

ويقول: "إحنا الاتنين كنا بنخلص العركة وبنسلك الناس، فجأة لقينا أخويا اتغز تحت الصدر، حتى اكتشفنا موته بعد مرور 90 دقيقة من تعرضه لجرح نافذ"، متابعا أن والده آخر من علم بخبر وفاة نجله، حين هروا مسرعين لإسعافه بمستشفى قصر الشفاء القريب من منزلهم ولكنه لفط أنفاسه الأخيرة، قبل نجدته.


مواضيع متعلقة