مبدعون: تاريخ الفن الحديث فى العالم مدين للقارة السمراء

مبدعون: تاريخ الفن الحديث فى العالم مدين للقارة السمراء
- الأماكن الأثرية
- الأمم الأفريقية
- الإبداع الفنى
- الاتحاد الأفريقى
- الحركات الثورية
- الحياة اليومية
- الدكتور أشرف رضا
- الدول الأفريقية
- الأماكن الأثرية
- الأمم الأفريقية
- الإبداع الفنى
- الاتحاد الأفريقى
- الحركات الثورية
- الحياة اليومية
- الدكتور أشرف رضا
- الدول الأفريقية
ارتبط الفن التشكيلى فى الدول الأفريقية منذ مئات السنين بعقائد وثنية وعادات وقيم وتقاليد وسحر وقوى روحية، فالفن جزء أساسى فى هذه القبائل الأفريقية، وكان يتم توظيفه لخدمة العقيدة والأفكار السحرية عن العالم والوجود والديانات، ولإشباع الاحتياجات الروحية للإنسان، وكذلك البحث عما وراء الطبيعة، فلم يكن الفن فى هذه المرحلة للزينة كما هو فى العالم، ومن أبرز هذه الفنون النحت والرسم والزخرفة، وحتى أدوات الاستعمال فى الحياة اليومية، وظهرت هذه الأعمال فى شكل رسوم على الأزياء وبعضها على الجدران أو الكهوف، كما ظهرت المنحوتات الوثنية والطبيعية للتقرب للطبيعة، إضافة إلى الأقنعة الملونة.
عز الدين نجيب: أوروبا اكتشفت كنزاً فى تراث أفريقيا.. و«بيكاسو» استلهم أبرز أعماله من الأقنعة الأفريقية الملونة
ما زالت المنطقة العربية تجهل فنون أفريقيا السمراء
وأكد الفنان التشكيلى عزالدين نجيب: «عندما عُرضت هذه الأعمال باعتبارها فنوناً تقليدية أو فولكلور أفريقى فى بعض المعارض فى فرنسا فى بدايات القرن العشرين، أحدثت صدمة ثقافية للفنانين الأوروبيين الباحثين عن مخرج من الاتجاهات التقليدية فى الفن، ومنذ ذلك الوقت اكتشفت أوروبا كنزاً من الإبداع الفنى من خلال تعرفها على الفنون الأفريقية فى صورتها الأولى».
وأضاف «نجيب»: «تاريخ الفن الحديث فى العالم مدين للفن الأفريقى بكثير جداً من الحركات الثورية التى تمت فى هذا الفن العالمى منذ بدايات القرن العشرين، وعلى رأس هذه الأمثلة بيكاسو، الذى نُسب إليه أن مجده فى الفن مبنى على لوحته (فتيات أفنيون) التى رسمها فى 1907 كانت مستوحاة من الأقنعة الأفريقية الملونة، والتى رسمها بشكل تكعيبى، مدرسته الشهيرة، حيث حدثت له النقلة العظمى فى الاتجاه التكعيبى، الذى يعتمد على تحليل الشكل برؤية خيالية تعتمد على ما وراء الطبيعة وليست رؤية بصرية.
وأشار إلى أن الفن فى الدول الأفريقية لم يستمر بهذا المسار، لكنه تأثر بدرجات متفاوتة بالفنون الغربية، لأن الغرب بعدما تأثر بهذه الفنون البكر أعاد تصديرها إلى هذه المجتمعات بشكل حديث ومعاصر، وبدأ المعاصرون ينتهجون نهج الصورة وليس الأصل، خاصة أن كثيراً من أبناء القارة انتقلوا للعيش فى العواصم الأوروبية، فيكاد الفن يذوب فى الثقافة الغربية نتيجة العولمة.
رئيس «المصرى للفنون التشكيلية»: فوجئت بمستوى الأعمال المقدمة من الفنانين الأفارقة
ولكى يحتفظ الأفريقى بخصوصيته يحتاج رعاية، ونحتاج لإقامة مهرجان أفريقى كبير، هكذا ناشد «عزالدين» الرئيس السيسى بإطلاق مثل هذا المهرجان من مصر، لتقوية ما هو أصيل، وقد حاولت تنفيذ الفكرة خلال عملى فى وزارة الثقافة كرئيس للإدارة المركزية للحرف التقليدية فى قطاع الفنون التشكيلية.
الدكتور أشرف رضا، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، ورئيس المجلس المصرى للفنون التشكيلية، تحدث عن واقع الفنون التشكيلية فى الدول الأفريقية من خلال تجربة الملتقى الدولى لفنون أفريقيا «أفرو آرت»، وانطلقت دورته الأولى فى أبريل 2019، قائلاً: «استضاف السمبوزيوم أكثر من 15 فناناً من دول مختلفة، (زيمبابوى، إثيوبيا، تنزانيا، كينيا، وغينيا، المغرب، تونس، السودان)، وجاءت المشاركات بأعمال رسم وتصوير ونحت.
وأضاف «رضا» لـ«الوطن»: «الفن التشكيلى فى أفريقيا متميز ومرتبط فى الغالب بثقافة البلد، وهذه ربما تكون السمة الأساسية لهذه الفنون، وكل دول القارة لديها فنانون متميزون، وكل من الفنانين له سماته ومفرداته الفنية وأدواته التى يشتهر بها فى بلده».
وأضاف «رضا» لـ«الوطن»: «كنت متوقعاً أن تكون الأعمال من الخامات الخشبية والبيئية التقليدية، لكن بعد الإعلان عن تنظيم الملتقى، تلقينا الكثير من طلبات المشاركة من الفنانين الأفارقة، وفوجئت بمستوى الأعمال، وبقدرة هؤلاء الفنانين أيضاً على التنوع ومسايرة العصر، كما أن معظم المصورين من هؤلاء الفنانين المصورين أعمالهم أصبحت أقرب إلى الأسلوب التجريدى أكثر من الفنون التعبيرية أو التأثيرية، كما وجدت الفنون المعاصرة على مستوى عالٍ، كما قام النحاتون بعمل نماذج نحتية كلها فن تجريدى وفنون معاصرة»، وهذا يعنى أن هناك تأثراً بالاتجاهات الحديثة مع الاحتفاظ بالطابع الحضارى لكل دولة، والذى ظهر بوضوح فى استخدام الألوان الصارخة التى تشتهر بها فنون أفريقيا فى جميع الأعمال، وخاصة أن معظم الفنانين الذين تم دعوتهم فى الملتقى الأول كانوا من الفنانين أصحاب المشاركات الدولية السابقة فى فعاليات أوروبية وآسيوية.
وعن المستوى الفنى للتشكيليين فى القارة، قال: «لا أستطيع أن أقول إن هناك رواداً فرديين فى الفنون التشكيلية، لكن لدى هذه الدول محترفون فى مجالاتهم الفنية وبعضهم وصل بأعماله إلى مستويات دولية، ومن خلال طلبات المشاركة لاحظت تميزاً للأعمال المقدمة من إثيويبا وكينيا، وهى أعمال ترقى للمنافسة فى المسابقات الدولية» وعن الدراسة العلمية للفنون أشار إلى أنه «لا توجد معاهد وكليات لتدريس الفنون التشكيلية لكنها ما زالت فى البدايات قياساً بكليات الفنون الموجودة فى مصر، التى لديها أقدم مدرسة للفنون فى الشرق الأوسط وأفريقيا وهى مدرسة الفنون الجميلة التى أصبحت كلية الفنون الجميلة والتى أنشئت منذ 1908».
وعن أهمية إقامة فعاليات مشتركة، قال «رضا»: «تبادل الخبرات والتقنيات، من خلال الاحتكاك المباشر بين المصريين والأفارقة فى الملتقى، وخاصة أن كل فنان له ثقافة وأسلوب مختلف، كما أن اختيار أفريقيا ناتج من أن كل الشواهد تقول إنه هذا العام هو عام أفريقيا، بدءاً من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى، واختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقى فى مؤتمر الشباب الدولى الذى عقد تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية، وكذلك استعدادات مصر لاستضافة دورة الأمم الأفريقية، وفكرت فى أنه كيف يكون لدينا مشاركة سياسية وأخرى اقتصادية وثالثة رياضية ولا يوجد مشاركة فنية، ومن هنا جاءت فكرة الملتقى الذى يحقق هدف ربط الشعوب مع بعضها، وطرح وجهات النظر الفنية بين مصر زعيمة الاتحاد الأفريقى وباقى الدول المشاركة، فالهدف فنى ويخدم الوضع السياسى والاقتصادى الذى تقوم به مصر هذا العام فى أفريقيا».
وعبر «رضا» عن رغبته فى تكرار الملتقى فى الأعوام المقبلة: «أعتقد فى الدورات المقبلة سيزيد حجم المشاركات، وننتقل بفنون أفريقيا إلى آسيا وأمريكا والعالم كله، فقد تلقينا عدة طلبات تعرض فكرة نقل الملتقى فى دول أخرى من القارة، بحيث يكون فى دول مختلفة وجارٍ دراسة الفكرة، ونحتاج مساندة الدولة من خلال الوزارات المعنية مثل الثقافة والسياحة، لكى نحافظ على الريادة المصرية».
وعن التفاعل مع الفنانين التشكيليين فى الدول الأفريقية فى الفترات السابقة، عبر رضا عن أسفه قائلاً: «لم يكن هناك مشاركات أفريقية من قبل بشكل رسمى فى الفعاليات الدولية الخاصة، رغم أن لدينا فنانين موهوبين كثيرين فى أفريقيا، لكن تعطلهم اللغة المحلية، أو حين تكون أعمالهم محلية فقط، كما ينقص بعض الفنانين الرعاية من دولهم وتقديم العون لهم للوصول إلى العالمية، والدعم المادى، إضافة إلى التسويق وكيفية الخروج والمشاركة فى فعاليات دولية وصالات المزادات للوصول إلى الجمهور العالمى».
وأكد أهمية التفاعل بين الثقافات من خلال الفن فالكل رابح من هذه الفعاليات، فالضيوف كان حلمهم العرض فى مصر ويعتبرونها القِبلة الكبرى ويعتبرونها درجة قبل العالمية مباشرة، وعلى المستوى السياحى، تم عمل برنامج لهم، وتنظيم زيارات للأهرام والأماكن الأثرية والقاهرة الفاطمية وخان الخليلى وغيرها من الأماكن العظيمة فى مصر، وكان هناك انبهار بهذه المواقع، مضيفاً «كما أننا فى مصر استفدنا من هذا الملتقى، فاطلعنا على نظرائنا فى هذه الدول وأفكارهم وعاداتهم وتقنياتهم، وألوانهم وأدواتهم».