باحث «اللاهوت الدفاعى»: الأعياد مرتبطة بالعقيدة وتغييرها يسبب ارتباكاً

باحث «اللاهوت الدفاعى»: الأعياد مرتبطة بالعقيدة وتغييرها يسبب ارتباكاً
- احتفال بعيد الميلاد
- الأنبا بيشوى
- البابا تواضروس
- البابا شنودة الثالث
- البابا كيرلس
- التقويم القبطى
- توحيد الأعياد
- احتفال بعيد الميلاد
- الأنبا بيشوى
- البابا تواضروس
- البابا شنودة الثالث
- البابا كيرلس
- التقويم القبطى
- توحيد الأعياد
أكد الباحث فى اللاهوت الدفاعى بأسقفية الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مينا أسعد، أن الأعياد مرتبطة بالعقيدة وأن تغيير مواعيدها بشكل عشوائى سيسبب ارتباكات خطيرة، مشيراً إلى أن بحث «ضبط التقويم القبطى» المقدم للمجمع المقدس بالكنيسة تم تفصيله لأجل توحيد العيد مع الكاثوليك فقط.
وفى حوار مع «الوطن»، قال أسعد، الذى يترأس حركة تحمل اسم «حماة الإيمان الأرثوذكسى» توصف بأنها أبرز الحركات القبطية التقليدية، إن التيار التقليدى بالكنيسة هو الأصل وإن على التيار المجدد أن ينتقل لكنيسة أخرى، مشيراً إلى أنهم تربوا على توقير الكهنوت وليسوا من المهاجمين للبابا تواضروس، متهماً من أسماهم بأصحاب الأفكار الشاذة بالمتاجرة باسم البابا، محذراً من أن الوحدة الزائفة بين الكنائس كالبيت المبنى على رمل، ستسقط سريعاً وتولد انشقاقات.. وإلى نص الحوار.
* هل موعد الأعياد فى المسيحية مرتبط بالعقيدة؟
- من ناحية التقويم أياً كان نوعه كعملية حسابية لحركة الشمس أو القمر أو النجوم هو نظام فلكى، يتم احتسابه وفقاً لمتغيرات عدة يدرسها علماء الفلك، وهو أمر فى مجمله ليس مرتبطاً بالعقيدة، لكن الأعياد هى التى حسب الفكر الأرثوذكسى مرتبطة مباشرة بالعقيدة، فتندرج الأعياد تحت مسمى اللاهوت الطقسى، فالعيد هو إعلان عن عقيدة وفكر، ليس مجرد احتفال مجرد أو لحظات فرح، وتحديد الأعياد ومواعيدها فى الكنيسة الأرثوذكسية يتم بنظام تقويمى يشير إلى العقيدة، وموجود فى القوانين الكنسية نصاً، فمثلاً عيد ميلاد المسيح يأتى بعد 275 يوماً بالتحديد من عيد بشارة السيدة العذراء بالحمل، فيكون رمزاً لكمال حمل العذراء مريم بالمسيح، ففترة 275 يوماً هى الفترة النموذجية والأصلية لفترة الحمل، وأى تغيير فى المواعيد بشكل عشوائى سيسبب ارتباكات خطيرة فى النظام الطقسى.
أسعد لـ«الوطن»: الوحدة الزائفة ستسقط سريعاً وتولد انشقاقات
* ما موقف الكنيسة من تغيير مواعيد الأعياد؟
- فى العقود الأخيرة، وفى عهد البابا يوساب، والبابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، رفضت الكنيسة تماماً تغيير مواعيد احتفالاتها بالعيد، لأن المواعيد حسب التقويم القبطى محددة فى التقليد الكنسى، وقد صدرت الكثير من البيانات والمقالات من الآباء البطاركة تنفى تماماً وتحذر من تغيير مواعيد الأعياد.
* هناك بحث جديد مقدم للمجمع المقدس يثبت وجود خطأ فى التقويم القبطى ويطالب بتعديله، ما رأيك؟
- البحث ليس جديداً، كما أن الفكرة فى الأصل تناولتها بضعة كتاب، وبعض الدارسين يؤكدون على عرضها على البابوات ورفضها تماماً، كما أن البحث المذكور احتوى أخطاء علمية فادحة، رد عليها الكثيرون ومنهم أنا وأثبتنا فقدان البحث للإشكالية وعدم جدواها، واعتماد صاحب البحث على معلومات غير دقيقة فلكياً، ولم ينظر إلى ارتباطات التقويم القبطى بأمور متعددة.
والأهم لو افترضنا مجازاً أن هناك خطأ فى التقويم القبطى كما يقال لوجدنا أن النتيجة ليست حذف 13 يوماً من التقويم بل أكثر قليلاً، ما يعنى أن البحث تم تفصيله لأجل العيد مع الكاثوليك فقط.
أصحاب الأفكار الشاذة يتاجرون باسم البابا ونحن لسنا مهاجميه وتربينا على توقير الكهنوت
* يرى البعض أن توحيد موعد الأعياد أمر هام لراحة الأقباط بالمهجر؟
- التعميم على الأقباط بالغرب خطأ، لأنه لم يعتمد على إحصائيات أو استطلاعات رأى أو مراكز بحثية، بدليل رفض أقباط كندا قبل سنوات حينما استطلع البابا تواضروس رأيهم فى تغيير موعد عيد الميلاد ليوم 25 ديسمبر، ومن هنا نجد أن التعميم خطأ يسقط أية ورقة بحثية، وإن افترضنا جدلاً أن هناك بالفعل حالة من عدم الارتياح عند البعض بسبب موعد العيد، فيمكننا أيضاً أن نكتشف ذات الحالة فى الأعياد التى تحتفل بها الكنيسة الأرثوذكسية ولا يحتفل بها الغرب، فهل «نريحهم» من خلال إلغائها؟! وهناك بالتأكيد حالات من عدم الارتياح لدى البعض نتيجة لكثرة الأصوام، فهل نريحهم بإلغائها؟ وأريد أن ألفت الانتباه أن الوظيفة الأولى للخدام ليست التنازل لأجل عدم الراحة من البعض، ولكن الأساس هو التمرين على تقبل اختلاف كنيستنا عن أوضاع العالم، هذا هو دورنا.
* هل يحق للكنيسة تغيير التقويم القبطى؟
- التقويم القبطى ليس قاصراً على الكنيسة فقط بل هو ملك لكل المصريين، بل أتجرأ وأقول إنه تراث ملك للبشرية كلها، لأن هذه العلوم تدرس وتجرى عليها أبحاث ودراسات فى الكثير من جامعات العالم، كما أن هذا التقويم مرتبط بالمواسم الزراعية ومناخ مصر، ومن هنا تكمن خطورة أى تعديلات فى هذا التقويم.
* هل هناك كنائس أو طوائف أخرى ترفض أو تقبل تغيير تواريخ الأعياد؟
- حدث منذ فترة أن حاول البعض فى الكنيسة البلغارية أن ينتقل للاحتفال مع الكاثوليك بالتقويم الغريغورى، وقد أدى هذا إلى انشقاقات.
التيار التقليدى بالكنيسة هو الأصل وعلى المحدثين الانتقال بتيارهم لكنيسة أخرى
* لكن الأنبا بيشوى الملقب من التيار التقليدى بعلامة لاهوت القرن العشرين تقدم ببحث لتوحيد موعد عيد القيامة فهل فى بحثه أخطاء أيضاً؟
- قرأت بتدقيق بحث الأنبا بيشوى، ولا وجه لمقارنته ببحث القمص يوحنا نصيف لضبط التقويم القبطى، فبينما الأخير يدعو للتنازل عن تقويمنا، فإن دراسة الأنبا بيشوى ارتكزت على تطبيق قواعد الاحتساب القبطى للأعياد، ودعوة الكنائس والطوائف الأخرى للاحتفال معنا فى موعد تم تحديده قبطياً، وكان هذا الموعد بين الأسبوع الثالث أو الرابع من أبريل، ومع مراجعة البحث سيكون الأسبوع الرابع من أبريل أو الأول من مايو، إذن الأنبا بيشوى كان يستخدم حق كنيسة الإسكندرية، والمذكور بالقوانين أن تكون هى مسئولة عن تحديد مواعيد العيد، وقد تم إرسال هذا البحث للكنائس والطوائف ونتمنى أن يقبلوه، أما أن يتغير الموعد المقترح فى البحث بصيغته النهائية ويكون مثلاً الأسبوع الثانى من أبريل مخالفاً لتطبيق الحساب القبطى ويتم الادعاء أنه بحث للأنبا بيشوى، فهذا أمر غير مقبول.
* يتردد أن التيار التقليدى بالكنيسة استغلوا فرصة فتح موضوع الأعياد للهجوم على البابا تواضروس؟
- التقليدية ليست تياراً فى الكنيسة بل هى الأصل، لأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كنيسة تقليدية متمسكة بخط واحد، ومن يريد أن يحدّث فله أن ينتقل هو لكنيسة أخرى بتياره إن كانت لا تعجبه الأرثوذكسية، كما أتحفظ بشدة على إقحام اسم قداسة البابا فى كل موضوع علمى يثار للنقاش، فما إن يخرج أحدهم بفكرة غريبة شاذة ونبدأ بالرد عليه نجدهم يقولون علينا: مهاجمى قداسة البابا، وهذا أسلوب معروف بالمغالطة الكلامية الذى يؤكد أن أصحاب تلك الأفكار الشاذة لا يملكون لها إثباتاً ولا يقدرون على الحوار أو النقاش، فيجب أن ننأى باسم قداسة البابا عن هذه الأمور، ويكفى هؤلاء الاتجار به، ولا بد أن يتذكر الجميع أن الكنيسة التقليدية وأبناءها هم الذين تربوا على توقير الكهنوت الذى لآبائنا، بينما المحدثون والمستنيرون والعلمانيون هم من هاجموا الكهنوت بالتطاول، ويدعون الآن أننا نهاجم البابا، صدق القائل «رمتنى بدائها وانسلت».
* يستند مؤيدو توحيد الأعياد إلى أن عيد الميلاد على سبيل المثال لم يكن يحتفل به فى الكنيسة الأولى بل أول احتفال له كان فى القرن الرابع وبالتالى فهو إذاً مستحدث فى كينونته؟
- المعلومة المبنى عليها الافتراض خاطئة، فبالرجوع لقوانين رسل المسيح المتداولة من القرن الثانى والمدونة فى الثالث، نجد أنهم أشاروا للاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم القبطى، فيقولون إن موعده «يكون فى اليوم 29 من الشهر الرابع القبطى (كيهك) الموافق لليوم 25 من الشهر العبرى وهو (كسلو)، ولكن بسبب أنه فى فجر المسيحية كان الاضطهاد على أشده ولم يجد المسيحيون الأوائل فرصة لالتقاط أنفاسهم فتأخر ظهور الاحتفال لحين انتهاء عصر الاضطهاد، وأول من احتفل بالميلاد فى الكتاب المقدس كان الملائكة عندما ظهرت للرعاة قائلة المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، ثم توجه الرعاة للاحتفال بالمولود، ومن بعدهم بأكثر من عام وقليل احتفل بميلاد المسيح أيضاً المجوس، مقدمين له هدايا «ذهب ولبان ومر».
* كيف تكون إذن وحدة الكنائس؟
- الوحدة الزائفة كالبيت المبنى على رمل ستسقط سريعاً، وتولد انشقاقات، لذا فلكى تتحقق وحدة حقيقية لا بد من إنهاء الحوار اللاهوتى أولاً، مع وضع أولويات لأمور النقاش، وعودة الكنائس المنشقة إلى ما قبل عهد الانشقاق، دون هذه الإجراءات وتكوين الوحدة بأساس سليم لن نتوحد أبداً.