الأعياد المسيحية.. حلم «الوحدة» يتحدى «المستحيل»

الأعياد المسيحية.. حلم «الوحدة» يتحدى «المستحيل»
- أسقف مغاغة
- أقباط الداخل
- أقباط المهجر
- الأنبا بيشوى
- الاحتفال بعيد الميلاد
- البابا تواضروس الثانى
- أسقف مغاغة
- أقباط الداخل
- أقباط المهجر
- الأنبا بيشوى
- الاحتفال بعيد الميلاد
- البابا تواضروس الثانى
«كنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية»، هكذا يؤمن الأقباط ويصلون بقانون الإيمان كل صباح ومساء، يتوقون للوحدة، ويحلمون باليوم الذى يصيرون كنيسة واحدة كما كانت فى الأيام الأولى للمسيح، قبل أن تدب الخلافات ويحدث الانشقاق الكبير عقب المجامع المسكونية التى عقدت فى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
وأمام الرغبة المسيحية فى الوحدة، رضخت الكنائس وشكلت لجاناً للحوار اللاهوتى لبحث الخلافات وتلافى أسباب الانشقاق للوصول للوحدة الكاملة، ولكن لأسباب كثيرة فشل الحوار فى تجاوز الخلافات.
ورغم كل هذا يزخر التاريخ الكنسى بمحاولات لقادة كبار من الكنيسة فى الوصول للوحدة وتقديم المحبة بقلوب منفتحة وعقول متسعة، وكان من هؤلاء البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذى واجهت محاولته لتوحيد سر «المعمودية» وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة بين الأرثوذكس والكاثوليك، مقاومة تيار كبير من رجال الكنيسة بالداخل رفضوا هذا التوجه، لكن الرجل الذى يؤمن بأن «المحبة لا تسقط أبداً»، ذهب ليطلق دعوة بين كل الكنائس لتوحيد موعد «عيد القيامة» كخطوة أولى بين الطوائف تليها خطوات أخرى فى مشوار الوحدة، بالإضافة إلى إعلانه دراسة السماح لأقباط المهجر بالاحتفال بعيد «الميلاد» فى 25 ديسمبر بدلاً من 7 يناير كما يحتفل أقباط الداخل، فى خطوة للتخفيف عنهم كون أن «مواعيد الأعياد مرتبطة بالتقويم وليس بالعقيدة»، إلا أن اقتراحَى البابا واجها رفضاً من التيار التقليدى بالكنيسة، باستثناء نفر قليل وقف معه فى دعواه ليقوم كاهن قبطى بطرح بحث على المجمع المقدس يكشف خطأ التقويم القبطى ويدعو لضبطه، الأمر الذى سيوحد الأعياد تلقائياً.
«الوطن» تفتح هذا الملف قبل يوم من اجتماع المجمع المقدس السنوى المقرر غدا بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون برئاسة البابا تواضروس.
مؤيدون: ليس له علاقة بالعقيدة.. ورافضون: خطر عظيم والبسطاء سيقولون إننا بِعنا الكنيسة للغرب
حالة من الجدل أثارتها تصريحات البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال زيارته الأخيرة إلى ألمانيا، التى أعلن خلالها عن أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سيناقش فكرة أن يتم السماح لأقباط المهجر بالاحتفال بعيد الميلاد طبقاً للتقويم الغربى يوم 25 ديسمبر، بجانب الاحتفال يوم 7 يناير طبقاً للتقويم الشرقى، وأن الأمر سيطرح للمناقشة داخل المجمع للتوصل لفكرة لتطبيقها حول هذا الأمر.
تصريحات البابا التى لم تكن الأولى حول توحيد الأعياد المسيحية، قوبلت بعاصفة بين الأقباط طفت على مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد ومعارض لها، حتى خرج البابا بنفسه فى لقاء تليفزيونى على إحدى القنوات الكنسية الفضائية، ليعلن أن مسألة الأعياد هى مسألة مرتبطة بالتقويم وليست مسألة مرتبطة بالعقيدة أو اللاهوت، قائلاً: «هى مرتبطة بتحديد التاريخ، فهناك التقويم القبطى غير التقويم الغربى، وفى مصر نحتفل يوم 7 يناير وهو إجازة رسمية من الدولة لكن عندما هاجر أولادنا وهذه عملية لم تكن فى الحسبان أصبحوا أقلية فى المجتمعات وهذا سبّب قلقاً للجيلين الثانى والثالث، وهذا أمر نريد دراسته فى المجمع المقدس لنرى ما يمكن فعله لنساعد أولادنا على التأقلم فى حياتهم، فالأعياد مرتبطة أولاً وأخيراً بالتقويم الذى نستخدمه، مثال قياس درجات الحرارة يكون بنظامين فهرنهيت وسيلسيوس، فالحرارة الـ37 يمكن أن تقابل 99 فهرنهيت، كالكيلومتر والميل والاثنان صح».
«تواضروس»: ندرس توحيد «الميلاد» فى المهجر فقط و«القيامة» نبحثها مع الكنائس الأخرى.. «كيرلس»: أمينون على ما تسلمناه من القديسين وما قررته المجامع المقدسة
لم يكن سعى البابا تواضروس لتوحيد عيد الميلاد بالنسبة لأقباط المهجر، وليد الفترة الحالية بل كان يشغله منذ تجليسه على الكرسى البابوى، إلا أنه لم يتخذ خطوات عملية إلا فى فكرة توحيد عيد القيامة بين الكنائس، إذ طرح فى 2014 خلال زيارته لكندا وقتها، استبياناً حول أن يحتفل الأقباط فى المهجر بعيد الميلاد مع إخوتهم المسيحيين الغربيين فى 25 ديسمبر بدلاً من 7 يناير، وفى مفاجأة أيضاً رفض الكثير هناك ذلك الأمر.
وفى تصريحات له عام 2015 خلال زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة، قال البابا تواضروس، خلال لقائه مع أقباط كنائس منطقة سياتل الأمريكية، إن الكنيسة الأرثوذكسية تقدمت باقتراح لكنائس العالم الأخرى بتوحيد عيد القيامة، لافتاً إلى أنه فى حال التوصل لاتفاق حوله سيتم بحث إمكانية توحيد عيد الميلاد.
وقبل أن يعود البابا ويؤكد خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة فى 2018، أن فكرة توحيد عيد الميلاد قائمة بالنسبة لأقباط المهجر وليست قائمة بالنسبة لمصر، قائلاً رداً على هذا السؤال خلال لقائه مع أقباط كنيسة مار مرقس الرسول بويست هنريتا، فى مدينة روتشستر، بولاية نيويورك: «عندكم الفكرة قائمة لكن فى مصر طبعاً لا، والاختلاف يكون مثلاً فى وحدة قياس الحرارة، فى أمريكا فهرنهيت وعندنا 37 تقابل هنا 98 تقريباً، أقصد اختلاف التقاويم، وفى مصر أنا شخصياً بعيد على الطوائف الثانية فى يوم 25 ديسمبر».
وأضاف البابا فى ذلك الوقت: «هناك من يسألوننا هو المسيح اتولد 25 ديسمبر ولا 7 يناير وإجابتنا هى المسيح مش بنعمل له يوم واحد لعيد ميلاده ولكن بنعمل له فترة من 25 ديسمبر إلى 7 يناير، وفعلياً لا توجد جهود تخص توحيد عيد الميلاد وقد تم طرح الموضوع سابقاً فى المجمع المقدس فى كنيستنا، ولكن لم نأخذ فيه قراراً لاختلاف الأصوات».
وتابع: «الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحاول توحيد عيد القيامة مع الكنيسة الغربية»، مشيراً إلى أن الكنائس الشرقية تتفق كل 4 سنوات مع الكنائس الغربية فى موعد عيد القيامة تلقائياً.
وأردف البابا: «كنا اقترحنا أن يكون الموعد الموحد لعيد القيامة فى الأحد الثالث من شهر أبريل، وهناك أصوات ترى أن يكون فى الأحد الثانى لكننا ننتظر إجماع كل الكنائس، وفعلاً نحن قدمنا لكنائس كثيرة فى العالم ودعوناهم لبحث الموضوع، لأن حركة الناس وهجرتهم جعلت كنائس كثيرة غير متفقة على مواعيد الأعياد وتختلف التقاويم، ولكن حتى الآن لا توجد خطوة رسمية حول هذا الأمر».
الأنبا بيشوى فى دراسة توحيد القيامة: التاريخ الأقرب هو الأحد الثالث من أبريل كل عام
وكان البابا قد كلف الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ الراحل بإعداد دراسة حول إمكانية توحيد عيد القيامة، وهى ما خلص بها المطران السابق، وأرسلت إلى جميع كنائس العالم، والتى استندت إلى القوانين الرسولية، وكتابات ثيئوفيلس القيصرى (180م)، وهيبوليتس (225م)، القانون الرسولى (تم تجميعه 390م)، مجمع نيقية (325م)، وفى كتاب هيفيلى عن تاريخ مجامع الكنيسة (1894م) المجلد الأول (صفحات 298-324)، و«قاموس العقائد المسيحية الأولى» (صفحات 500، 547).
وكشفت تلك الدراسة وقتها أن التقليد الكنسى كان يتجه إلى أن يتحاشى المسيحيون التعييد مع عيد الفصح عند اليهود وأوكل فى مجمع نيقية المسكونى 325م إلى كنيسة الإسكندرية تحديد موعد عيد الفصح، وكانت الكنيسة تقاوم فى العصر الرسولى وما بعده تيارات التهوُّد فى المسيحية، مشيرة إلى أنه بعد مجمع نيقية (325م) جرت العادة أن يُحتفل بعيد القيامة المسيحى فى يوم الأحد التالى مباشرة لكمال القمر الذى يقع فى الاعتدال الربيعى يوم 21 مارس أو الذى يقع بعده.
ولفتت الدراسة إلى أنه حالياً لم يعد هناك خطر من تيار التهود فى المسيحية الذى قاومه الآباء فى القرون الأولى، ولا يعنى المسيحيين موعد فصح اليهود فى شىء، كما لا ينبغى ربط عيد القيامة بالاعتدال الربيعى.
وقال الأنبا بيشوى فى دراسته: «نظراً لتغيير موعد عيد الفصح كل عام واختلاف موعده بين الكنائس المسيحية وهذا الأمر يسبب ارتباكاً كبيراً لأن عيد القيامة ليس له تاريخ ثابت عند المسيحيين فى العالم، ويتراوح تاريخ عيد القيامة حسب تقويم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ما بين 4 أبريل و5 مايو، ومتوسط ذلك هو 20 أبريل، وهو الأحد الثالث من شهر أبريل ويكون هذا التاريخ هو أقرب تاريخ إلى متوسط تاريخ عيد الفصح، ونقترح أن يتم توحيد عيد القيامة بين جميع الكنائس المسيحية ليكون فى هذا التاريخ المذكور».
ورغم إرسال تلك الدراسة إلى الكنائس إلا أنه لم يتم التوافق عليها، وأعلنت الكنيسة الكاثوليكية ترحيبها بالفكرة من حيث المبدأ فى 2015 إلا أن القرار النهائى يأتى بعد دراسة مستفيضة مع الكنائس الأخرى.
كاهن يتقدم ببحث للمجمع المقدس لتوحيد عيد الميلاد ليكون 25 ديسمبر بدلاً من 7 يناير
وتقدم القمص يوحنا نصيف راعى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية الذى يخدم حالياً بكنيسة السيدة العذراء بولاية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، ببحث إلى البابا تواضروس، والمجمع المقدس للكنيسة، يطرح فيه فكرة توحيد موعد الاحتفال بعيد الميلاد، عبر «ضبط التقويم القبطى» باقتطاع 13 يوماً من السنة القبطيّة فى أحد الشهور التى لا توجد بها أعياد سيدية مثل شهر بابه، وهو الأمر الذى سيوحد بشكل تلقائى موعد الاحتفال بعيد الميلاد، ويعود 29 كيهك ليوافق 25 ديسمبر كما كان حادثاً قبل عام 1582م، والذى تغير عندما تمّ ضبط التقويم الغربى، حيث إن التغيير حدث مع تقدّم العِلم واكتشاف أنّ الأرض تكمل دورتها حول الشمس فى مدّة أقلّ من المحسوبة، أى فى مدّة أقل من 365 يوماً وستّ ساعات، فبحسب العلماء هذه المدّة بدقّة فوجدوها 11 دقيقة و14 ثانية.
وأوضح الكاهن فى بحثه، أن السنة أصبحت أقصر ممّا كان يُحتسَب من قبل، فوصل الفارق بين التقويمين حالياً إلى 13 يوماً وأكثر من سبع ساعات، ويزداد الفارق كل سنة 11 دقيقة و14 ثانية، مِمّا يعنى أن كل حوالى 128 سنة يزداد الفارق يوماً كاملاً، بل وبعد سبعة آلاف عام من الآن سيصل الفارق إلى حوالى 68 يوماً، أى سيكون عيد الميلاد «29 كيهك» موافقاً 3 مارس، وصوم الميلاد سيبدأ فى أواخر يناير، وسيأتى عيد الغطاس فى الصوم الكبير وغالباً عيد الميلاد أيضاً، وستكون مدة صوم الرسل بين 75 و100 يوم، وسيأتى عيد النيروز فى نوفمبر.
وأكد القمص يوحنا، أن ضبط التقويم القبطى ليس له صِلة بالعقيدة ولن يغيِّر من أى طقس كنسى، رافضاً فى نفس الوقت أن تحتفل الكنيسة فى المهجر بعيد الميلاد فى 25 ديسمبر والكنيسة فى مصر تظل على يوم 7 يناير لأن هذا سيقسم الكنيسة بعد سنوات قليلة.
ولم يكن اقتراح القمص يوحنا نصيف الأول فى الكنيسة خلال السنوات الماضية، إذ سبق واقترح الأمر الراهب القمص فيلبس الأنبا بيشوى عام 2002، والباحث القبطى نجيب بولس فى أربعينات القرن الماضى.
على الجهة الأخرى، استند المعارضون لفكرة توحيد الأعياد إلى قرارات وآراء البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، فالأول صدر فى عهده بيان من البطريركية حمل توقيع القمص ميخائيل عبدالمسيح وكيل عام البطريركية فى ذلك الوقت، يؤكد خلاله تمسك الكنيسة بقرار المجمع المقدس الصادر بتاريخ 5 مارس 1960 باحتفاظ الكنيسة بتراثها الخالد القويم وأنها «أمينة على ما تسلمته من الآباء القديسين السابقين ومحافظة على ما قررته المجامع المقدسة»، وأن تواريخ الأعياد وتقويمها هى كما هى بترتيبها الزمنى كما وضعه آباء الكنيسة الأولون بدون تغيير أو تبديل أو مساس به.
فيما أكد البابا شنودة حينما كان يشغل منصب أسقف المعاهد الدينية والتربية الكنسية بالكنيسة، أن توحيد الأعياد هو خطر عظيم إن لم يسبقه توحيد العقيدة، قائلاً: «إن الوحدة المسيحية لا يصح أن تكون وحدة مظهرية أو شكلية وإنما يجب أن تكون وحدة فى الإيمان والعقيدة، والكاثوليك اهتموا بالشكل الخارجى فقط واهتموا بأن يكونوا مثل الأرثوذكس فى الألحان واللغة القبطية والقربان.. حتى يتوهم الناس أنه لا فرق بيننا وبينهم وهكذا يضمون إليهم البسطاء الذين يتوهمون أن الوحدة قد تمت».
وأضاف البابا شنودة: «بقيت الأعياد، لذلك هم يجاهدون أن يتحدوا معنا فى موعد العيد حتى يقولوا للناس وماذا بقى بعد؟ لقد صرنا واحداً، وهذا خطر عظيم ننبه إليه ويجب فى مسائل الوحدة البدء بالخلافات الإيمانية وبحث الفروق اللاهوتية والعقيدية أولاً، أما مسألة الأعياد فتأتى أخيراً جداً، إنها حالياً مسألة مظهرية لا علاقة لها بخلاص النفس».
كما تداولت الصفحات المعارضة لتوحيد الأعياد المسيحية، مقطع فيديو للأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس السابق، والذى أشار إلى رفضه فكرة توحيد عيدى الميلاد والقيامة بين الكنائس، قائلاً: «ما تسلمناه يجب تسليمه، وتوقيتاتنا دقيقة، فعيد القيامة حسب توقيتنا يخرج نور من القبر المقدس بكنيسة القيامة، وعيد الميلاد فى الغرب لا يوجد فيه المسيح وإنما يعتبرونه احتفالاً بالكريسماس»، مضيفاً: «الناس بتطلع وتهجص وتاخد إجازة طويلة لكن المعنى فى كنيستنا، خلى الأولاد يهيصوا فى 25 ديسمبر ويحتفلوا فى 7 يناير، وكيف سيكون رد الأرياف فى مصر على تلك الخطوة هيقولوا غيّرنا ولا بِعنا الكنيسة للغرب والكاثوليك، كما سيستغل أعداء الكنيسة ذلك بالقول إن الأرثوذكس على خطأ»، وأشار الأسقف إلى أنه لا يجب أن يتم الذوبان فى الغرب، ويمكن حل ذلك بالمطالبة بأن يكون يوم 7 يناير إجازة رسمية للأقباط فى أمريكا وكندا على سبيل المثال.
كما أعد الأنبا أغاثون أسقف مغاغة، بحثًا للرد على مقترح توحيد الأعياد، قائلا إن التوحيد يجب أن يكون من خلال الإيمان الواحد اولا،وذلك لم يحدث خاصة عند انقسام الكنيسة بعام 451 م، من خلال مجمع خلقدونية وحتى الان،وأصبحت اعيادنا مختلفة عن الكنائس الغربية في موعدها، حيث تحتفل الكنائس الارثوذكسية في موعد أخر غير الكاثوليكية منذ ذلك الوقت.
وتابع قائلاُ: "اذا تحدثنا عن توحيد موعد الاعياد علينا أن نتجه الى حوار لاهوتي مع الكنائس التي تريد الحوار معنا، وذلك من خلال لجان المجمع المقدس الذي يترأسها البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لدعم وحدانية الايمان واذا لم يحدث ذلك الأمر تظل كل كنيسة على وضعها بمواعيد أعيادها".
وأوضح أنه لا تصلح الوحدة بالأعياد قبل الوحدة بالايمان لأن الأعياد جانب من التقليد المقدس المسلم للكنيسة منذ ابائنا القديسين ولايجوز المساس بالأعياد سواء بالتعديل او بالتغيير لانه تقليد مقدس ثابت، حيث تحدث بولس الرسول بهذا الشأن قائلًا "اثبتوا اذن ايها الاخوة وتمسكوا بالتقاليد التي تعلمتموها سواء بالكلام او برسالتنا".
وأشار إلى أن هذا التوحيد قد يؤدي إلى انقسام داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويمثل خطورة بالغة على وحدة الكنيسة وسلامتها، وقد يعتقد البعض ان هذه الخطوة هي وحدة كاملة مع الكنائس الأخرى مؤكدًا أن الاعياد المسيحية مرتبطة بالتقويم القبطي الذي هو امتداد للتقويم المصري القديم.