تقارب العلاقات الروسية- الصينية.. دفعة ضد الضغوط الأمريكية

تقارب العلاقات الروسية- الصينية.. دفعة ضد الضغوط الأمريكية
بدأت العلاقات الصينية- الروسية تتطور خلال الفترة الأخيرة وتشهد حقبة جديدة من الصداقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، واتضح ذلك خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج لروسيا في يونيو.
ويأتي هذا التعاون في ظل تعاظم المصالح المشتركة بين الجانبين فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية التى تفرض عقوبات اقتصادية على روسيا وتخوض حربا تجارية مع الصين، ما يثير تكهنات حول إمكانية تغلب الصين بذلك التعاون على الحرب الأمريكية التي بدأت في يونيو الماضي.
"الحرب التجارية على الصين هي جزء من حرب أمريكا التجارية التي وجههتها من قبل للمكسيك وفرنسا وألمانيا في قمة مجموعة الـ8 سابقاً، وأيضاً غيَّرت الاتفاقيات التجارية مع كندا" هكذا بدأ المتخصص في الشأن الصيني سامي القمحاوي حديثه لـ"الوطن"، عن طبيعة الحرب التجارية التي بدأتها أمريكا في الفترة الأخيرة على عدد من الدول، لافتاً إلى أهمية الاقتصاد الصيني والأمريكي على مستوى العالم حيث يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين الـ700 مليون دولار.
وعن تعزيز العلاقات والتقارب بين روسيا والصين خلال الفترة الأخيرة، قال "القمحاوي": "هذا التقارب والتعاون الروسي الصيني مهم جدا في وجه الضغط الأمريكي ويعزز موقفها أمام أمريكا لما لهم من اقتصاد ضخم على المستوى العالمي"، مؤكداً أهمية الاتفاقية التي تم توقيعها بين شركة هواوي الصينية والجانب الروسي لإنشاء شبكة الجيل الخامس في روسيا؛ ما يمثل دفعة قوية للصين في مواجهة الإدارة الأمريكية التي تحث دول العالم على مقاطعة الشركات الصينية، كما أشار إلى أن خفض التوتر بين أمريكا والصين يتطلب فتح آفاق للنقاش بين كلا الطرفين قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس الصيني والأمريكي على في قمة دول العشرين التي ستعقد في نهاية الشهر الجاري في اليابان، ويضيف: "الحرب التجارية تضر كلا الطرفين خاصة أن البضائع الصينية تهيمن على الأسواق العالمية، ولذلك رغم فشل المفاوضات السابقة، فإن كلا الطرفين سيسعيان لحل يقلل من حدة الأزمة بينهما".
ويمرّ البلدان، لأسباب شتى، بفترة توتر قوي مع الولايات المتحدة، فالعلاقات الروسية - الأمريكية متزعزعة على خلفية اتهامات التدخل فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، وكذلك بسبب خلافات أخرى عديدة، من بينها الخلاف حول نزع السلاح، وتتواجه من جهتهما بكين وواشنطن في حرب تجارية لا يبدو أن لها نهاية، إذ أعلن الرئيس الأمريكي تعثر المفاوضات وقرر زيادة التعريفات على المنتجات الصينية إلى 25% بقيمة 200 مليار دولار، لترد عليها وزارة التجارة الصينية بالمثل بزيادة التعريفة الجمركية بقيمة 60 مليار دولار، وتزامن ذلك مع قرار الإدارة الأمريكية بمنع شركة هواوي من تطوير شبكة الجيل الخامس داخل حدودها ووضع مكتب الصناعة والأمن التابع لوزارة التجارة الأمريكية الشركات التابعة لهواوي على "قائمة الكيانات المحظورة"، في خطوة تمنع شركة الاتصالات الصينية من الحصول على مكونات وتكنولوجيا من شركات أمريكية دون موافقة مسبقة من الحكومة، رغم تأكيدات الشركة المستمرة بعدم صحة تلك التخوفات الأمريكية.