مزاد لبيع البطيخ على أنغام المزمار برعاية «معلمين المحلة»

مزاد لبيع البطيخ على أنغام المزمار برعاية «معلمين المحلة»
يقف وسط أكوام البطيخ المتراصة أمامه، وحوله الباعة متأهبين لبدء المزاد، يرفع وليد عمر صوته عالياً، يوجه عصاه التى لا تفارق يده نحو الناس لالتزام الهدوء. لحظات ويردد مقولته الافتتاحية: «منورين، فاتحة للنبى، فاتحة للحبيب محمد واللى يصلى على النبى يكسب، سبحان الملك وربنا يكفينا شر من لا نطيق شره وشر شياطين الأسواق»، ثم يبدأ مزاد البطيخ على أنغام المزمار.
فى الطريق الدائرى بالمحلة الكبرى، يبدأ مزاد البطيخ يومياً فى الصباح الباكر، شحنات كبيرة تصل إلى مئات الكيلوجرامات، يتنافس عليها عدد كبير من التجار، ويستمر المزاد لمدة ساعة ونصف تقريباً، فى جو أشبه بالفرح الشعبى، حيث تنطلق أنغام المزمار بعد الانتهاء من المزاد.
يعمل «وليد» فى هذا المجال منذ أن كان عمره 5 سنوات: «دى مهنتنا من سنة 1913، وارثها من رابع جد». تعلم الرجل الأربعينى من والده الأمانة وعدم الغش: «زمان سنة 1979 كان المزاد بيبدأ من قرشين صاغ». تعلم أيضاً عدم مخالفة ضميره وإرساء المزاد على من يستحقه: «كل واحد وضميره، ساعات المزاد يرسى على 13 جنيه ونص للكيلو، والتجار يبيعوه بـ25 جنيه، هنا بقول كل واحد بضميره، والتاجر اللى يغش ويخالف ضميره ويشتغل بالأونطة الناس مش هتروح له تانى».
هذه المرة بدأ المزاد بـ11٫5 جنيه، ورسا على 13٫5، وفى أحيان أخرى يصل إلى 20 جنيهاً، يختلف الأمر بحسب المنافسة والشارى والجودة: «طول ما أنا مع ربنا قلبى مطمن وبستعيذ بالله من الشيطان، الشغلانة حلوة، لكن الناس واخدة فكرة عن معلمين البطيخ إنهم جهلة، لا بالعكس إحنا متعلمين وولادنا خريجين كليات».