في ذكرى التنحي.. خبير لغة جسد: "عبد الناصر" لم يُظهر انفعالات كثيرة

كتب: سمر صالح

في ذكرى التنحي.. خبير لغة جسد: "عبد الناصر" لم يُظهر انفعالات كثيرة

في ذكرى التنحي.. خبير لغة جسد: "عبد الناصر" لم يُظهر انفعالات كثيرة

"لقد قررت أن أتنحى تماما عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي كأي مواطن آخر"، كان ذلك جزءا من نص خطاب التنحي للرئيس جمال عبد الناصر عام 1967 أكد خلاله للشعب أنه على استعداد لتحمل مسؤولية ما حدث خلال العدوان الثلاثي والنكسة، مطالبا الجماهير بمساعدته على القرار الذي اتخذه، فخرج الشعب في مظاهرات عارمة ملأت شوارع القاهرة، تطالبة بعدم التنحي وتؤكد تجديد ثقتها فيه كقائد ورئيس للدولة المصرية.

رغد السعيد: نبرة صوت الزعيم عبدالناصر في خطاب التنحي بخلاف التنهيدات التي عكست الألم الداخلي فإنها أكدت على تحمله المسؤولية

اثنان وخمسون عاما على خطاب التنحي الذي أحدث ثورة في شوارع القاهرة، ولا تزال الذكرى محفورة في عقول الكثير، فالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عرف بأنه ذو شخصية "بصرية" أفكارها حاضرة المفردات دائما، ورغم اعتياده في خطاباته أخذ الثقة والقوة والطاقة من الشعب، ففي خطابات كثيرة له يكون أمامه عدد كبير من الأشخاص وتزداد نبرة صوته حدة وعلو، إلا أن خطاب التنحي الأخير الذي كان مقروءًا لم يظهر فيه حركات كثيرة للجسد وإنما عكس حجم الألم بداخله، في ذلك الوقت، من خلال التنهيدات المتكررة أثناء إلقاء الخطاب، وفقا للدكتورة رغد السعيد، خبيرة لغة الجسد والتحليل النفسي.

الزعيم الراحل عبد الناصر ذو كاريزما القيادة والقوة، ظهر في خطاب التنحي هادئًا جداً ولم تظهر فيه انفعالات إلا أنه وصل معناه بسهولة لجموع الشعب، وحسب حديث السعيد لـ"الوطن" فإن نبرة صوت الزعيم في خطاب التنحي بخلاف التنهيدات التي عكست الألم الداخلي فإنها أكدت على تحمله المسؤولية من خلال مفردات التأكيد على اتخاذ القرارات واعترافه بالخطأ واتسقت مع زعامته ومواقفه الرجولية التي اعتادها الشعب.

إلى جانب ما سبق، اعتمد "ناصر" في خطاب التنحي على مخاطبة وجدان الشعب رغم حديثه عن السياسة إلا أنه استخدم كلمات تؤكد عودته وسط جموع الجماهير وارتكز على مظلة القومية العربية باعتبارها كلمة السر في قوته وأحد أسرار زعامته، حسب قول السعيد.


مواضيع متعلقة