وزير الأوقاف للمصابين بفتور العبادة بعد رمضان: لا تعلمون متى الأجل

كتب: سعيد حجازي وعبد الوهاب عيسى

وزير الأوقاف للمصابين بفتور العبادة بعد رمضان: لا تعلمون متى الأجل

وزير الأوقاف للمصابين بفتور العبادة بعد رمضان: لا تعلمون متى الأجل

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم، خطبة الجمعة بمسجد "عبدالله مكاوي" بمحافظة الجيزة بعنوان طماذا عن شوال؟".

وفي خطبته، أكد وزير الأوقاف، أنه على المسلم مراقبة الله في كل الأوقات والأحوال والمداومة على الاستقامة، مستشهدا بقوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"، وسأل أحد الصحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: "قُل: آمنتُ بالله ثمَّ استقم".

وأشار إلى أن بعض الناس قد يصيبهم فتور في العبادة بعد رمضان وهم لا يعلمون متى الأجل، والنبي (صلى الله عليه وسلم) قد بين لنا في الحديث: "إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ، لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ".

وأوضح أن الأعمال بالخواتيم، وسُئلت أم المؤمنين عائشة (رضى الله عنها) كَيْفَ كَانَ عَمَلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: "لَا كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ مَا كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَسْتَطِيعُ".

وأكد أنه على العاقل أن يعمل على عمارة الكون وعبادة الله؛ فالإسلام فن صناعة الحياة لا الموت وعليه أن يوازن بين العبادة والعمل، مؤكدا أن من علامات قبول الطاعة أن يُوفق العبد لطاعة بعدها، يقول الحسن البصري: إن من علامات قبول الحسنة الحسنة بعدها قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ".

وأشار إلى أن من علامات قبول الطاعة: "حب الطاعة"، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ".

وأوضح أن الله  فتح لنا بعد رمضان بابًا واسعًا من الفضل، فيقول (صلى الله عليه وسلم): "مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر".

وفي الختام، بين وزير الأوقاف أن الله إذا أحب عبدًا وفقه لعمل صالح ثم قبضه عليه.


مواضيع متعلقة