الساهرون على «كنوز الحضارة»: نشارك فى صياغة «الحلم».. وبذلنا جهداً فى تجميع «القطع المبعثرة» وسنبهر العالم بالعرض التكنولوجى

الساهرون على «كنوز الحضارة»: نشارك فى صياغة «الحلم».. وبذلنا جهداً فى تجميع «القطع المبعثرة» وسنبهر العالم بالعرض التكنولوجى
- أجهزة حديثة
- أرض الواقع
- أنحاء العالم
- الطاقة الكهربائية
- العالم الآخر
- العثور على
- العرض المتحفى
- العصر اليونانى
- القطع الأثرية
- اللون الذهبى
- أجهزة حديثة
- أرض الواقع
- أنحاء العالم
- الطاقة الكهربائية
- العالم الآخر
- العثور على
- العرض المتحفى
- العصر اليونانى
- القطع الأثرية
- اللون الذهبى
مهندسون وأثريون وعمال، لا تتوقف عقولهم وأيديهم عن التفكير والعمل، ووصل الليل بالنهار لإنجاز المستحيل، يضعون على عاتقهم حفظ تاريخ مصر، وتقديم نموذج مُشرف أمام العالم، يجمع بين عراقة الماضى وحداثة التنفيذ.. طلبة ودارسون من كل أنحاء العالم سيكون مقصدهم المتحف المصرى الكبير، فهو الحلم الذى يضع مصر من جديد فى صدارة المشهدين السياحى والثقافى.
«الوطن» تجولت داخل الصرح العملاق، وشاهدت على أرض الواقع حجم الإنجاز الذى تحقق، ودخلت معامل الترميم الممتدة على مساحة 37 ألف متر مربع، حيث يبدأ العمل فى 16 معملاً للأخشاب والزجاج والترميم الدقيق والآثار الثقيلة والأحجار والمومياوات والقطع، بمنتهى الحرص والدقة، ويقف المرممون لإعادة جمع بعض القطع التى بُعثرت أجزاؤها، وصارت كاللغز، وتخص الملك «توت عنخ آمون»، فلم تعرض من قبل، وبالرغم من صغر حجمها، أبى المرمم «محمد مصطفى»، رفع راية الاستسلام، فبحث بين المراجع العالمية والمتاحف الدولية حتى نجح فى العثور على قطعة مشابهة بمتحف «اللوفر» للعبة تتأرجح بين قائمين.
وعلى مقربة يقف «أحمد نجم» بمعمل الترميم الدقيق، يفحص القطعة الأثرية فى محاولة لفك شفرات اللغز من صور المكتشفين المحفوظة فى متحف التحرير، وأخرى تخيلية من صور للمعابد، وبقايا ألوان كادت تُمحى مع الزمن لقطع لا ملامح لها، ووريقات بردى تحوى نصوصاً من كتاب الموتى، وسرداً لعمل الفرعون فى حياته ضمن معتقد أزلى بأنه يقدم عمله لآلهة الحساب، وبفعل الزمن كادت أعماله تذهب مع وريقات البردى، ودروع لم يجد مكتشفوها بُداً من طلائها بطبقة بدائية من الشمع، وضعت على خلفية من الجلد، فتلاشى اللون الذهبى للدرع، وتحول إلى لون أحمر قاتم، ما ضاعف من صعوبة عمل المرممين الذين حوّلوا القاعات إلى خلية نحل، تعمل بلا ضجيج، وكأنهم فى محراب للتعبد، كل منهم يعكف على قطعة فى معامل تحوى أشكالاً وأحجاماً شتى من القطع الأثرية.
"عباس": نستخدم أحدث أساليب العرض التكنولوجية على مساحة القاعات كاملة.. ومستعدون لتقديم تحفة معمارية حضارية
يتناول «أحمد» أدوات الترميم، ويشرع فى إصلاح ضرر تركه الزمن، بعد أن وقف العالم مندهشاً من عظمة صانع مصرى قديم، والذى نجح بأدوات بدائية فى صنع ما عجزت البشرية عن فك طلاسمه، وعلى بُعد بضعة أمتار، هناك جنود مجهولون يعملون بلا كلل أو ملل، للانتهاء من أعمال المتحف، تمهيداً لافتتاحه عام 2020.. عمال مهرة ومهندسون كل فى موقعه، البعض يبنى الجدران، وآخرون يواصلون أعمال اللحام والتوصيلات الكهربائية لنظام موفر للطاقة، هو الأحدث والأضخم حيث يساهم فى ترشيد ثلثى الطاقة الكهربائية عبر استخدام منظومة موفرة للطاقة، تُقلل نحو 80% من القدرة الكهربائية.
وهناك فنانون يضعون اللمسات النهائية على «الدرج العظيم» بالمتحف، وينفذون أول ميدان معلق فى العالم لمسلة «صان الحجر»، فيما يعكف المهندسون على ابتكار تصميم جديد لمراكب الشمس، فهل يضعها على حامل زجاجى تمر من تحته المياه لتعيد إبحارها إلى العالم الآخر، أم يُتيح لضوء الشمس بالنفاذ لتُبحر فى عالم من نور؟.
«سنُبهر العالم بمتحف يضم أحدث أساليب العرض المتحفية والتكنولوجية».. هكذا قال «الطيب عباس»، المشرف الأثرى للمتحف الكبير، وأضاف: «لن نتوقف حتى نُهدى لمصر والعالم تحفة معمارية لحضارة عريقة، كنا وسنظل نُباهى بها العالم، فيشتمل المتحف على قاعة رئيسية تضم كنوز الفرعون الذهبى (توت عنخ آمون)، وتزيد على 5 آلاف قطعة، ستوزع على معرضين، إضافة إلى 3 قاعات كبرى أخرى تؤرخ للحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ، انتهاء بالعصر اليونانى والرومانى، وكل ذلك فى 12 معرضاً مختلفاً تحملنا فى رحلة للحياة الأخرى عند المصرى القديم».
"زيدان": نقلنا 48 ألف قطعة أثرية.. وترميم 44 ألفاً أخرى جاهزة للعرض.. أصعبها عمود "مرنبتاح" وعجلة "توت عنخ آمون"
يستطرد «عباس»: «انتهينا من سيناريو العرض المتحفى، ولم يتبق سوى التدقيق والإحلال، ونستخدم أحدث أساليب العرض التكنولوجية على كامل مساحة قاعات العرض، وننتهى حالياً من سيناريو عرض مختلف لمتحف الطفل والمكتبة وغيرها من أجزاء المتحف».
من جانبه، يقول الدكتور «عيسى زيدان»، المشرف على النقل والترميم الأولى بالمتحف الكبير، إنهم انتهوا أيضاً من نقل 48 ألف قطعة أثرية، إلى جانب ترميم وصيانة 44 ألف قطعة، جاهزة حالياً للعرض المتحفى، أصعبها عمود «مرنبتاح» وعجلة «توت عنخ آمون» غير المفككة، مضيفاً: «استغرقنا فترة كبيرة فى نقل العجلة، ولم يكن الأمر سهلاً على الإطلاق، وكنا حريصون على نقل القطع دون تعريضها لأى ذبذبات، ولهذا استعنا بأجهزة حديثة مستوردة من اليابان لتفادى صدمات وذبذبات الطريق.
واستطرد: «نجحنا حتى الآن فى رفع واستخراج وترميم 1060 خشبة من أخشاب مركب خوفو الثانى، المعروفة باسم مركب الشمس، المقرر وضعها فى قاعة عرض مخصصة لها، كما تمكنا من انتشال طبقات من المركب ضمن مشروع الترميم الأكبر والأضخم، دون أى خسائر، رغم تشبع الأخشاب بالرطوبة التى طالتها من بناء متحف المركب الأولى خلال سبعينيات القرن الماضى، حيث كان يتم خلط الأسمنت على بعد خطوات من الحفرة، وقد اكتشفنا بعد 8 سنوات من بداية الحفر، العديد من الأشياء التى كانت خافية، أبرزها استخراج 52 كيلوجراماً من المسامير النحاسية، وهو أمر فى غاية الأهمية، خاصة إذا علمنا أن مراكب الشمس المكتشفة من قبل، وهى بالعشرات، لم يُعثر بها على مسمار واحد، وكانت تُربط بالتعشيق، كما نجحنا فى استخراج القطعة الأطول رقم 894، ويبلغ طولها 23 متراً»، مُشيداً بالجهد الذى يبذله زملاؤه فى الترميم، والذين يتعاملون كل يوم مع ما وصفه بـ«المستحيل».