بين القرضاوى وأينشتاين
- إلقاء قنبلة
- ابن الهيثم
- الدولة الفرنسية
- العالم العربى
- القرآن الكريم
- ثمانى سنوات
- حالة طوارئ
- حزب النهضة
- حور العين
- أجهزة الأمن
- إلقاء قنبلة
- ابن الهيثم
- الدولة الفرنسية
- العالم العربى
- القرآن الكريم
- ثمانى سنوات
- حالة طوارئ
- حزب النهضة
- حور العين
- أجهزة الأمن
وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. قصة حزينة حدثت فى مثل هذا الأسبوع منذ ثلاث سنوات.. «محمد لحويج بوهلال»، ذكر ثلاثينى مسلم تونسى، كان مقيماً فى فرنسا منذ ثمانى سنوات، وهو فى الأصل من بلدة مساكن فى سوسة التونسية، أبوه أحد أعضاء حزب النهضة، وسبق القبض عليه.. ذهب «محمد» إلى أرض الكفار هرباً من سوء أوضاعه المعيشية فى بلاد الإسلام، حصل على إنسانيته المفقودة ثم عنَّ إليه أن يُضاجع حور العين فى جنة مزعومة، فمر بعربة نقل ثقيلة على أجساد عشرات الأبرياء فى شوارع مدينة نيس الكافرة، قاد سيارته بسرعة وبطريقة متعرجة محاولاً قتل أكبر عدد ممكن من البشر، وقد كان.
القاتل نفذ تعليمات «أبومحمد العدنانى»، وزير هجمات داعش، الذى قال وقتها على قناة «الفرقان»: «إذا لم تنجح فى إلقاء قنبلة، أو فشلت فى فتح النار على مشرك من الفرنسيين أو الأمريكيين، يمكنك طعنه بسكين أو ضربه بحجر أو دهسه بسيارة».
المعتدى هذه المرة لم يكن له أية سجلات أو ملفات لدى أجهزة الأمن، لكنه اتّهم قبل ذلك فى قضية اعتداء بمشاجرة عادية، وهو ما يعنى أن بيننا أناساً عاديين قد يتحولون يوماً ما إلى خلايا سرطانية دون أى سبب محدد، أما الضحايا فلم يكونوا شواذاً أو رواد ناد ليلى، كانوا أناساً طبيعيين، بعضهم عرب ومسلمون.. أما الوسيلة فكانت عادية، مجرد سيارة، فى يوم غير عادى؛ وهو «يوم الباستيل»، وهو عيد وطنى فرنسى يرمز للتحرر والمساواة و-لا مؤاخذة- الإخاء.. فرنسا كانت وقتها فى حالة طوارئ فى يوم مشدد الأمن، وهذا يوضح لنا مدى ما وصلت إليه الدولة الفرنسية (تذكر التنظيم السيئ لكأس الأمم الأوروبية بفرنسا فى العام نفسه).
تزامنت «بطولات» السيد «بوهلال» وقتها مع فتوى أحد مشاهير الشيوخ المصريين بأن الأصل هو دخول المسلمين إلى الجنة بلا حساب، والاستثناء أن يكون هناك حساب يسير، أما من لديه ذنوب عظيمة فسوف تؤخذ منه وتوضع على رأس أى نصرانى أو يهودى، ليستقر المسلم فى الجنة مخلداً فيها، فقط لأنه بالصدفة قد وُلد فى هذه البقعة البائسة من الكوكب.. هذا الشيخ، مثل غيره، يعانى من حالة متقدمة من الشوفينية والنرجسية والاستعلاء والتكبر وافتراض امتلاك الحق المطلق.. والواقع أن الشيخ لا شأن له بالأمر، هو مجرد ناقل (هو فقط لم ولن يوضح الفارق بين النصارى والمسيحيين، ولا أستبعد أنه لا يعرفه)، هو ينقل عن حديث قدسى أخرجه الطبرانى، ويبدو أن هذا الشيخ لا يعرف أيضاً أن هذا «الحديث» يعارض القرآن الكريم الذى يقول: «وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى».. عموماً التراث هو «حتة عسلية» يمتصون منها ما يشاءون أى وقت، وكله حسب الطلب.
تقول الحكمة: «اطلبوا العلم ولو فى الصين».. لكننا أرحنا بالنا وأنتجنا «علماء صينى» لنطلبهم فنجدهم بدلاً من متاعب السفر! فلفظ «علماء» فى العالم العربى يُطلق على «الدعاة» و«المدعين» معاً.. فدعونا نفعل كما فعل الغرب ونفرق بين عالِم العلوم (Scientist) وعالِم الدين (Theologist) كى لا يظن البعض أن «القرضاوى» و«حسان» و«برهامى» مثل «ابن الهيثم» و«جاليليو» و«أينشتاين»!