فى 11 شهراً.. «الداخلية» تُسقط 3 آلاف بؤرة إجرامية وتضبط 37 ألف متهم

كتب: محمد بركات

فى 11 شهراً.. «الداخلية» تُسقط 3 آلاف بؤرة إجرامية وتضبط 37 ألف متهم

فى 11 شهراً.. «الداخلية» تُسقط 3 آلاف بؤرة إجرامية وتضبط 37 ألف متهم

جهود كبيرة بذلتها الأجهزة الأمنية فى ملاحقة وضبط العناصر الجنائية الخطرة ومرتكبى الجرائم ومداهمة البؤر الإجرامية التى تؤوى تلك العناصر وضبطهم واستمرار توجيه الحملات لضبط التشكيلات العصابية وتنفيذ الأحكام القضائية، باعتبار أن ذلك يواكب اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة للحد من انتشار الجرائم، فضلاً عن وضع خطط أمنية تعتمد على الأساليب الحديثة فى مواجهة الجريمة بكافة أشكالها بما يتوازن مع معطيات الواقع وأنماط الجريمة غير التقليدية، من خلال الاعتماد على وسائل التكنولوجيا وتطبيقاتها المختلفة، مع الأخذ بأسباب العلم فى مواجهة الجريمة وإنفاذ القانون يُعد من أول الاهتمامات خلال المرحلة الراهنة.

وآتت جهود قوات الأمن ثمارها خلال الفترة من يوليو 2018 حتى مايو 2019، حيث تمت مداهمة جميع البؤر الحصينة فى قلب الصعيد والقضاء عليها، وتم استهداف 3020 بؤرة، ضُبط خلالها 37600 متهم، بينهم متهمون هاربون وتجار وحائزو أسلحة نارية ومواد مخدرة، وضبط 42570 قطعة سلاح نارى، و42830 قضية اتجار بالمواد المخدرة، وتنفيذ آلاف الأحكام القضائية المتنوعة، وتنفيذ 2100 قرار إزالة.

وأبدت الأجهزة الأمنية اهتماماً كبيراً نحو القضاء على البؤر الإجرامية بمختلف محافظات الجمهورية، أهمها منطقة «السحر والجمال»، التى تحولت إلى سوق علنى للمخدرات بأنواعها المختلفة، خاصة الهيروين، إذ نجحت على مدار 11 شهراً فى مطاردة أحد أشهر مروجى المواد المخدرة وإنهاء أسطورة «لوكشة» عقب تبادل إطلاق النار مع القوات، والذى يعد أحد أخطر العناصر الجنائية التى تقوم بالاتجار فى المواد المخدرة بتلك البؤرة، ومحكوم عليه بالإعدام فى قضية «شروع فى قتل»، والقبض على اثنين من العناصر الإجرامية بحوزتهما أسلحة نارية ومواد مخدرة وثالث هارب من حكم قضائى بالسجن المؤبد فى قضيتى مخدرات.

الضربات تقضى على منابع الجريمة بالدلتا والصعيد.. وتنهى أسطورة "لوكشة" أخطر عناصر الاتجار بالمخدرات.. وتصل مناطق لأول مرة منذ ثورة يناير

هذه الحملات الأمنية التى قدمت بدعم قوات العمليات الخاصة والتدخل السريع، لم تكن الأولى بل سبقها الكثير من الحملات الهادفة لتجفيف منابع منطقة السحر والجمال من العناصر الجنائية التى تتخذها مكاناً لترويج المواد المخدرة.

واقتحمت قوات الأمن عدداً من البؤر الإجرامية فى صحراء جنوب الجيزة، والتى تحولت إلى أوكار لتجارة المخدرات والأسلحة النارية، حيث استغلت التشكيلات العصابية البيئة الصحراوية واتساعها فى تحويلها إلى بؤر إجرامية والاختباء فيها من قبضة الأمن، فهم يتخذون الدروب الصحراوية طريقاً لهم لنقل بضاعتهم بين المحافظات بعيداً عن الأكمنة الأمنية المنتشرة على الطرق السريعة.

وفى القليوبية، قضت الأجهزة الأمنية على منطقة المثلث الذهبى المشهور عنها الاتجار فى المواد المخدرة، والتى ذاع صيتها، وأسفرت عن مقتل أباطرة الإجرام وتجارة المخدرات والقبض على آخرين من عصابات الدكش وأمين موسى، فيما عاد الهدوء والأمن لمنطقة الجعافرة، بعد أن حررتها قوات الأمن من البؤر الإجرامية التى كانت تعكر صفو المنطقة وجعلتها حكراً لتجارة المخدرات والبلطجة.

وداهمت مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، إحدى أخطر البؤر الإجرامية بقرية أبوالغيط فى مدينة القناطر الخيرية فى القليوبية، حيث كانت تعد منطقة أبوالغيط تؤوى العناصر الإجرامية الخطرة، النازحين من محافظات عديدة على المحافظة، وعبارة عن مخزن للسيارات المسروقة بواسطة السطو المسلح، قبل أن تداهمها أجهزة الأمن وتنجح فى تطهيرها بالكامل.

ولم تتوقف جهود قوات الأمن عند تطهير شمال الدلتا من الخارجين عن القانون وتفكيك البؤر الإجرامية، بل اتجهت نحو تطهير خط الصعيد، حيث كان للضربات والحملات الأمنية المتلاحقة التى شنتها القوات على كافة البؤر الإجرامية واقتحامها أثر كبير، حيث دخلت قوات الأمن لمناطق لم تدخلها منذ ثورة 25 يناير، نظراً لكونها ذات طبيعة جغرافية وعرة يصعب معها الوصول إليها براً، الأمر الذى أدى إلى اتخاذ الخارجين على القانون منها ملاذاً لهم، معتقدين أن يد العدالة لن تطالهم، ما جعلها مركزاً للتجارة غير المشروعة فى الأسلحة وزراعة النباتات المخدرة ووكراً للمحكوم عليهم الهاربين والمطلوب ضبطهم وإحضارهم.

صحراء جنوب الجيزة كانت معاقل لنقل المخدرات.. والآن أصبحت تحت السيطرة.. وقوات خاصة تقتحم مزارع القصب بقنا

وفى قنا نجحت الأجهزة الأمنية فى تحقيق العديد من الضربات المتتالية لضبط أخطر العناصر الإجرامية الخطرة التى كانت ضمن تشكيل «خط الصعيد»، شرف الدين حجازى حسن محمد، وشهرته نور حجازى، فضلاً عن ضبط ثلاثة من العناصر الإجرامية الخطرة المتورطة فى واقعة استشهاد ضابط بقطاع الأمن المركزى «محمدى رجب الحسينى»، خلال مداهمة الجبل، عقب مقتل العنصر الإجرامى الخطر نور حجازى، ومن بينهم توأمه، فى مكان اختبائهم بمنطقة زراعات موز فى دشنا.

وتعد قريتا «حمرا دوم» و«أبوحزام» الشهيرتان بالإجرام، من قرى الجبل الشرقى التابعة لمركز نجع حمادى، ويبلغ عدد سكانهما 30 ألف نسمة، وتعتبران موطناً كبيراً للعناصر الإجرامية الخطرة، ويتخذان من الجبل مأوى لتمرير عملياتهم الإجرامية من تجارة السلاح والخطف بكل حرية، وهاتان القريتان لهما تاريخ كبير فى صناعة خط الصعيد منذ تسعينات القرن الماضى.

واقتحمت قوات الأمن المركزى ومجموعات العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، مدعمة بعناصر من البحث الجنائى بالوزارة ومديرية أمن قنا، مساحات شاسعة من مزارع القصب.


مواضيع متعلقة