فى ليبيا.. الإرهاب الدولى المنظم المسكوت عنه!
- أسلحة ومعدات
- إعادة فتح
- الأوضاع الأمنية
- الإرهاب الدولى
- الإرهاب المسلح
- التصوير الجوى
- الجنوب الليبى
- الجيش الليبى
- الجيش الوطنى الليبى
- أبناء
- أسلحة ومعدات
- إعادة فتح
- الأوضاع الأمنية
- الإرهاب الدولى
- الإرهاب المسلح
- التصوير الجوى
- الجنوب الليبى
- الجيش الليبى
- الجيش الوطنى الليبى
- أبناء
الهجوم الذى وقع مؤخراً فى التاسع من مايو الماضى، ونفذته مجموعة مسلحة بحق بلدة «غدوة» 60 كم جنوب «سبها» عاصمة الجنوب الليبى. لم يكن الهجوم الأول، من نوعه الذى استهدف المدنيين وخصّ به منازلهم (إحراق 10 منازل فى الهجوم الأخير وحده)، ولا فى نطاقه الجغرافى الذى شهد (5 هجمات إرهابية) وقعت فى هذه البلدة، التى تعد من أهم البلدات المؤيدة لوجود وعمل الجيش الوطنى الليبى فى نطاق الجنوب بكامله. لكن ربما هذه المرة، سارع تنظيم «داعش» فى إعلان تبنيه لتلك العملية، وبدت ملامح صورة التهديد المتوقع تمدده، فى التشكل على خط موازٍ لعملية تحرير طرابلس العاصمة، فالمجموعات المسلحة التى لم تستطع التصدى لقوات الجيش الليبى، أثناء عملية تقدمه لتطهير وضبط الأوضاع الأمنية بالجنوب، وسط احتفاء وحاضنة تأييد شعبى واسع من كل بلدان الجنوب وقبائلها.
تعود اليوم تلك المجموعات المسلحة، فى نسق «ميليشياتى» متطور لاستهداف المنطقة، بغرض استنزاف وإشغال قدرات الجيش الوطنى الليبى، فى محاولة لإنهاك وحداته وفتح ساحة تهديد جديدة أمامه، تخصم من عملية الحشد التى تجرى حول العاصمة والغرب الليبى. وعمليات خاطفة من هذا النوع، بتوجيه مجهودها الرئيسى ضد المدنيين يثير حالة واسعة من الرعب بين السكان، ويعيد النظر فى معادلة السيطرة الأمنية المستقرة، التى على أثر تحققها بصورة «جيدة» مؤخراً، تحركت بثقة قوات الجيش الوطنى للغرب والعاصمة، معلنةً البدء فى العملية الكبرى «طوفان الكرامة». كافة المراقبين المتخصصين وغيرهم من أبناء الجنوب، لديهم تفكيك مقبول لشفرة هذا «المكون المسلح الجديد»، الذى بدا أن تحركاته لم تكن عشوائية لا مكانياً ولا زمنياً، فهناك العديد من الدلائل التى تشى بأن هناك دفعاً مباشراً، وتكليفاً بخطط محددة من أجل إعادة فتح جبهة جديدة، يقوم عليها أكثر من مكون مسلح وليس «داعش» وحدها، فمجموعات «داعش» التى تلقت هزائم مؤثرة من الجيش الوطنى الليبى، فى بنغازى، ثم سرت ودرنة، تحركت جنوباً إلى «الوسط الليبى»، ولم تتقدم إلى الجنوب إلا بعد أن صدر لها مؤخراً تعليمات بذلك، ووصلت لها الإمدادات التى تمكنها من تحقيق المستهدف منه.
هناك أيضاً «مجموعات مسلحة»، رصد خلال الشهر الماضى نجاحها فى تنفيذ عمليات تسلل، وتوغل جرى عبر الشريط الحدودى الغربى، قادمة من الجزائر ومالى ونيجيريا. وهى ميليشيات لها انتماء «قاعدى» تتمتع بقدرات التحرك والتخفى، وتتلقى دعماً على طول المناطق الحدودية بين تلك البلدان، وتمكّنت من الاختراق لتنتقل سريعاً أيضاً إلى حواف الجنوب الليبى، كى تتمركز أسفل قوات الجيش الليبى، الشاخصة بأبصارها وجل اهتمامها إلى الشمال والشمال الغربى. وهى ثغرة مؤثرة يعمل عليها الآن الجيش الوطنى الليبى، خاصة فى مجال الجهد الاستخباراتى، كى يقف على معلومات تشير إلى من يقف وراء هذا الدعم والدفع الجديد لتلك المجموعات، التى بدت على نحو مفاجئ مدججة بسلاح حديث، وإمكانات بشرية ولوجيستية تفوق بالطبع قدراتها الذاتية.
الاتهامات فى هذا السياق طالت بالطبع أطرافاً عدة، منها ما أعلنه الجيش الوطنى الليبى صراحة، ومنها ما لا يزال مخفياً أو أكثر قدرة ومهارة فى التخفى وصنع سواتر، لا تكشف هوية القائمين فى الأصل على الأمر برمته، تخطيطاً وتمويلاً وإصداراً للتكليفات. لكن على أى من تلك الأحوال، هناك إجماع بأن المشهد الجنوبى شهد مؤخراً دخولاً واضحاً وفاضحاً، للعبث بمعادلته الأمنية، فهناك استهداف مؤكد لتعطيل «معركة طرابلس» بكافة الوسائل الممكنة. والمثير أيضاً أن هناك ما بدا على هيئة شراكات ما بين أطراف دولية وغيرها إقليمية، ربما ساعدت وسهّلت عمليات النفاذ والتمترس الذى جرى على هذا النحو. وهو ليس ضرباً بالغيب، بل هو فى مجال طرح أسئلة عن المستفيد من إطالة عملية «طوفان الكرامة»، أو المتضرر من إنجاز السيطرة الأمنية الوطنية على العاصمة. ولكى تكون هناك مقاربة جادة للوصول إلى إجابات عن هذه الأسئلة، يحتاج الأمر إلى جهات تحقيق دولية تنصت بنزاهة لما لدى قوات الجيش الوطنى، وقد يستتبع ذلك الاستعانة بقدرات متطورة للمراقبة والتصوير الجوى، حيث يمكن أن يسهم ذلك فى تعظيم قدرات الإمساك بأطراف الخيوط، التى تكشف مَن يدعم صراحة الإرهاب المسلح، ويحرض على تشكيل الميليشيات فى هذا المربع على وجه الخصوص. طالما بات الأمر مؤكداً عن أدوار لُعبت، وأسلحة ومعدات جُهزت ووصلت إلى أيدى مقاتلين، انخرطوا فعلياً فى سفك دماء مدنيين وأبرياء بالمناطق الجنوبية.
هذا عن الجنوب الشاسع مترامى الأطراف، حيث يمكن للحقائق أن تفلت أو يغض البعض الطرف عنها، بطبيعة الجغرافيا والرمال والتحالفات المتحركة. لكن ماذا عن طرابلس العاصمة وهى قلب المعركة، فعلى أسوارها توجد لافتات واضحة للعيان لا لبس فيها، عن المحور الذى يقف بالمواجهة أمام قوات الجيش الوطنى الليبى. تركيا حاضرة فى العلن، لكنها ليست وحدها، وتسارع الأحداث فى الطوق المضروب حول العاصمة، دفعها وأركان المحور الذى تقوده، ألا يتكبد أى منهم مشقة التخفى والتمويه، فالوقت أضيق من ذلك، أو هكذا يرون هم على الأقل. فى شهر واحد فقط، وصلت طرابلس 16 مايو مخترقة الحظر الأممى طائرة تركية (Antonov) مُحملة بطائرات دون طيار. وفى 18 مايو أيضاً وصلت السفينة (أمازون) التركية قادمة من ميناء «سامسون» التركى، تابعها العالم بالصوت والصورة، وهى محملة بـ(40 مدرعة كيربى) وما يزيد على (1000 مقاتل) قادمين من «أدلب» السورية. وأخيراً فى 29 مايو وصلت طائرة شحن من طراز (C 130) على متنها فريق خبراء من الأتراك مع غرفة عمليات متكاملة إلى مطار «مصراتة». لينضموا إلى مرتزقة آخرين موجودين كفنيين وخبراء يتمركزون فى قاعدة مصراتة الجوية. هذا شهر واحد، وبعض من النماذج التى لا اسم أو اصطلاح تعرف بها سوى الإرهاب الدولى المنظم، حتى إن جرى السكوت عن تفاصيله عمداً.