"موائد الرحمن وشنط الخير وأسواق الفوانيس".. رمضان بطعم القاهرة

"موائد الرحمن وشنط الخير وأسواق الفوانيس".. رمضان بطعم القاهرة
- أذان الفجر
- أذان المغرب
- أعمال الخير
- أم على
- البكتيريا المفيدة
- التأمين الصحى
- الجمعيات الخيرية
- الجهاز الهضمى
- الزجاج الملون
- السيدة زينب
- أذان الفجر
- أذان المغرب
- أعمال الخير
- أم على
- البكتيريا المفيدة
- التأمين الصحى
- الجمعيات الخيرية
- الجهاز الهضمى
- الزجاج الملون
- السيدة زينب
"هنا القاهرة الساحرة الآسرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة.. هنا القاهرة الزاهرة العاطرة.. الشاعرة النيرة الخيرة الطاهرة" بهذه الكلمات أنشد المطرب علي الحجار في مديح القاهرة، فعاصمة العواصم مدينة ساحرة.
الخليفة الفاطمي أول من أقام مائدة في شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص
ومع دخول شهر رمضان تتمتع القاهرة بطقوس وعادات متميزة لا مثيل لها في بلدان أخرى، ويكون لشهر رمضان مذاق خاص فموائد الرحمن لا يخلو شارع أو حي منها ويعتبر الخليفة الفاطمي أول من أقام مائدة في شهر رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، وكان يخرج من قصره 1100 قدر من مختلف أنواع الأطعمة لتوزيعها على الفقراء، وعرفت مصر ظاهرة المآدب الملكية أو الموائد الرمضانية فى عهد الملك فاروق وكانت تقام لإطعام الفقراء والمساكين والموظفين وعابرى السبيل، والغرض منها كما يقول بعض المؤرخين كان خليطا من البروتوكول السياسي والعمل الخيرى، وظلت الموائد الملكية مستمرة حتى قيام الثورة ليحل محلها موائد الرحمن والموائد الرمضانية البسيطة التى تملأ شوارع وحواري مصر.
الأغاني جاءت معبرة عن طقوس رمضان وسجلت عادات الأكل ونوعيات المشروبات والحلويات، فهناك أغنية تقول: "جبت لنا معاك الخير كله، م الصبح نقوم ونحضر له، بالقمر الدين وبلح على تين، م المغرب للمدفع واقفين"، واعتاد المصريون بدء إفطارهم بمشروب مثلج يتنوع من أسرة لأخرى فالبعض يحرص على تناول "العرقسوس" لأنه يقلل من العطش في نهار رمضان، والبعض الآخر يحرص على تناول بعض المشروبات مثل التمر الهندي وقمر الدين والكركديه والمانجو، ويعد الفول أول الأطباق ولا تكاد تخلو منه مائدة رمضان فأجواء رمضان لا تكمل إلا بطبق الفول على مائدة السحور، ومن أشهر الحلويات على المائدة أيضا الكنافة، والقطايف، وأم علي.
ويُعد مدفع رمضان أحد طقوس الشهر الكريم فلا نسمع له صوتاً إلا في شهر رمضان، يُخبرنا بموعد السحور وقت أذان الفجر، ثم يعود ثانية عند غروب الشمس، ليُعلن للجميع أنه حان وقت الإفطار مقرونا بعبارة "مدفع الإفطار..اضرب".
رمضان في القاهرة شهر الروحانيات فمجرد رفع المؤذن أذان المغرب تجد الشوارع تحولت إلى مائدة رحمن ولا يخلو مكان من توزيع العصائر والمشروبات على المارة، كما تكثر الولائم الكبيرة بين الأقارب وتكون "لمة العيلة" أكثر في الشهر الكريم.
تنشط المقاهي في ليل رمضان وتكون ملتقى الأصدقاء في الحسين والسيدة زينب
وقال الدكتور حمدي عرفة، الخبير في شؤون المحليات، إن رمضان يحظى بطقوس خاصة في القاهرة حيث تكثر موائد الرحمن، وتنشط الجمعيات الخيرية لتوزيع شنط رمضان على الفقراء والبسطاء وتقديم أعمال الخير، وتملأ الزينة الشوارع بفانوس رمضان وتنشط المقاهي في ليل رمضان وتكون ملتقى الأصدقاء في الساحات والحسين والسيدة زينب، وتنتشر الشوادر الخاصة باللحوم والسلع في الشوارع رغم مخالفة إقامتها، وتنشط حركة المطاعم خاصة الشهيرة منها في وقت الإفطار، وتزداد العزومات خلال الشهر الكريم.
وأشار عرفة إلى أن الفوانيس صارت من تقاليد الشهر الكريم والبدء في صناعتها يعد له قبل رمضان بفترة، حيث يوجد بالسيدة زينب عدد من الورش التي تصنع الفوانيس من خامات محلية، خصوصاً الزجاج الملون الذي اشتهرت به زخارف مصر الإسلامية، وتتزين به الشوارع والبيوت والمحال التجارية طوال شهر الصيام، ويستقبل أبناء القاهرة الشهر الكريم بالفوانيس مع الاستماع للأغاني المعبرة عن دخول الشهر ومنها "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو" و"رمضان جانا أهلا رمضان"، موضحا أن أول من عرف فانوس رمضان هم المصريون مع دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة وخرج المصريون في موكب كبير جدا اشترك فيه الرجال والنساء والأطفال على أطراف الصحراء الغربية من ناحية الجيزة، للترحيب بالمعز وكانوا يحملون المشاعل والفوانيس الملونة والمزينة لإضاءة الطريق.
"الفول المدمس" وصية خبراء التغذية والأجداد على السحور
وأضاف الدكتور سامي عبدالغفار، مساعد رئيس هيئة التأمين الصحي، أن هناك إقبالا كبيرا على محال الزبادي بالقاهرة لأنه مفيد جدا خلال السحور في رمضان وتناوله يؤدي إلى عدم الشعور بالعطش أثناء الصيام، بجانب احتوائه على البكتيريا المفيدة للمعدة، ويحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات والكالسيوم ويساعد على انتظام أداء الجهاز الهضمى، مشيرا إلى أن من أهم الأكلات التي يوصي بها خبراء التغذية والأجداد منذ زمن بعيد على مائدة سحور رمضان هو طبق الفول المدمس لأنه يحتوي على نسبة هائلة من الألياف الغذائية المفيدة في منح الفرد الشعور بالشبع لفترة طويلة، والتخلص من الجوع خلال فترة الصيام، ويحتوي الفول على البروتينات والأملاح المعدنية فضلاً عن نسبة كبيرة من الحديد والبوتاسيوم والماغنسيوم والمعادن المختلفة المفيدة للجسم والتي تعمل على إمداد الصائم بالطاقة التي تلزمه طوال فترة صيامه أثناء نهار رمضان.
وقالت أم عماد، ربة منزل، إن وجبة الإفطار تضم كل ما لذ وطاب من مشروبات وشوربة واللحوم والمحاشي ثم الحلويات، وإن كانت تختلف مكونات مائدة الإفطار من عائلة لأخرى، وهناك أسر تعتمد على البقوليات والمقبلات الشعبية معظم أيام الشهر بسبب الظروف الاقتصادية، مشيرة إلى أن طبق الحلوى من الكنافة وأم على والبسبوسة تعد من أطباق الحلوى المفضلة فى رمضان، حيث يتم تجهيز أفران الكنافة فى الشوارع، ويتجمع الأطفال حول بائعيها ليشاهدوا طريقة رشها على الفرن.
وأكد رضا محمد، عامل حر، أن الإقبال على الياميش والمكسرات يشهد تزايدا، حيث اعتادت أغلب العائلات أن تزين موائدها في رمضان بأصناف الحلوى، كما يزداد الإقبال على شراء اللحوم بمختلف أنواعها وتلجأ الأسر إلى شراء الفاكهة بشكل محدود بعد زيادة أسعارها والبلح بأنواعه لتناوله عند الإفطار، لافتا الى أن عددا كبيرا من الأسر تلجأ إلى تناول وجبة السحور خارج المنزل فى الاماكن المفتوحة والساحات والمتنزهات.