عبد الرحيم: تكريم الرئيس وسام على صدري.. والأزهر ميزنا بالقراءات السبع

10:34 م | الأحد 02 يونيو 2019

ما أن تسمعه حتى يرق قلبك من خشوع قراءته للقرآن، وجمال صوته ودقة تلاوته، وما أن تراه حتى تزداد تقديرًا وفخرًا بنجاحه وتفوقه، مع اختبار الخالق له بفقد نعمة البصر، صاحب الإرادة الفولاذية، ابن الأزهر، الحاصل على المركز الأول على مستوى العالم الإسلامي في مسابقة حفظ وتجويد القرآن الكريم والصوت الحسن، إنه عبد الرحيم محمد علي.

"عبد الرحيم" كرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، خلال احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر، اليوم الأحد، تقديرا لنجاحه وتميزه.

المجود الأحسن صوتًا الفائز، يقطن أحد البيوت الريفية القديمة المبنية بالطين في قرية الشطب، التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، أتم حفظه للقرآن الكريم وهو فى الـ13 من العمر، وحصل على إجازة تلاوة القرآن على يد شيخين من أبناء قريته البسيطة.

"عبد الرحيم" طالب بالفرقة الرابعة في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع أسوان، قال: "أفتخر بانتمائي للأزهر، ودراستي للعلوم الشرعية، وعلمنا بالقراءات السبع، وهذه ميزةً ميَّزَناَ بها الأزهر"، هكذا عبَّر عن حبه لـ"كعبة العلم".

كشف لنا "عبد الرحيم" عن ملحمة أسرية، لإعلاء شأنه، ومنع شعوره بالإعاقة، إذ عوَّضه الله بعائلة مكونة من 8 أفراد جميعهم يعملون على راحته، فشقيقته الكبرى تسجل له المواد الدراسية بصوتها، وهو يسمعها ويفهمها ويحفظها من خلالها، كما ترافقه والدته دائمًا وتقطع معه رحلة بمسافة 40 كيلو متر من المنزل إلى الجامعة، ذهابا وإيابا أغلب أيام الأسبوع.

لم يتعود "عبد الرحيم" على المدينة الجامعية، رغم مرور 4 سنوات على دراسته بالجامعة، لكن والدته تذلل له تلك العقبة، إذ يقول عنها: "هي تعليم متوسط، لكن أنا بفضلها بجيب امتياز"، كما يدعمه أشقاؤه، ويكد والده للعمل وإعالة الأسرة، ويقوم بدور بارز فى دعمه وزيادة حماسه نحو النجاح.

ويفخر بدعم عائلته وكونه عند قدر من توقعاتهم وآمالهم فيه: "لا عوائق أمامي، فأمي وأهلي يذللونها جميعًا، فبفضل الله ودعمهم حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى الشهادة الابتدائية، وفى الإعدادية حصدت نسبة 94%، وكنت الأول على المحافظة فى الثانوية العامة، وتم تكريمي أكثر مرة من الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، رحمة الله عليه، وكان دايما بيشجعني، ويحثني على الاجتهاد أكثر".

"تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي وسام على صدري، أعتز به طوال عمري".. جملة عَبَّر بها "عبد الرحيم" عن سعادته العظيمة بهذا التكريم.

وعن نص ما دار بين الرئيس وعبد الرحيم خلال التكريم، كان كالتالي، وفقا لـ"عبد الرحيم":

* الرئيس: "سعيد بالتكريم؟".

- عبد الرحيم: "في غاية السعادة لمقابلتك يا سيادة الريس".

* الرئيس: "ليك طلبات؟".

- عبد الرحيم: "أتمنى أشوف مصر بخير وسلام سيادة الريس، مصر بخير بوجود من مثلك".

طموح الطالب الأزهري صاحب الصوت العذب يكسر حدود الظلام، إذ يتمنى الصحة والسعادة لأهله، ولنفسه الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم والتليفزيون، لخدمة الإسلام ومصر بصوته، وخاطب شباب الأزهر بالحرص على خدمة دينهم وأزهرههم كل فى موقعه ومجاله.

ووجه رسالتين، الأولى لكل شاب مُعافى: "أخي، ربنا برَّأك من الإعاقات، فعليك أن تنظر إلى من سُلبت منه هذه النعم، فتدبر فى أمره علَّهُ يكون عبرة لك، وتسير على الدرب وتكون من الناجحين"، ولمن هم فى مثل حالته: قال: "الإعاقة إعاقة الفكر وليست أبدًا إعاقة الجسد، إحنا اللي بنحط لنفسنا الإعاقات".

وتمنى الطالب الأزهرى المتفوق، من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مزيدا من القيام بواجباته، وتقديم إثراءات فكرية للمسلمين، كما شكر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والرئيس السيسي، وهيئة التدريس بالكلية ممثلة فى شخص العميد، أحمد خليل عبد العال.

والدته: "زرعي بِيِخْضَرّ وبيكبر قدام عيني.. ربنا يحميه"

أما والدته، فقالت عن فوزه، وي تذرف دموع الفرحة: "شعوري ما يتوصفش، والله فرحانة جدا، الزرع بيخْضَرّ، ويكبر قدام عيني، شايفة فيه مصر بحالها، هو مش ابننا لوحدنا، دا ابن مصر".

وأعربت الأم عن أمنيتها أن يكمل نجلها تعليمه نحو الدراسات العليا للماجستير والدكتوراة، وخاطبت شيخ الأزهر: "الامتحانات جاية فى رمضان، ونفسي تكون بعد العيد، أسوان خط استواء ودايما حر.. وأنا بروح معاه.. ودا مجهود عليا فى الصيام، فأتمنى من فضيلة الإمام النظر فى هذا، ودا رجاء مش شكوى".