ياسر صادق: نحافظ على ذاكرة مصر الفنية.. واحتفالية كبرى بأمم أفريقيا

ياسر صادق: نحافظ على ذاكرة مصر الفنية.. واحتفالية كبرى بأمم أفريقيا
قال الفنان ياسر صادق، الذى تولى رئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إنّه يعمل على تنفيذ خطة موسعة لإحياء عمل المركز، ليؤدي دوره في حفظ تراث مصر بالمجالات الثلاثة "المسرح والموسيقى والفنون الشعبية"، مشيرا إلى أنّه يسعى لـ"رقمنة" أقسامه، ونشر الثقافة والفنون في مواقع وزارة الثقافة إلكترونيا.
وأضاف صادق، في حواره لـ"الوطن"، أن ّالمركز يقدم المعلومات المدققة للباحثين، مؤكدا أنّه حصل على عدد من الموافقات والتشجيع لدفع العمل للأمام، لافتا إلى ربط هذه المشروعات بأفكار اقتصادية هادفة إلى زيادة الموارد بالتوازي مع حفظ ذاكرة مصر.. وإلى نص الحوار:
* توليت رئاسة المركز منذ شهور قليلة.. فما الخطة التي تعمل بها لتطويره؟
- بدأت باستعراض كل إداراته، وفكرت في كيفية النهوض بها، وتطويرها بشكل أكثر جدية ودفعها للأمام، حتى تأتي بثمارها، بدأنا نتحرك، وتقدمت بـ18 مقترحا ونفذنا بعضها، ومنها شراء كاميرات حديثة لتطوير وحدة التصوير، وبدأنا استقطاب مختصين من معهد السينما، وأرسلنا خطابا لطلب انتداب مصورين ومخرجين ومنتجين من المركز القومي للسينما، تمهيدا لتنفيذ مقترح آخر وهو إنشاء قناة على "يوتيوب"، تضم عددا من الأبواب المتنوعة من التراث والتراث الشعبى، يجري تنفيذه.
ووزارة الثقافة كلها تسعى لعمل موقع وبوابة كبيرة تشمل كل قطاعاتها، وموقعنا سيكون ضمنها، وهو يقدم نماذج تكون مفتوحة للجمهور مجانا، وهناك شق بحثي موسع له مقابل مادي بسيط للباحثين، لأنّها مدعمة من الدولة، وتحصيل هذه الرسوم البسيطة يسهم في تنمية الموارد، خاصة أنّ القناة ضرورية لتوثيق العروض المعني بها المركز، وهذا من شأنه إتاحة عائد في باب تنمية الموارد من خلال المشاهدات، وحصلنا على الموافقة على القناة من وزيرة الثقافة، ويجري حاليا الإعداد لجمع البيانات، والإعداد للصيغة القانونية للقناة، لأنها ليست قناة خاصة، فنحن نسعى للتعامل مع جهة وسيطة بين المركز والبنك المركزي، وستكون من القطاع العام.
* ما الذي يمكن تنفيذه حاليا؟
- عودة الطبع والنشر و"الرقمنة" أي الإلكتروني إلى المركز، والتي كانت متوقفة منذ 2008، حيث طبعنا بالفعل أسطوانة مدمجة لكتاب في التراث المسرحي، للموسم المسرحي لسنة 1925، والتي ضمت كل ما يخص الموسم المسرحي في هذه السنة، كما لدينا كتاب "الموسم المسرحي في التوثيق المسرحي 2007/2008"، وكذلك كتابان مهمان في الموسيقى هما: الدراسة النقدية في الموسيقى (من 1932- 1952)، والآخر من سنة 1952 إلى الآن، ومن المقرر إعادة طباعة ونشر مجلة المسرح مرة أخرى، بالتعاون بين الهيئة العامة للكتاب والمركز، حيث سنكون مسؤولين عن البيانات، والهيئة تتكفل بالطبع والنشر وستكون المجلة شهرية ومتاحة قريبا للجمهور، وكذلك مجلة أخرى يجري إعدادها وهي عن "الفنون الشعبية".
* هل في خطتكم إقامة إدارات تابعة للمركز خارج مقره الحالي؟
- نسعى لتجهيز "ركن" ثابت للمركز في كل مسارح مصر، وهذا الركن له عدة وظائف؛ الأولى: شق متحفى، ومهمته الحفاظ على مقتنيات رموز كل مسرح مقام به الركن، سواء مقتنياتهم الشخصية من ميداليات ودروع تكريم، أو ملابسهم التي استعملوها خلال تقديم أدوارهم المسرحية، أي سيكون هناك شق للمقتنيات وآخر للملابس، والشق الثاني: تراثي، يتم تخصيصه للأعمال المسرحية التي عُرضت على هذه الخشبة، وعملنا نموذجا مصغرا لهذا الشق من خلال عمل نموذج مصغر لمسرحية "الطوق والأسورة" بالمسرح القومي، أما الشق الثالث فيتضمن إصدارات المركز من كتب ومجلات وستتاح بمنفذ للبيع، وللباحثين والدارسين لتسهيل الوصول إلى المعلومة، والرابع هو الشق البحثي المختص بعمل استطلاع رأي للعروض مع الجمهور وتسجيل الندوات، وسيُرفع تقرير شهري للمركز ليرسله لجهة الإنتاج، مصحوبا برأي المركز كجهة استرشادية، وقد حصلنا على الموافقات اللازمة لتنفيذ المشروع على أرض الواقع ويجري حاليا توفير المبلغ المالي اللازم للتنفيذ، وسيتم بذلك إنشاء 15 موقعا للمركز في مسارح البيت الفني والفنون الشعبية، ومن المقرر عمل توثيق لمسرحيات قصور الثقافة عند إطلاق القناة الخاصة بالمركز، وكذلك مسرح الهواة سنصور منها ما نجده مستحقا للتوثيق.
* وماذا عن مجال الموسيقى بالمركز؟
- تم إحياء الفرقة الموسيقية المتخصصة في التراث والأغاني الدرامية، وهي مختلفة عن جميع الفرق الفنية، تحت اسم فرقة المركز، والتي تضم أوركسترا كاملا مكونا من 36 عضوا من أمهر العازفين، ومن أوائل خريجي الكونسير والموسيقى العربية، وهذه الفرقة متخصصة في لون غير موجود، فلدينا نوتات موسيقية لا يعرفها أحد، يتم التعرف عليها من خلال هذه الحفلات المنتظمة، وبدأت بالفعل وبأسعار معقولة للجمهور.
* وما المشروعات التي بدأتم تنفيذها بالفعل؟
- يجري حاليا جمع المأثور القولي والمديح النبوي والغناء الصوفي من كافة أنحاء مصر، ويتم تنفيذ ذلك من خلال فرق بحثية تصل إلى مصادر هذه الفنون، ليتم جمعها كتابة وسماعيا، وما جُمع من الفلكلور المصري إلى الآن لا يتجاوز الـ10% ليتم تقديمه كمادة سهلة للباحثين، كما أنّه يحفظ هوية وذاكرة مصر، وبدأنا بمحافظة كفر الشيخ، وهذا المشروع كان متوقفاً منذ 11 سنة، وقمنا بإحيائه، والفنون الشعبية ليست استعراضا فقط، ولكنها تشمل الأزياء، والمأثورات والفلكلور، والغناء القومي، الذي يشمل الإنسان المرتبط بالميلاد والندب والعديد والأمثال الشعبية، وكذلك المنتجات مثل الخزف والفخار وغيرهما.
* وهل المركز يؤدي أي أعمال خارج مصر؟
- بدأنا تفعيل برنامج "اعرف أهلك" بمناسبة عام أفريقيا، ودول حوض النيل الـ11، ومن خلال التنسيق مع الجمعيات الأهلية المعتمدة والموثقة في هذه الدول، والعلاقات الثقافية الخارجية وسفارات الدول، حيث نجهز لاستضافة كل دولة على حدة، وعمل ندوة للتعريف بها بشكل شهرى، ويحاضر فيها أحد رموز الفن في هذه الدول، ليتم التعرف على الثقافة المشتركة لأن النيل أوجد ثقافة مشتركة بين دول الحوض، وفي النهاية سيتم إصدار كتاب بهذا المضمون بثلاث لغات هي "العربية، الإنجليزية، الفرنسية"، وعقدنا أول ندوة عن إثيوبيا.
* وما المشروعات المستقبلية؟
- سننظم احتفالية فنية ثقافية كبرى بدول حوض النيل بالتزامن مع افتتاح البطولة الأفريقية لكرة القدم، وجارٍ إعداد الميزانيات، وسيتم دعوة وزراء الثقافة وسفراء تلك الدول، وسنطبع كتابا عن الاحتفالية، مع إهداء كل دولة تشارك "قلادة" من قطاع الفنون التشكيلية.
* ماذا عن أعمالك الفنية في الفترة المقبلة؟
- رواية من إخراجي بعنوان "حب رايح جاي" إنتاج فرقة المسرح الحديث، وستقدم على المسرح الكوميدي، تأليف سامح عثمان، فكرة الفنان أحمد صيام، بطولة سوسن بدر وأحمد صيام وميدو عادل ودنيا عبدالعزيز والفنان رشوان توفيق، وبعض شباب المسرح الحديث، وسنبدأ بروفات بعد انتهاء موسم تصوير دراما رمضان، لنفتتح العرض في عيد الأضحى.