حكاية.. طه السماحي.. عبدالعزيز مخيون: بكيت بكاءً طبيعياً فى «الشهد والدموع» بسبب وفاة «عبدالناصر»

حكاية.. طه السماحي.. عبدالعزيز مخيون: بكيت بكاءً طبيعياً فى «الشهد والدموع» بسبب وفاة «عبدالناصر»
- عبدالعزيز مخيون
- الشهد والدموع
- أبوليلة
- طه السماحي
- رمضان 2019
- عبدالعزيز مخيون
- الشهد والدموع
- أبوليلة
- طه السماحي
- رمضان 2019
فنان قدير أمام الشاشة، ومخرج مسرحى موهوب، ارتبط اسمه بعدد من الأدوار الشهيرة فى المسلسلات الرمضانية، جسد شخصيات؛ طه السماحى فى «الحلمية»، وعادل أبوليلة فى «زيزينيا»، ووحيد رضوان فى «الشهد والدموع»، هو الفنان عبدالعزيز مخيون، الذى تحدث لـ«الوطن» عن ذكرياته وكواليس أشهر الأعمال الدرامية.
شاركت فى عدد كبير من الأعمال الرمضانية على مدى تاريخى الفنى، أتذكر منها «الشهد والدموع»، الذى حقق نجاحاً كبيراً، لدرجة أن الشوارع وقت عرضه، فى الساعة 8 مساء، كانت تخلو من المارة، وبعد تغيير موعد عرضه إلى العاشرة والربع، فوجئنا بحرص الجمهور على متابعة الحلقات أيضاً.
قدمت من خلال المسلسل دور وحيد رضوان، شاب رقيق المشاعر، وهناك مشاهد لن أنساها فى المسلسل، مثلاً مشهد الشغالة أو الفنانة، فتحية طنطاوى، تحكى فيه شكواها وأنا متأثر فى المشهد، وأضرب على البيانو، كنت أتمنى فى هذا المشهد أن أتعلم العزف على يد متخصص قبل التصوير، لتكون الضربة موسيقية بطريقة صحيحة، أو بمعنى أدق الضربة تخرج جملة موسيقية دقيقة. وأتذكر مشهداً آخر أخذ منى جهداً كبيراً، وهو مشهد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر، لأن البكاء فى هذا المشهد كان طبيعياً، عندما أدخل بكل حزن وتأثر ببكاء شديد وأقول: «عبدالناصر مات».
أما مسلسل «ليالى الحلمية» فكان عملاً عظيماً له تأثير كبير أيضاً، ولاقى نجاحاً كبيراً، وشاركت فى الجزأين الأول والثانى، واستكملت باقى الأجزاء بصورة طه السماحى فقط، وكان التصوير فى رمضان، ومعظم مشاهدى كان يتم تصويرها قبل الإفطار تقريباً بساعة إلا الربع، وأتذكر مشهد التصوير فى المقبرة الملكية، هذا المشهد كان قبل الإفطار بدقائق قليلة وبعد انتهاء التصوير كنت أشعر بقلق أن يكون المشهد لم يأخذ حقه، وأكون قدمته بطريقة ليست جيدة، وأيضاً مشهد آخر مع والد زوجتى «نجاة» أو دلال عبدالعزيز، كان قبل الإفطار أيضاً، وتحدثت مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ وأسامة أنور عكاشة، لو لم يكن المشهد قدمته بشكل غير جيد بسبب ضيق الوقت ممكن أن أعيده مرة أخرى، ولكنهما أكدا أننى قدمت أداءً جيداً.
ومن المواقف التى لن أنساها أيضاً أثناء تصويرى «ليالى الحلمية» كنا نصور فى فيلا بالجيزة بها حديقة، وكان هناك مشهد فرح، وكان لى مشهد تصوير بعد الفرح، فكنت مرهقاً جداً، ودخلت إحدى الغرف أستريح قليلاً، أنام وأصحى، تكرر الموضوع 3 مرات، وهم ما زالوا فى التصوير، وفى آخر مرة استغرقت فى النوم، فتحت عينى وجدت ظلاماً شديداً، واكتشفت أنهم انتهوا من التصوير وتركوا الفيلا، بدأت أتحسس طريقى إلى أن وصلت لباب الفيلا، وخرجت منه وركبت سيارتى وعدت للمنزل.
اتحديت نفسى فى دور "أبوليلة"
ومن المسلسلات التى أعتز بها مسلسل «محمد رسول الله»، وكان التصوير فى استوديو 10 بمبنى التليفزيون، وكان من الليل حتى صباح اليوم التالى، وأتذكر أننى كنت يوماً قد غادرت الاستوديو بعد انتهاء التصوير الساعة 8 صباحاً، ووجدت الريسيبشن ممتلئاً بالشرائط الخاصة بالمسلسل التى يتم شحنها إلى الدول العربية، وفى العام 1985 كانت تستخدم شرائط الفيديو وتوضع فى جراب رمادى بلاستيك ومكتوب على كل شريط البلد المسافر إليه، جميع البلدان العربية كانت حريصة على عرض مسلسلاتنا المصرية بعد الإفطار مباشرة، هذه الواقعة لها دلالة كبيرة جداً، وهى أن مصر كانت بلداً رائداً فى الفن وقتها بين البلاد العربية.
وأرى أن موسم رمضان هذا العام فشل فشلاً ذريعاً، ولم أتابع أى عمل لأننى غير مستعد «لرفع ضغط الدم»، أين المؤلفون العظماء الذين قدموا لنا أعمالاً ما زالت خالدة حتى الآن؟ لماذا يتم استبعادهم؟ لكن ما زالت أعمالنا مستمرة، والجمهور يشاهدها حتى الآن بسبب المصداقية والإتقان والإبداع الحقيقى والمواهب الجادة، لو تحدثنا عن «زيزينيا»، من يستطيع تقديم مثل هذا المسلسل إلا العبقرى أسامة أنور عكاشة؟! أعمالنا مستمرة بسبب تعبنا ومجهودنا لكى نطلع بنتيجة جيدة تستمر مع الجمهور ونرضى عنها، عندما عرض علىّ «أسامة»، رحمه الله، دور «عادل أبوليلة»، قال لى: «هذا الدور ستتحدى به نفسك»، وبالفعل الحكاية كانت سيدة أرملة وابنتها يعيشان معاً فالقدر أوقعهما فى اثنين نصابين، النصاب الأول «بك» والنصاب الثانى «شوارعى»، من يستطيع أن يقدم مثل هذه القصة إلا أسامة أنور عكاشة؟ نصاب تزوج السيدة الكبيرة، والآخر هو عادل أبوليلة، الذى وجد ابنتها فى حالة ضياع فاستغلها، وقد جسدت هذه الشخصية فى الجزء الأول، آثار الحكيم، ثم هالة صدقى فى الجزء الثانى، وهذا يظهر أن «عكاشة» كان كاتباً يتقن فن الدراما