كلمة السر "بسمة".. "ناصر" يودع نوم الشارع إلى حياة آمنة: "نزلت حمام سباحة"

كتب: عبدالله مجدي

كلمة السر "بسمة".. "ناصر" يودع نوم الشارع إلى حياة آمنة: "نزلت حمام سباحة"

كلمة السر "بسمة".. "ناصر" يودع نوم الشارع إلى حياة آمنة: "نزلت حمام سباحة"

صورتان لشخص واحد، لكن الفرق بينهما 180 درجة، لقيتا رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الأولى يظهر شاب مهلهل الملابس، تبدو عليه ملامح الفقر والتعب من النوم على أرصفة الشوارع، بينما بدا في الأخرى مظهره منمق داخل حمام سباحة وسط مجموعة من الأشخاص، ووجهه تملؤه ابتسامة كبيرة، كانت دليلا على انقلاب حياته رأسا على عقب.

"ناصر" شاب في الثلاثينات من عمره، عاش حياه قاسية لسنوات طويلة، في أحد دور الأيتام، إلا أنه عقب بلوغه الـ18 عاما، أخرجه دار الأيتام إلى الشارع لبلوغه السن الذي مكنه فيه الاعتماد على نفسه إلا أنه قاسى كثيرا منذ هذا الوقت.

يروي الشاب "ناصر" لـ"الوطن"، أنه عقب خروجه من دار الأيتام، الذي أودعته به أسرته لظروف عائلية لا يعلم عنها شيئا، أجرى عدة اتصالات بشقيقته حتي يتمكن أن يعيش معها، إلا أنه دائما يجد الرد على الهاتف من زوجها، والذي دائما ما يخبره جملة واحدة: "متتصلش هنا تاني"، ثم يغلق الهاتف.

سنوات عديدة عاشها "ناصر" في الشارع الذي لم يجد ملجأ سواه: "كنت ببيع مناديل في الشارع.. كنت بنام في ميدان الصاغة أو في أي شارع"، وكان دائما ما يطلب من المارة المساعدة المادية ليستطيع شراء الطعام، أو كان يذهب للمطاعم يطلب منهم الحصول على وجبة مجانية ويحصل بالكاد ما يبقيه حيا، وفقا لحديثه.

لم تخلُ حياة "ناصر" في الشارع من بلطجة الآخرين عليه: "كان ممكن حد ييجي يضربني ويقولي امشي، أو ياخد الفلوس اللي معايا.. أو أطفال يضربوني بالطوب ويجروا، أو حد يحدف عليا زبالة"، حتي وجده أحد أعضاء فريق "دار بسمة للإيواء"، ووفر له حياه كريمة.

"بقالي في الدار هنا أكثر من عام"، وفَّرَ دار "بسمة" للشاب الثلاثيني حياة مناسبة، من إقامة كاملة مجانية، والرعاية الصحية المناسبة، وإخصائيين مسؤولين عن تعليمه بعض الأمور الحياتية، كما أنها توفر له برامج رحلات مختلفة في أماكن متعددة، حسب "ناصر".

عن صورة "ناصر" في حمامة السباحة، قال إنها كانت أمس، في أحد الأماكن بمحافظة الشرقية، حيث نظم الدار هذه النزهة لنزلائه، شملت إفطار واستخدام حمامة السباحة: "كنت مبسوط جدا في الرحلة دي، وكانت أول مرة أنزل فيها حمام سباحة، عشان كدا كنت فرحان وبلعب".

محمود درج، مؤسس مبادرة "بسمة للإيواء"، يروي لـ"الوطن"، أن المبادرة بها ما يقرب من 150 شابا وفتاة من شباب الجامعات، وتهدف إلى القضاء على ظاهرة المشردين، وبدأت المبادرة في عام 2016، وتمكنت حتى الآن من إنقاذ 622 مشردا، وإعادة 137 إلى ذويهم.

أما عن حالة "ناصر"، فعثر عليه الفريق في ميدان الصاغة بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية، حيث كانت حالته النفسية والصحية سيئة جدا، فعرف عنه أنه "بيشم كُلَّة، وبيشرب بوظة وسجاير"، وعرض الفريق عليه توفير حياة كريمة بالدار، فوافق.

عدد من البرامج التأهيلية وفرتها الدار لـ"ناصر" في بداية إقامته بها: "البرامج التأهيلية مسؤول عنها إخصائي نفسي واجتماعي، مهمته إنه يأهِّلُه نفسيا للحياة الكريمة، وتعديل سلوكه من حيث الانتظام في العبادة والتعامل مع الآخرين بأسلوب لائق"، بالإضافة إلى توفير جولات خارجية بصحبة مرافق حتي يتمكن من مواجه المجتمع بحياة أفضل.


مواضيع متعلقة