"سي إن إن": واشنطن تريد كسب الحرب التجارية مع الصين بأدوات الثمانينيات

كتب: محمد البلاسي

"سي إن إن": واشنطن تريد كسب الحرب التجارية مع الصين بأدوات الثمانينيات

"سي إن إن": واشنطن تريد كسب الحرب التجارية مع الصين بأدوات الثمانينيات

قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إنه مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى اليابان، وسط أجواء حرب تجارية متفاقمة مع الصين، يمكنه أن يفكر في العودة إلى مناقشة خلاف اقتصادي سابق بين واشنطن واليابان.

وذكرت الشبكة الأمريكية، في تقرير لها، إنه خلال الثمانينيات من القرن الماضي، كانت العلاقات الاقتصادية مع اليابان سيئة للغاية، حيث كان اقتصادها مزدهرًا، وكان ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما خشي الكثيرون في الولايات المتحدة أن يتم تجاوزهم اقتصاديا عن طريق اليابان، ونشرت مقالات من نوع "تحول أمريكا للنموذج الياباني" و"بيرل هاربور الاقتصادية"، حيث اشترت الشركات اليابانية شركات ومعالم أمريكية، وحذر المشرعون والمعلقون من العجز التجاري المتزايد بين البلدين، وشكوا من "سرقة" الشركات اليابانية للملكية الفكرية الأمريكية والاستفادة من الصفقات التجارية غير العادلة.

وفي مقابلة تليفزيونية في "مورتون داوني جونيور شو" في عام 1989، شكى "ترامب" نفسه من أن اليابان "امتصت الدماء بشكل منهجي من أمريكا". وأضاف "ترامب" عن الميزان التجاري بين الولايات المتحدة واليابان "إنها مشكلة كبيرة ، وهي مشكلة ستزداد سوءًا". "وهم يضحكون علينا".

وتابع التقرير أنه منذ تولى الرئيس رونالد ريجان، منصبه في عام 1981، بدأت الولايات المتحدة بالضغط على اليابان لفتح أسواقها أمام الشركات الأمريكية وتقليل الاختلال التجاري بين البلدين، وفي حين وافقت اليابان على تدابير بما في ذلك الحد من عدد السيارات التي تصدرها إلى الولايات المتحدة، ازداد الذعر بشأن القوة التجارية اليابانية - وطالب المشرعون من كلا الجانبين باتخاذ إجراءات.

وبالموافقة على مشروع قانون يدعو إلى أعمال انتقامية صارمة ضد اليابان، وعد روبرت باكوود، الذي كان آنذاك رئيسًا جمهوريًا للجنة المالية في مجلس الشيوخ، بمنح طوكيو "المعاملة بالمثل وهذا هو ما يفهمونه". وخلال جلسة استماع للجنة المالية عام 1985، قال السناتور الديمقراطي ماكس بوكوس: "توقع ريجان مستقبلًا تصبح فيه التجارة ملكًا، وسيصعد النسر، وستكون أمريكا أقوى دولة تجارية على وجه الأرض. حسنًا، قد تكون التجارة ملكًا ، وقد تكون النسور مرتفعة، لكنها ليست نسرًا أمريكيًا. لم يكن الأداء التجاري لأمريكا أسوأ من ذلك".

وفي ذلك العام، وقعت خمس دول -الولايات المتحدة وألمانيا الغربية وفرنسا والمملكة المتحدة واليابان- على اتفاقية بلازا، وخفضت قيمة الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني والمارك الألماني، وكان هذا بمثابة نصرا بالنسبة للولايات المتحدة، ما أدى إلى زيادة الصادرات وخفض العجز التجاري مع العديد من دول أوروبا الغربية.

وأوضح التقرير أن 2019 ليس عام 1985، والصين ليست اليابان، حيث تعد بكين أقوى اقتصاديًا وسياسيًا مما كانت عليه طوكيو في الثمانينيات، حيث تعتمد اليابان على الولايات المتحدة من أجل الأمن القومي وهي أقل استعدادًا للمخاطرة بغضب واشنطن.

وكتب المحللان أليسيا جارسيا هيريرو، وكوهي إيواهارا، الأسبوع الماضي، "كانت اليابان هدفًا سهلاً للقصف الأمريكي. بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت اليابان تعتمد سياسيًا واقتصاديًا على الولايات المتحدة، مما أدى إلى وجود قدرة محدودة على التفاوض لمواجهة الولايات المتحدة، لكن الصين في وضع أفضل لمقاومة الضغط الأمريكي".

وأشار التقرير إلى أن "ترامب" يمكن أن يفترض أن سياسة عدوانية مماثلة ستدفع بكين إلى الانحناء لمطالبه، لكن المفاوضون الصينيون تعلموا بالفعل ما يحدث عندما تضغط على ترامب ، ومع انهيار المحادثات التجارية هذا الشهر بعد أن حاولت بكين تغيير الصفقة في اللحظة الأخيرة، وأدى فشل تلك المحادثات إلى تصعيد فوري للتوترات، مع فرض رسوم جديدة من قبل الجانبين، ويمكن إلقاء اللوم على تغييرات بكين المتأخرة للصفقة، ولكن واشنطن تتحمل جزء من الفشل بنفس القدر.

في الوقت نفسه، قد يؤدي تفسير الصين لأحداث الثمانينيات إلى دفعها إلى اتخاذ خطوات خاطئة. والخميس الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية لو كانج إن "أي صفقة متبادلة المنفعة يجب أن تستند إلى الاحترام المتبادل والمساواة ونتائج الفوز". ولكن كما لاحظ العديد من المراقبين، فإن ما يعتبره قادة الصين "فوزًا" في كثير من الأحيان يعني الفوز بشروطهم، والرغبة في تجنب تكرار أخطاء اليابان قد تؤدي إلى رفض بكين لخسارة طفيفة قد تؤدي في النهاية إلى تحسن اتفاق شامل.

 


مواضيع متعلقة