الحرب التجارية.. "بوينج والبورصة" في قلب صراع "واشنطن وبكين"

الحرب التجارية.. "بوينج والبورصة" في قلب صراع "واشنطن وبكين"
- ترامب
- الصين
- بكين
- البورصة
- الحرب التجارية
- واشنطن
- الواردات الصينية
- ترامب
- الصين
- بكين
- البورصة
- الحرب التجارية
- واشنطن
- الواردات الصينية
لا تزال الأزمة تتصاعد بين الولايات المتحدة والصين، على خلفية فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية على واردات البلد الأسيوي، بقيمة تتجاوز 300 مليار دولار سنويا.
في إطار إصرار "ترامب" على التصعيد ضد الصين، تعقد الولايات المتحدة في 14 يونيو، جلسة استماع عامة حول مقترحه فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية بقيمة 300 مليار دولار سنوياً، تعد جزءًا من التصعيد الذي يمارسه "ترامب" ضدّ "بكين" في الحرب التجارية بين البلدين، وفي حال تمّ فرض الرسوم الأخيرة، فإنّ هذا سيجعل كلّ الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة خاضعة لرسوم عقابية مرتفعة.
الصين من ناحيتها أصرت على موقفها واتخذت إجراءات مضادة، إذ أعلنت أمس رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار سنوياً، إلا أن التصعيد المتبادل بين البلدين، دفع الرئيس الأمريكي إلى التأكيد بأنه "لم يقرّر بعد إن كان سيمضي إلى النهاية في جولة الـ300 مليار"، مضيفا: "كمية هائلة من الأموال ستدخل إلى بلدنا.. الرسوم يدفعها خصومنا التجاريون، وليس التجّار والمستهلكون الأمريكيين"، مؤكدا أنه "لم يتّخذ قراراً بهذا الشأن بعد".
ومن المقرر أن تكون جلسة الاستماع العامة مفتوحة أمام عموم الأمريكيين، مثل الدبلوماسيين والهيئات التجارية والأفراد، إذ باستطاعة هؤلاء - حتى موعد بدء الجلسة-، تقديم اقتراحات خطيّة قبل أن يُنهي المسؤولون وضع القائمة النهائية بالمنتجات الصينية التي ستفرض عليها رسوم بنسبة 25%، بحسب مكتب الممثل التجاري الأمريكي.
وفي العام الماضي، حققت الولايات المتحدة مستوى قياسياً من التبادل التجاري مع الصين، فبلغت وارداتها 540 مليار دولار وصادراتها 120 مليار دولار، وفقا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية.
الأزمة رغم كونها بين الصين والولايات المتحدة في المقام الأول، فإن تداعياتها تنذر بحرب تجارية وكارثة اقتصادية في أنحاء العالم، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يستقبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم، لبحث محاولة إرساء "الاستقرار" في العلاقات شديدة التوتر بين البلدين، ومناقشة التوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة.
وكانت جولة المحادثات الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين انتهت من دون التوصل لاتفاق ينهي النزاع التجاري الدائر بين أكبر قوتين اقتصاديتين، وفي بيان أصدرته الحكومة الصينية، أعلنت "بكين" أنها ستفرض رسوما تتراوح ما بين 5 و25% على عدد من السلع الأمريكية.
وجاء في البيان أن "إجراءات زيادة الرسوم تأتي ردا على الأحادية والحمائية التجارية الأمريكية"، وأبدت الحكومة الصينية "أملها بأن تعمل الولايات المتحدة مع الصين من أجل التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة الطرفين".
وقالت وكالة أنباء "فرانس برس"، إن الصين بتحديدها الأول من يونيو موعدا لدخول رسومها الجديدة حيّز التنفيذ، قررت إعطاء مهلة من أجل التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة.
وعلى خلفية التوتر التجاري بين البلدين، تراجعت بورصة "وول ستريت" وخسر مؤشر "ناسداك" أكثر من 3% من قيمته، وتراجع مؤشرا "داو جونز" و"ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 2.5%، إذ يثير النزاع التجاري القائم بين الولايات المتحدة والصين مخاوف في الأسواق العالمية، وأجمع المراقبون على التحذير من تداعياته السلبية على النمو العالمي وعلى طلب سلع أساسية كالنفط.
وأشار محللون إلى أنه بالإضافة إلى زيادة الرسوم الجمركية، فإنه يمكن للصين اتّخاذ إجراءات أخرى ردا على الولايات المتحدة، بما أن وارداتها من الولايات المتحدة أقل من صادرتها إليها، وهو ما يحد من قدرتها على الرد على "واشنطن" بالمثل.
وكتب هو تشيجين، رئيس تحرير صحيفة "جلوبال تايمز" الرسمية الصينية، على حسابه على "تويتر"، أن "الصين قد تتوقف عن شراء الطاقة والمنتجات الزراعية الأمريكية، وقد تخفّض طلبياتها من شركة صناعة الطائرات الأمريكية بوينج"، وهو ما دفع بالشركة الأمريكية إلى قلب الصراع بين البلدين، ما يهدد مبيعات الطائرات الأمريكية إلى الصين إذا قررت الأخيرة استخدامها في إطار تلك الحرب، فيما أكدت شركة "بوينج" العملاقة ثقتها بأن المحادثات التجارية الأمريكية الصينية ستفضي إلى اتفاق في النهاية.
وقال متحدّث باسم الشركة في رسالة إلكترونية لوكالة "فرانس برس": "نحن واثقون بأن الولايات المتحدة والصين ستواصلان المحادثات التجارية وستتوصلان لاتفاق يصب في مصلحة المصنّعين والمستهلكين الأمريكيين والصينيين".
وقال الخبير في مكتب "ليهام كومباني" سكوت هاميلتون، إن أي تخفيض كبير للطلبيات سيكون سيئا لبوينج، في وقت تعاني الشركة أزمة هي الأولى من نوعها بعد حادثين مأساويين تعرضت لهما طائرتان من طراز 737 ماكس في غضون فترة قصيرة وأوقعا 346 قتيلا.
ومن بين الوسائل الأخرى التي قد تلجأ إليها "بكين"، أنها تمتلك سندات خزانة أمريكية بقيمة 1.2 تريليون دولار، إلا أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أعرب عن اعتقاده بأن الصين ستواصل شراء سندات الخزينة الأمريكية، وقال "منوتشين": "أفترض ذلك إنه استثمار جيد"، مضيفا أنه لم يتم تحديد موعد الجولة الجديدة من المفاوضات التي ستجرى في "بكين".
وقالت شبكة "سي.سي.تي.في"، التلفزيونية الرسمية الصينية، إن الصين لطالما أكدت أنها لا تريد خوض الحرب التجارية التي أطلقها الجانب الأمريكي، لكنها لا تخشى خوضها، وعليها أن تفعل ذلك "عندما تقتضي الضرورة"، فيما قال لاري كادلو المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي، إن "ترامب" قد يلتقي نظيره الصيني الشهر المقبل على هامش قمة مجموعة العشرين لمناقشة الخلافات القائمة بينهما في الملف التجاري. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "التواصل بين الرئيسين مستمر"، لكنّه لم يشر إلى إمكانية عقد لقاء بينهما.
وتعود الخلافات التجارية بين البلدين إلى ضغط الولايات المتحدة على الصين لكي تغير سياساتها المتعلقة بحماية الملكية الفكرية ومبالغ الدعم الهائلة المقدمة لشركات مملوكة من الحكومة وخفض العجز الكبير في الميزان التجاري، ومنذ العام الماضي، فرضت الصين والولايات المتحدة رسوما جمركية متبادلة على سلع بقيمة مئات مليارات الدولارات، ما أثر سلبا على الصادرات الزراعية الأمريكية وعلى القطاعات الصناعية في البلدين.